
لا شك أن لكل إنسان الحق في أن
يحلم ويحلم كيفما يشاء ..
بل إننا جميعا نظل نحلم كثيرا في يقظتنا !!
ذلك أن أحلام اليقظة هي بمثابة نافذة نطل من خلالها
على عالم آخر بنيناه نحن في خيالنا ..
هذا العالم الخيالي يختلف كثيرا عن عالمنا الحقيقي ..
ذلك أن عالمنا الذي نحياه واقعا ملموسا مليء
حتى النخاع بالمنغسات ..
عالمنا الحقيقي تملأه الأنانية والأثرة ..
وتسيطر عليه الأهواء والمصالح ..
ويحكمه البغي والجبروت والصلف ..
بينما العالم الذي نصنعه في أحلام اليقظة
عالم جميل ،، يسوده الود والتعاطف ،، ويملأه
الحب والوئام ..
نعم إننا في عالم الأحلام نبني قصورا شامخة ..
في عالم أحلامنا نحيل الصحراء القاحلة إلى جنان
وارفة ومروج بهيجة ..
في عالم أحلامنا يصبح الفقير غنيا .. فيبني الفلل والقصور ،،
ويتزوج بمن يحب ،، ويجد كلما يطلب ..
في عالم الأحلام نعيش البهجة والفرح ونودع الحزن والألم ..
في عالم الأحلام نحطم عروش الظلم والعدوان .. ونرفض الذل والهوان ..
ونرسي قواعد العدل والخير والسلام ..
في عالم الأحلام نكون كما نحب ونريد أن نكون ..
في عالم الأحلام نبني المدينة الفاضلة .. وننشيء العالم المثالي
بل إننا في أحلام يقظتنا لا نبني عالما واحدا فحسب ،،
بل عوالم وعوالم وعوالم ...
في عالم الأحلام ليس هناك جائع ولا عارٍ ..
ليس هناك مظلوم ولا مكلوم .. لا يتيم ولا ثكلى ..
لا مسلوب أو مشرد ..
في عالم الأحلام ليس هناك سيئ أو فاسد ..
ليس هناك دكتاتور أو متسلط ..
أليس شيئا جميلا أن نحلم بعالم جميل ؟!!
أليس ما نعيشه من واقع أليم لا يستطيع نكرانه أحد
هو الذي يجعلنا نغمض عيوننا في يقظة ثم نبني عالما آخرا
جميلا غير الذي نعيشه ؟!!
يا ترى هل يعد ذنبا أن نحلم بعالم جميل ؟!
أم هو دليل عجزنا على تغيير واقعنا المؤلم نحو الأفضل؟!!
مهما يكن فإننا حين نحلم بما هو جميل يخفف عنا
أو لنقل ينسينا وإن مؤقتا ما نحمله من هموم وأحزان وآلام ..
فأحلام اليقظة -أيها الأحبة - متنفس يتنفسه كل منا
حتى يخفف آلامه ويروح عن نفسه ويسلي قلبه ..
***********************
تحياتي لكم جميعا أيها الأحبة / علي يحيى