
جلست في غرفتي خاليا بنفسي
انظر يمنة ويسرة
لا أرى أحدًا حولي
اصيخ بأذني
لا أسمع سوى صوت الصمت
الذي ملء المكان بهدوئه الغريب
لا وجود للأرواح في الدار
بقيت وحيدا فيها
اغتمنت الفرصة
وبدأت أفكر بصمت عميق
انغمست في أفكاري
ماذا قدمت لنفسي ؟
ماذا أخرت ؟
ماذا عملت اليوم ؟
هل أرضيت ربي ؟
هل أرضيت والديّ ؟
هل أرضيت نفسي ؟
عدت إلى تقليب النظر في نواحي الغرفة
كلها جدران صماء عمياء بكماء
ماذا أفعل ؟؟!!
كيف لي أن أخاطب هذه الجدران ؟
كيف لي أن أشكو لها حالي ؟
فهي لا تجيب سائلا
ولا تواسي شاكيا
تركتها وأقبلت إلى هذا الجهاز
هو الآخر لا يشارك المقابل شعوره
احترت في أمري
لا أجد حولي من اشكو له
أقلبت على هذا الجهاز
لأسطر فيه ما يدور في داخلي
ولكنه كان مجرد مستمعٍ جيدٍ لما أقوله
دون أن يرد علي بنصيحة
أو يخفف عني مصيبة
عندها أيقنت أن كل أنسان
لابد له من أخٍ في شدته
لابد له من مُؤنِس في وحشته
لابد له من خليل في عيشته
لابد له من رفيق في دربه
لابد له من مُعَين في حاجته
لابد له من مُصْغٍ في ضيقته
لابد له من ناصح في زلته
لابد له من مُؤَمّنٍ في سره
لابد له من حافظ في غيبته
لابد له من مُيسرٍ في عسره
لابد له من مقوم في عثرته
ومع كل هذا
لابد ان يكون عاذرا لأخوانه
صابرًا على ما قد يصدر منهم
فإنهم بشر
ومن طبع البشر الخطأ
واذا لم يرض بخطيئة الاخوان
فليعش دهره وحيدا
ولكن هيهات هيهات
فلن يستطيع العيش وحيدا
بعيدا عن المجتمع
فيلزمه أن يعفو ويصفح
اختكم:فيني دلع نادر..