«القائد الشجاع» يحول الإمكانات المادية إلى قائمة

الأحد 20 صفر 1430هـ - 15 فبراير2009م - العدد 14846
«القائد الشجاع» يحول الإمكانات المادية إلى قائمة من «الأولويات الشعبية» للتنفيذ في المرحلة المقبلة
الملك عبدالله يقود مرحلة التغيير على أساس تقديم «الخدمات النوعية» والانفتاح الواعي أمام التحديات

تقرير- أحمد الجميعة:
صدرت يوم أمس أوامر ملكية بتعيين وإعفاء عدد من شاغلي مرتبة وزير والمرتبة الممتازة، إلى جانب إعادة تشكيل عدد من المجالس وتعيين أعضاء مجلس الشورى.

وهذه التعديلات الجديدة هي الأولى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ توليه مقاليد الحكم، وتشمل تغيرات في المؤسسات الدينية والتعليمية والصحية والاقتصادية والثقافية والعسكرية.
الرؤية الأولية لهذه التشكيلات الجديدة تعكس رغبة في التغيير للأفضل، ومواكبة الإمكانات المادية المتوافرة حالياً في ترتيب الاحتياجات الشعبية الملحة للتنفيذ، والتصدي للمسؤوليات النوعية في هذه المرحلة، إلى جانب استقطاب الكفاءات المميزة بكافة ثقافاتها وتكويناتها للحضور أمام هذه المسؤوليات الوطنية الجديدة، كذلك الخروج من الدائرة التقليدية السائدة في فترة ما إلى العمل المؤسسي الذي يحد من بيروقراطية الأشخاص.
الملك عبدالله في قرارته أمس يقدم أنموذجاً جديداً من التغيير الجذري وليس المرحلي، فهو يسعى بداية إلى رؤية جديدة من العمل الحكومي، تقوم أساساً على تطوير أداء المؤسسات بشرياً وتنظيمياً وفنياً، إلى جانب توفير الحياة الكريمة للمواطنين؛ ومن ذلك توفير السكن والعمل والتعليم والعلاج وبقية الخدمات والمرافق الأخرى، ومكافحة الفقر، والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور، من خلال تحقيق التنمية المتوازنة لكل مواطن، وكل منطقة دون تفريق، كذلك تعميق الحوار الوطني، ومكافحة الفكر التكفيري بالفكر السليم، وتحرير الاقتصاد، ومحاربة الفساد والقضاء على الروتين، ورفع كفاءة العمل الحكومي، وتعزيز مظاهر الانفتاح المعتدل في التعامل مع المستجدات والمتغيرات المجتمعية بما ينسجم مع الشريعة الإسلامية، والاستمرار في سياسة معتدلة في إنتاج البترول وتسعيره، أما على المستوى الخارجي فيسعى خادم الحرمين إلى مواكبة التطورات والأحداث المتسارعة في المشهد الدولي؛ والاستمرار في سياسة المملكة المتعقلة والحكيمة في اتخاذ المواقف والتعبير عنها، بما يحفظ نهجها الإسلامي الأصيل، ودعوتها للوحدة والحوار في حل المشكلات، والإبقاء على علاقة الأخوة والصداقة المتميزة مع دول العالم لتحقيق مبادئ التعاون والمصالح المشتركة في جميع المجالات.
كل هذه الرؤى والأفكار التي يحملها خادم الحرمين الشريفين في المرحلة المقبلة من العمل الحكومي بحاجة إلى جهاز تنفيذي قوي يسنده لتحقيق الإنجازات، وإحداث نقلة نوعية في المجتمع السعودي ليس على مستوى الخدمات فحسب وإنما أيضاً على الجانب الفكري والثقافي الذي هو أساس الممارسة الفاعلة والواعية في المجتمع، كذلك المضي بالمجتمع إلى الانفتاح على العالم الخارجي وحجز مواقع متقدمة في هذا العالم.
فالقرارات التي تم اتخاذها في المؤسسة الدينية تعكس جانبين مهمين، هما: زيادة التمثيل العددي في منظمات هذه المؤسسة، إلى جانب التنوع المذهبي السني، والجانب الآخر يقوم على تعزيز فكرة الحوار والتشاور بين المجموع في اتخاذ القرار بما يلتزم بالثوابت ويتماشى مع المتغيرات التي يشهدها المجتمع في هذه المرحلة.
أما وزارة العدل فهي تتحمل اليوم مسؤوليات جساما، تنطلق من تنفيذ مشروع الملك عبدالله لتطوير مرفق القضاء، ومواجهة قلة أعداد القضاة مقارنة بحجم القضايا المعروضة، كذلك الرغبة في الإنجاز القضائي والتقني الإجرائي.. فهذه الوزارة بأهميتها تحقق العدل الذي هو أساس المُلك.. ولذا من المهم أن يستشعر مسؤولو هذه المؤسسة أن براءة الذمة لولي الأمر تقع على مسؤولياتها في ردع الظالم ونصرة المظلوم والانحياز للحق.
وعلى مستوى التعليم، فمن الواضح أن إعفاء طاقم مسؤولي التربية والتعليم يكشف عن رغبة الملك عبدالله في إحداث نقلة نوعية لهذا الجهاز المهم، فوجود نائب للوزير في التشكيل الجديد يعكس دعم الجهاز إدارياً لاتخاذ القرار، وتسمية سيدة لمنصب شؤون تعليم البنات يعبّر عن دور المرأة المهم في هذه المرحلة، وأنها الأقدر على إدارة هذا العمل، والتواصل مع المديرات والمعلمات داخل المدارس، والإجابة على تساؤلاتهم واستفساراتهم وحل مشكلاتهم.
أما الصحة، فقد وصل إليها الدكتور والطبيب المعروف بتقدير الإنجاز والمحافظة عليه، ولكن المهم أن هذه المرحلة من العمل الصحي تتطلب مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه هذه الوزارة التي يحتاج إليها كل مواطن، وأهمها توفير الأسّرة، والمواعيد، والأدوية، وتنفيذ المشروعات المعلنة، ونشر التوعية الصحية في جميع المناطق.
أما ما يخص مجلس الشورى «الذراع القانوني» للمؤسسات الحكومية فقد شهد الإعلان الجديد تنوعاً مناطقياً وعلمياً ومهنياً على كافة المستويات والتخصصات، وهو ما يكشف عن مخزون التنوع الفكري لهذا الجهاز، وما يضمه تحت قبته من أعضاء فاعلين يتطلب منهم مزيد من المشاركة مع قضايا المجتمع، إلى جانب تمتعهم بالصلاحيات الكفيلة بتحقيق تطلعاتهم.
لقد جاءت التعديلات الوزارية الجديدة من وجهة النظر الشعبية بدوافع وطموحات مختلفة عن السابق، حيث ساهمت عدة متغيرات على الصعيد الداخلي منذ تقلد خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في البلاد؛ على تغيّر النظرة الشعبية التقليدية السائدة تجاه التعامل مع السلطة التنفيذية، ومن تلك المتغيرات: الرغبة المجتمعية نحو الإصلاح، ومحاربة الفساد، والروتين، والتعامل مع المستجدات والتطورات والاحتياجات على أساس المشاركة، إلى جانب تزايد الوعي المجتمعي نحو حقوق المواطنة وواجباتها، ومحاسبة المقصرين، والإفادة من تعدد البدائل الاتصالية المتاحة أمامهم في التعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه أداء الوزارات بشفافية ووضوح، كذلك الرغبة في مسايرة التطورات والمشروعات التنموية برؤية متوازنة بين جميع المناطق.
ومن المتوقع أن تلقي هذه المتغيرات المجتمعية بظلالها تجاه السلطة التنفيذية المقبلة، حيث يعد المواطن في هذه المرحلة أكثر وعياً بما يحيط به من تطورات، وقادراً على كشف الممارسات التي لا تستجيب لطموحه، والاهتمام بالأولويات على أساس الاحتياج الفعلي لكل منطقة ومحافظة، ولذا فالنظرة الشعبية متفائلة بهذه القرارات التي تتوج مسيرة العمل الإصلاحي الذي يقوده الملك عبدالله في هذه المرحلة، وأن يعكس المكلفون بهذه المهمات الوزارية المهمة ما هو مطلوب منهم من جهد ومسؤولية تجاه مجتمعهم، والارتقاء به، وتنويع مصادره، وتحقيق العدالة والمساواة بين أبنائه، والحفاظ على مكتسباته وتطويرها، وتسهيل إجراءات التعامل دون قيود بيروقراطية.

وفي هذا الإطار تبقى طموحات المواطنين لا حدود لها مع التعديلات الجديدة، ويبقى خادم الحرمين في نظر شعبه القائد الذي منحهم الثقة للتغيير، والتجديد لتحقيق الطموحات، والانفتاح الذي يعزز المسؤولية، والتطور الذي يعكس حجم الانجاز.

حفظ الله ملك الجميع اب الجميع

وسدد الى طريق الخير خطاه وما صدر لهو شيء يفرح ويسر

نتمنى التوفيق للجميع


بدر الشمال دمت بعافيه

الشميلاني

شاكر لك مرورك وردك الطيب

لك تحيتي وتقديري

بدر الشمال

لا خلا ولا عدم مشكور اخوي على روعة وجمال طروحاتـــك

ومواضيعك القيّمه والشيّقه تقبل مروري تقبل ودّي وتقديري

بارك الله فيك

وفي ردودك الرااائعه جداً

لك تحيتي وتقديري