(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)  
الوطن هو الانتماء و الوفاء والتضحية والفداء كلمة الإدارة


الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتـــــديات العـــــــامه][©][§®

> المنتدى العـــــام

المنتدى العـــــام [ منتدى الحوار والنقاشات العامة في كافة القضايا المختلفة ]

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-2011, 12:41 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية صالح العريف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: إلى كل الذين لايرون سوى الوجه الضاحك في حياتي : .. أتبعوا حروفي سأريكم شيئاً !!
المشاركات: 2,261
صالح العريف is on a distinguished road
افتراضي الحب في مجتمعنا السعودي (عن جريدة الرياض )

عادات حرمت العشاق فرصة «بناء الثقة» واحترام المشاعر دون «فضائح» أو ابتزاز!

«قصص الحب» بين الجنسين..النهاية فراق!



تبوك، تحقيق- مكتب «الرياض»:
الحب عاطفة إنسانية معقدة بطبيعتها، ومعقدة بصورة أصعب في مجتمعنا السعودي، فتارة ينظر له على أنه مخالف للشرع كما يخالف الأعراف المجتمعية، وتارة لا يعترف بوجوده وينكر تداول قصصه المثقلة بالوجد والهيام والسهر والدموع وخفقات القلب، وفي أحيان أخرى يتواجد الحب، ولكن مغلف بشيء من الصمت ليبقى في الخفاء، وهذا وهمٌ ف"الصب تفضحه عيونه"، وإن وجد التحايل على طريقة محبوبة عمر بن أبي ربيعة:

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا
لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر

عوامل اجتماعية وفكرية ومتغيرات زمنية توالت على مجتمعنا السعودي، ولازالت ثقافة الحب لدينا غائبة أو مغيبة في وقت يشهد تزايد قصصه بين الجنسين، وفي مختلف الأعمار والثقافات، إذ أن الحب عاطفة أوجدها الله عند كل الكائنات بدون استثناء، والحب فضيلة فيها تهذيب النفس، ورقة العاطفة، وسمو المشاعر، وفيها الخصال والقيم الرائعة كالكرم، والشهامة، والمروءة.
وتراثنا الأدبي والاجتماعي حافل بقصص ولوعات الحب، فقد كانت صحراء الجزيرة مسرحاً ملهماً لأبطال العشق، ومغامرات الحب، والمحبوبات، وكان للحب النقي لديهم قيمة مبهرة، وقد وقف يوماً الجميل "جميل بن المعمر" أو "جميل بثينة"- سيان- وصرخ في منتصف الليل:

ألا أيها القوم النيام ألا هبوا
أسائلكم، هل يقتل الرجلَ الحبُ؟
فقالوا: بلى، حتى يسل عظامه
ويتركه حيران ليس له لب

وفي هذا التحقيق تناولنا ظاهرة تزايد تلك القصص وطرحنا أيضا اسئلة بصياغات مختلفة حول عاطفة الحب، والعلاقات بين الجنسين‏ في المجتمع السعودي، وكيف نحب ومتى نحب؟، ‏ وماهي دوافع هذا الحب؟ وكيف نؤطره بالقيم ونسمو به؟، وماهي أكثر الاسئلة إلحاحاً على أذهان الشباب من الجنسين‏؟ ويبقى السؤال الأهم: هل ما نعيشه اليوم يعد قصص حب حقيقية؟ .. قد يبدو الجواب غريباً ومزعجاً في مجتمع كمجتمعنا المتناقض بثقافاته وأفكاره.


حنان: تربينا على ثقافة «الذئب البشري» وخفنا أكثر مما نحب!



الحب قبل الزواج
في بداية هذا التحقيق يؤكد "حسن علي" -30 عاما- على وجود الحب الحقيقي في مجتمعنا، وإن كان مغلفاً بالصمت ومتميزاً بخصوصية ممتعة، لا يعرف طعمها إلاّ من عاش هذه المشاعر.
وقال:"لقد تزايدت قصص الحب ليس في مجتمعنا فحسب، بل في الكثير من المجتمعات وهو بحد ذاته ليس حراماً أوعيباً، ولكن العيب في الذين سعوا الى تشويه صورته النبيلة، وللأسف هم كثر من شبابنا؛ ممن يحبون لمجرد تجربة في الحياة ولا يريدون تتويج هذا الحب بالزواج، والسبب في أنهم لم يحترموا تلك العواطف يعود لغياب مفهوم وثقافة الحب الحقيقي من منظوره الديني والاجتماعي، وكيف ننتظر منهم السمو بمشاعرهم وأحاسيسهم ونحن لا زلنا نشعر ب (فوبيا الحب)، ونرفض حتى الاعتراف بوجوده الذي ينعش ذاكرتنا وأرواحنا.
وعن قصة حبه يقول:"عشت قصة حب لا تقل في جمالها عن قصص الحب الخالدة والمشهورة بعذريتها، وبذلت كل ما أستطيع فعله لتتويج هذه القصة التي دامت سبع سنوات بالزواج متحدياً خلال هذه الفترة جملة من الظروف والمعارضات، واليوم هي زوجتي وأم أبنائي وهي من ملأت حياتي سعادة وهناء، مشيراً الى أن مجتمعنا لا يتقبل فكرة أن الحب قد يأتي قبل الزواج، وينكر حتى وجودها؛ لأنه مؤمن بقاعدة واحدة فقط وهي أن الحب يأتي بعد الزواج، بل أنه ينظر الى أي قصة حب موجودة بين شاب وفتاة على أنها تجاوز لحدود نحن من وضعها.

الحب والفتيات
وترى "حنان" – طالبة جامعية - انه من الصعب الحديث عن الحب الصادق والحقيقي في عصر مشكوك في صدقة، وفي الوقت الذي تبدو فيه الفتاة بمجتمعنا ظاهرياً لا تعرف شيئاً اسمه الحب، بل إن اعترافها بوجوده هو أشبه بعملية انتحارية؛ لأنهم علموها منذ الصغر أن ذلك ماهو إلاّ جريمة وعيب وحرام، ومن يقول لها كلمة من كلمات الحب فهو "ذئب بشري "؛ لكنها لم تتعلم بأنها إنسانة من حقها الحب فيما لو شعرت به يدغدغ مشاعرها، وكيف هي الحدود التي ينبغي عليها الوقوف عندها وفي هذا رفض صريح لقيمة الحب في مجتمعنا، موضحة أن الفتيات أصبحت لديهن درجة كبيرة من الوعي الذي تعرف من خلاله تمام المعرفة أن هذا الشخص مهما أظهر انه إنسان يحترمها ويحترم الحرية في حدود المعقول؛ فهو يظل إنساناً غير صادق حتى يأتي لأهلها لطلب يدها معترفة باطلاعها على علاقات عاطفية وقصص حب قوية لفتيات من أعمار مختلفة تكللت بالزواج ومن كل الطبقات في المجتمع، ولكنها قليلة رغم نجاحها الباهر.

الحب الصامت


سلوى: عشت حباً صامتاً ثلاث سنوات والنهاية انتفم أهلي مني


وتحكي "سلوى" -22 عاماً- قصة مختلفة لنوع مختلف من الحب الذي ظل صامتاً طوال ثلاث سنوات دون أن تعترف لأقرب الناس إليها بهذه العاطفة.
وتقول:"الحب أصلاً موجود، ولكنه حبيس دائرة الخوف والكتمان؛ لأن الاعتراف به مجاهرة وخطيئة لا تغتفر؛ لا سيما إذا تم اكتشاف الأبنة أو الأخت تعيش قصة حب "عذري"، فحتماً ستواجه ذلك الكم من العقوبات على المستوى الجسدي والمعنوي والذي يحفر أثره طويلاً في جسد الفتاة العاشقة وروحها، حيث تتنوع هذه العقوبات من الضرب والعنف اللفظي والنبذ والمنع من الخروج من المنزل وحرمانها من وسائل الاتصال، ومع هذا وذاك كثيراً ما أجد الفتيات في الجامعة يبحن لبعضهن البعض وبحذر شديد عن أسرار وقصص الحب التي تعايشن معها في تحديات عاطفية صادقة، ومنهن من تجد في الكتابة أفضل وسيلة للتنفيس والتعبير عن هذه العاطفة الجياشة، وتلك كانت "غلطتي الوحيدة" حين اخترت كتابة القصائد عن مشاعري وأحاسيسي، حيث وقعت يد أخي على دفتر لقصائدي وقرأ ما كتبته عن قصة حبي لابن الجيران؛ فصدر بحقي أقسى العقوبات مع أنه كان "حباً من طرف واحد وهو طرفي أنا"؛ لهذا كانت أسرتي مرحبة بأول خاطب يتقدم لخطبتي، ولم يكن لي حق القبول أو الرفض؛ لأنهم قرروا الموافقة حتى دون لحظة تفكير، وتزوجت هذا الخاطب ونسيت تلك القصة التي أتمنى أن لا تتكرر لفتياتنا.

إيجابية الحب
ويؤكد "عبدالمجيد " -33عاما- أن الحب الحقيقي هو الحب الإيجابي الذي يسير وفقاً لفطرتنا؛ فالحب الحقيقي يرفض أن يتحول إلى "لعبة" أو "تسلية" أو "قضاء أوقات" فحسب؛ ومتى استطعنا أن نحافظ على تلك الايجابية نكون قد حرصنا على أن لا يُسفّه هذا الحب أو يُقلل قدره، ونحن بذلك نحافظ على هذه النعمة، معتبراً أن واجب المتحابين تجاه مشاعرهم هو الكتمان في حال أن لا يكون هناك أمل في الارتباط؛ لأنه لا يوجد له الحق في الدخول في علاقة لن تنتهي بالزواج، مؤكداً في الوقت ذاته على تزايد قصص الحب في السنوات الأخيرة، بل إنه كثيراً ما يسمع "فلان تزوج عن قصة حب" و"فلانة تزوجت عن قصة حب"، فأين هي المشكلة عند من يحرم هذا الحب الصادق الذي اختار طريق الحلال والعفة، وعند من ينكر قصص الحب وكأنهم لا يعرفونها فهي لهم كالغول والعنقاء يسمع بها ولا تُرى.

الشباب من أساء للحب!
ويتساءل "صالح" عن إمكانية العثورعلى الحب الحقيقي النابع من أعماق القلوب، ونحن نعيش ثورة في وسائل الاتصالات والقنوات الفضائية، وهل من الممكن أن نسمع أو نرى عشاقاً حقيقيين يذوبون في العشق حتى آخر ذرة في كيانهم، ويعافون الطعام والشراب ويخاصمون الراحة والنوم ويرافقون السهر ويرفضون الزواج إذ لم يكن من المحبوب.
أما عن واقع تجربته، فيقول:"في السابق وحتى وقت قريب كنت أسمع عن قصص للحب في مجتمعنا، وكنت أتعجب من حال من تربطني بهم علاقة الصداقة وقد تبدلت أحوالهم وصفاتهم، ولم أكن أظن يوماً أن شيئاً من هذا سيحدث معي حتى اخترق سهم نظرتها قلبي، وبدلت غاياتي وأمنياتي فصارت هي الداء والدواء، وأصبح الزواج حلما أسعى لتحقيقه، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، فسبقني لخطبتها شاب تم قبوله بكل ترحاب لثرائه وخلقه في الوقت الذي كانت به ظروفي المادية سيئة للغاية كحال الظروف المادية القاسية التي يعيشها شباب اليوم، والتي قد تقف حجرة عثرة بين الحب والزواج، مشيراً الى وجود فئة من الشباب أعطت صورة سلبية عن عاطفة الحب، وذلك من خلال معاكسة الفتيات سواء "الترقيم"، أو من خلال الانترنت، وتكوين علاقات غرامية وهمية تتعلق بها الفتيات؛ إذ تتوهم أنها تهدف الى الزواج ثم يخبروهن بأنهم لايستطيعون الزواج منهن؛ لأن أهلهم يرفضون هذه الفكرة جملة وتفصيلاً، نعم هناك من هو صادق بحديثه وبحجته تلك، وانه لولا أهله لتزوج من الفتاة التي يحبها، وهذا نادر، ولكن أيضاً هناك من في حقيقة الأمر يخوضون غمار هذه التجربة، و لم يفكروا يوماً بالزواج حتى أصبح مفهوم الحب لديهم في المنتديات والمقاهي والشاتات، وغرف مشبوهة ومظلمة بعيدة عن عيون الأسرة والمجتمع.

عاطفة الحب


عبدالمجيد: من يحرم «الحب الصادق» الذي اختار طريق الحلال والعفة؟


وتشاركنا "منال" رأيها مستذكرة ببيت الشعر لنزار قباني، حيث يقول:

الحب في الأرض بعض من تخيلنا
لو لم نجده عليها..لاخترعناه

نعم نحتاج لعاطفة الحب شئنا أم أبينا؛ كونه من القيم النبيلة والسامية في حياتنا.. وبه نقضي اللحظات السعيدة المليئة بالأحلام والطموح، وهو وحده من يمس صميم شخصيتنا وجوهر وجودنا؛ لدرجة أنه لو لم يكن موجوداً فحتما سنخترعه، معتبرة أن الإشكالية التي تفرض نفسها هي كيف نحب؟، ومتى نحب؟، مؤكدة على أننا بحاجة إلى تفهم هذه العاطفة عند المحبين، وترك الوصاية عليهم وقمعهم، وذلك ببناء الرقيب الداخلي الذاتي عندهم وتركهم ليتساموا بهذه العاطفة الانسانية.

الحب ليس جريمة
من جانب آخر تحدث "د.أحمد الحريري" -المعالج النفسي والباحث في الشؤون النفسية - عن دوافع تزايد عدد قصص الحب بين الجنسين من الشباب في السنوات الأخيرة؛ ليصل الى حد الظاهرة، وقال: الحب النبيل والنقي ليس جريمة كي نحسب زيادتها ونقصانها، وقد حفل التاريخ العربي والإسلامي بأمثلة ونماذج لقصص حب عذري، وميول عاطفية جميلة كانت أساساً حقيقياً لبناء أسر جيدة متماسكة؛ منها ما حدث قبل عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها ما حدث في عهده الرسول، وبعده، ولعل قراءة بسيطة في "الغزل النسيب" أحد أغراض الشعر ومجالاته نجد عمقاً حقيقياً للعاطفة الجياشة الممتلئة بمعاني الوفاء والإخلاص والقيم الرفيعة.
وأضاف:"الحب موجود من يوم أن كان البدو يطردون وراء الكلأ والماء، وقصص الحب موجودة، ومشاهدة الحبيب عند الغدير وراعية الغنم وراعي الإبل وولد العم وبنت العم وكثير من المسلسلات الشعبية تعبر عن هذا الواقع المعاش آنذاك، لكن الذي اختلف الآن طريقة التعبير التي تميل إلى الإعلان أكثر من ميلها للسرية، والتي قد تنكشف وتصبح قصة تحكي في أفواه عشاق الفضيحة". وأشار إلى أن المجتمع السعودي كما هو معروف يميل إلى أكثرية الطبقة الشابة التي من أبرز اهتماماتها علاقتها مع الجنس الآخر، ولا ننسى المحاذير الكثيرة التي تحف بقصص الحب؛ مما يجعلها قابلة لخرق القيم وظهور قصص حب فاشلة فيها وأحداث عاطفية منتقلة من الأساليب الراقية إلى الأساليب الرخيصة من الوفاء إلى الاستغلال، ومن الستر إلى الفضيحة، ومن الاحترام إلى الإذلال، ومن الارتباط إلى الخوف، وهكذا عندما تتحول المفاهيم الجميلة من الشيء المحمود إلى الشيء المذموم.

خلط بين الإعجاب والحب


د.الجوير: «فردية الحياة» اليوم صنعت مشاعر الوله.. دون توجيه غالباً


وقال "د.الحريري":"هنا تبدأ المحاذير وسوء التعبير والتفسير للمشاعر الشخصية ولمشاعر الآخرين، فلا زال هناك خلط واضح بين الإعجاب بشخص معين لصفة أو ميزة فيه، وبين الشعور بالحب له من أجل ذاته أو الشعور بالحب العاطفي نحوه، وكثير من الشباب لا يستطيع التحكم في هذه المشاعر، خاصة قبل سن العشرين ولا يستطيع تفسيرها بشكل جيد، فليس كل نظرة تعني حباً، وليس كل كلمة شكر تعني إعجاباً، وفي مثل هذه المواقف تبدأ إفرازات اختلال القيم في الظهور؛ والسبب بالطبع؛ لأنها قيم غير ثابتة ابتداء بمن ربى عليها وبمن درسها وبمن راقب تطبيقها، و-الحديث في التفاصيل يحتاج إلى كثير من الوقت والمساحة- وبالطبع الحراك الإعلامي والسينمائي يعبّر عن ثقافة وعادات مجتمعات، ونحن نعرف الفروق الثقافية الموجودة بين المجتمعات، بل بين الأسر أحياناً.. بل بين أبناء الأسرة الواحدة، وبالتالي لا نستطيع تعميم التجارب وكأنها حلال لكل شخص ولا نستطيع نقل ثقافة الآخر وكأنها حضارة لمجتمع ما، وكثير من قصص الحب الموجودة لا تعدو أن تكون مغامرات تحكمها الأعمار الزمنية للشباب والظروف المحيطة؛ نتجت بسبب التقليد والمحاكاة وتأثيرات الإعلام السلبية، والشعور ب"الفراغ العاطفي" من قبل الأهل وذوي الشاب؛ مما ساعد في تفاقمها واتجاهها نحو الانحراف، إلى جانب طريقة المراقبة والتتبع وأساليب المعالجة والإرشاد التي تضفي عليها مزيداً من روح المغامرة المحببة أساساً لدى الشباب، وتعطيها شيئاً من التضحيات غير المكلفة بالنسبة لكثير من الشباب، وبالتالي مزيدا من قصص الحب الفاشلة!!.

دوافع متناقضة
وفي ذات السياق تحدث الأستاذ "د.إبراهيم بن مبارك الجوير" -عضو مجلس الشورى وأستاذ علم الاجتماع–، قائلاً:الحب هو تلك العاطفة النبيلة والجياشة والمتمكنة من القلوب الطاهرة، فالحب الذي يدغدغ المشاعر وينبعث من القلب ليعبر عن الصفاء والفضيلة وهو الحب الذي ينشأ بين الذكر والأنثى بغية علاقة بينهما تربطهما برباط مقدس وميثاق قوي هو رباط الزواج، غير أن ما يحدث هذه الأيام هو وقبلها وأثنائها من تزايد لقصص الحب يعود لأسباب ودوافع مختلفة باختلاف "نوع هذا الحب"، فهناك أدعاء لمشاعر وأحاسيس باسم الحب من خلال ما يغنى من أغاني، وما يشاهد من فضائيات من كلمات الحب التي امتهنت هذه المشاعر الراقية وأصبحت تعبر عن عدم الوفاء.
وأشار إلى أن من الدوافع التي شجعت على تزايد هذا الجانب السلبي من الحب؛ الفراغ الذهني والروحي والفراغ العاطفي، بالإضافة إلى غياب دور الوالدين وانشغالهم عن أبنائهم؛ مما أفقدهم الدفء العاطفي مع غياب توجيهاتهم ومراقبة التغيرات الطارئة عليهم.
وأضاف:"لعل أحد أهم الدوافع الاجتماعية التي دفعت بشكل غير مباشر لتزايد هذه القصص العفيفة من الحب النبيل هي "فردية الحياة "؛ ففي السابق كان الإنسان يعيش في بيت كبير محاط بعدد كبير من أفراد الأسرة، ويقضي معهم وقتاً طويلاً ويشاركهم أعمالهم وهمومهم ومناسباتهم، ولكن مع جملة من التغيرات الاجتماعية أصبح الإنسان يميل الى "الفردية"، والاستقلال والوحدة ومن هنا أصبح بحاجة "للونيس" وللحب من الطرف الآخر، ولإشباع عاطفته التي تهدف الى الزواج وبناء أسرة سعيدة، مشدداً على مسؤولية الوعي الاجتماعي ودورالأسرة والأصدقاء والمجتمع ووسائل الإعلام لتوجيه الشباب من الجنسين للمحافظة على عواطفهم الجياشة من الانحراف.




الحب إرث جميل يجب ممارسته دون وصاية..أو خوف!


قالوا تتوب من الهوى، قلت: لالا الاّ تتوب الشمس عن مطلع الشرق


رقيت بالمستقلي
من نايفات العداما
ياخوي واعبرة لي
منها عيوني سقاما
أبكي ولا أحد فطن لي
راعي الهوى مايلاما

الكلمات لشاعرة بدوية، أضناها العشق، وأرهقها الحب والوجد والهيام، فباحت بمشاعرها على رأس جبل قصيدة عذبة مموسقة، تفضح مخزونها من الحب الذي لامس شغاف القلب، ولم تجد حرجاً في ذلك؛ لأن الحب للأسوياء من البشر، والقلوب العاشقة هي قلوب تحب الحياة والناس والأشياء، وبإمكانها التعامل مع الآخرين عبر روح متصالحة نقية، وكونها باحت، وصرخت فلأنها وجدت في بيئة منفتحة لا ترى الحب عيباً، أو خطيئة، أو جرماً، أو عاراً يمكن أن يوصم به الأهل، فقد ورثت هذه البدوية من أجدادها عمر ابن أبي ربيعة، وكثير عزة، وجميل بثينة، وقيس ليلي، وغيرهم من العاشقين إرثاً حضارياً، فهي إذن تعتبر الحب فعل وعي وحضارة.
راعي الهوى مايلاما..
ومن يلوم إبن سبيل، ونورة الحوشان، ومويضي البرازية، ومحيسن الهزاني، وغيرهم إذا كانت وسيلتهم في البوح هي القصيدة، وإن كانت طللية، وإن كانت معذبة وصارخة؛ لأن وسائل التواصل معدومة، فلم يكن هناك ما يمكن أن يشفي اللهفة غير الكلمة التي تسافر إلى الحبيب حاملة هذه العواطف الرائعة عبر صياغات اللغة، والأوصاف التي تقرأ جغرافية الجسد، وتكويناته، وتضاريسه، وكأنها تنحته نحتاً في صورة تكاملية طاغية.

هافي حشا كنه من الزاد محروم
والثوب يشكي مانبا من ردوفه
وفي صورة أخرى..
برق تلالا، قلت: عز الجلالا
إثره جبين صويحبي، وأحسبه برق
قالوا تتوب من الهوى، قلت: لالا
الاّ تتوب الشمس عن مطلع الشرق

إذن: الحب إرث جميل، يجب ممارسته دون وصايات، ودون أن يكون خطيئة..






من منا لم يخفق قلبه ويذيبه العشق..؟


أقوال وآراء تنتجها ثقافة المجتمع، وعاداته وتقاليده غير الموروثة -للأسف- في هذا الشأن بالذات، فالتقاليد والعادات المتوارثة تبارك الحب في هذا الفضاء الاجتماعي الواسع، وتراثنا الشعبي ليس تخيلاً، ولاعبثاً، وهو حافل بقصص خالدة تروى ويتناقلها الناس، وتختزنها ذاكرة الاجيال، وأبطالها معروفون وبارزون إن من حيث المكانة الاجتماعية، أو القيادة لمحيطهم الاجتماعي، أو في مجالات الفروسية، والشهامة، والكرم، والخصائص الجيدة، غير أن ماطرأ واستجد من ثقافة العيب، والتحريم، والانغلاق جعل الحب يدخل في خانة المحرم!.
والسؤال: من منا لم يخفق قلبه..؟، من منا لم يحب، ويضنيه الحب، ويذيبه العشق..؟
ألسنا ورثة إبن حزم، والسيوطي، ويزيد بن معاوية، والأمناء على هذا الارث الجميل جداً من الشعر.
ما المشكلة -إذن- من الزواج عن حب، أو الحب قبل الزواج..؟، ولماذا نترك مصائر أسر، وأولاد لحب بعد الزواج قد يأتي، وفي كثير من الأحيان قد لايأتي.
الزواج عن حب ينتج أسرة متحابة سعيدة، تمتلك الفرح، وتحلق على أجنحة النجوم، وتركب الغيوم إلى جزر أسطورية، وينشأ الأبناء في جنة هذا الحب أسوياء في مسلكهم، ويحققون النجاحات المبهرة، لأنهم عاشوا في الحب، ورضعوا من الحب.
أما أن تكون زيجاتنا اجتماعية فقط لإرضاء الناس، وإتقاء ألسنتهم، وعلائقنا منمطة بقوانين العيب الاجتماعي، وأن الحب بين قلبين حرام، فهذا ينتج مشكلات ليس أقلها الفشل في بناء أسرة، وبالتالي الطلاق، وتشرد الأبناء، وما يطرأ عليهم من مشكلات نفسية.



دوافع متناقضة..وغير مبررة أحياناً!


د.الحريري متسائلاً: هل صحيح «إذا كلمتك كلمت غيرك»؟



أشار "د.أحمد الحريري" الى اختلاف نظرة الشباب لقصص الحب، وطبيعة فهمهم لها، فمنهم من يرى أن الفتاة التي تتحدث مع شاب في الهاتف حتى ولو بدعوى الحب قد تتحدث مع مائة شاب آخر، ومنهم من يرى أنه لا يستطيع الزواج دون الارتباط بعلاقة عاطفية مع فتاة، وكذلك النظرة لدى كثيرمن الفتيات فمنهن من ينظرن للعلاقات العاطفية التقليدية أنها هي الأصح والأسلم، إذ لا علاقة مع شاب إلاّ بعد الزواج، ومنهن من يتحفظن حتى في النظرة الشرعية ما قبل الزواج، ومنهن من يرين أهمية العلاقة العاطفية وقت الخطبة أو بعد عقد القران، ولا اعتقد أن أحداً سيصل إلى رأي واتفاق بين الشباب؛ لأنهم أساساً وكثيراً منهم يعيشون في تناقضات كثيرة؛ ليس مفهوم الحب أولها ولا آخرها، ومن هنا تقع المسؤولية على الأسرة التي يجب أن تربي أبناءها على فهم المتغيرات، وعدم الانزلاق في مهاويها، وعلى المدرسة والجهات المراقبة لأخلاق وقيم المجتمع فهم طبيعة الحراك الاجتماعي، وتغيير أساليب التدريس والمعالجة؛ بما يحفظ القيم ويصونها ولا يزيد من اختلالها وتمزقها.

المصدر جريدة الرياض
صالح العريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-2011, 02:35 PM   #2
 
الصورة الرمزية بدر الشمال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 16,429
بدر الشمال is on a distinguished road
افتراضي رد: الحب في مجتمعنا السعودي (عن جريدة الرياض )

إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا
لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر


صالح العريف

الابداع لايمكن ان يصنع صناعه ولكن يولد مع ولادة الأنسان
فأنت مبدع ومميز بكل ما تقدمه
لك تحيتي وتقديري
__________________
اذا اعجبك تفكيري...وتخطيطي وتدبيري....
تمهل...فماشاهدته نسمات!!....ولم تشهد اعاصيري
دع عنك احباطي...وتحقيري!!....فانا معدني الماس!!
ولا تحلم بتكسيري!!.والى العشاق والاصحاب.اقدم كل تقديري..
واصنع من خدود الورد...كتاباتي وتعبيري....
واهديها لكم بوحا...يلخص كل تفكيري
لســت الأفــضل ولــكن لي أســـلوبي •• سأظل
دائما اتقبل رأي الناقد و الحاسد •
• فالأول يصحح مساري والثاني يزيد من اصراري .

بدر الشمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-03-2011, 02:39 PM   #3
[ رحمك الله ياعبدالعزيز]
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز الـ هـ ـيلم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
الدولة: Q8 .... لاتظن عنك سليت
المشاركات: 3,212
عبدالعزيز الـ هـ ـيلم is on a distinguished road
افتراضي رد: الحب في مجتمعنا السعودي (عن جريدة الرياض )

الـحـب .!! كلمه لا حدووود لها رغم صغـرهآ ... الـحب لذته بعـذاهـ ..


صـالح العـريف قمه بالرووعه طرحك هذآ ... تسلم يمناااك أخيي .. تقبل مروووري
__________________




عبدالعزيز الـ هـ ـيلم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-2011, 05:45 AM   #4
alshemailat
 
الصورة الرمزية بنت الحمولة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: في أرض الله الواسعة
المشاركات: 364
بنت الحمولة is on a distinguished road
افتراضي رد: الحب في مجتمعنا السعودي (عن جريدة الرياض )

الحب عيب
حرام
فضيحه
بعيون السلبيين

وعيون الايجابين فأن الحب
انسجام مع الذات
فطري
حلال
ستر


ولكن المهم من هو الحبيب
ومن هي الحبيبه
انا مومنه بوجود الحب
واكتب عن الحب كثيرا
لكن اخشاه
ولا اثق بأحد يحمل لواء الحب متجهاُ اليّ
ارفض الحب وبشده
ليس عدم ثقة بوجود الحب
لكن انعدام الثقة بالبشر
__________________
همســه لكم
ليس كُل مااكتب له صله بواقعي
فإن لخيالي نصيب كبير
ربي اغفرلي ولوالديّ

بنت حمولة
بنت الحمولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-2011, 12:37 AM   #5
[ [ اداريـــــــة ] ]
 
الصورة الرمزية شموخ
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 5,627
شموخ is on a distinguished road
افتراضي رد: الحب في مجتمعنا السعودي (عن جريدة الرياض )


الحب كلمه لا يعيها الا الذي عااشهاا بعدالتجربه يتسأل لماذا هو عيب بمجتمعنا ،باعتقادي ان هذا هو سبب اتجاه الناس لمشاهده المسلسلات التركيه المنتشره هذي الايام لما تطرحه من مواضيع الحب بكاافه اشكاله ومواقفه باختصار بمجتمعنا التصريح بالحب عييييييييييب

ابوووفهد تميز ابداع طرح هادف ليس غريب عليك دمت كما تحب "
__________________
شموخ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:34 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009