من منا لا يحفظ بيت الشعر أو الشطر الثاني منه على الأقل ... القائل :
أعـلّـــل النفـــس بالآمــــال أرقبهـــــــا
........................ ما أضيـق العـيش لـولا فسحــة الأمـــــــل
فمن هو قائلــــــــــه ؟..
الطغرائي : هو ما اشتهر به الشاعر العربي مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد
الذي شهدت أصفهان مولده سنة 453 هـ كما شهدت مقتله سنة 515 هـ .
وللطغرائي ديوان ضخم ، طبع عدة مرات ، لكن لامية العجم على وجه التحديد هي أشهر قصائد هذا الديوان ، وقد سميت القصيدة لامية العجم رغم أن صاحبها عربي وإن كان قد ولد في أصفهان تمييزاً لها عن قصيدة رائعة أخرى لكنها أسبق منها زمنياً ، وهي قصيدة لامية العرب للشنفري أحد الشعراء الصعاليك المشاهير .
خاض الطغرائي تجارب مريرة مع كثيرين من الناس في زمانه ، ومن خلال تأمله لتلك التجارب أصبح ذا خبرة عميقة بطبائع النفس البشرية ، واخترنا من لامية العجم أبياتها الثلاثين الأخيرة ، وهي مليئة بالحكم ، كما تتأرجح ما بين اليأس والرجاء .
متواضع كم هو رائع هذا النقل لهذا الشاعر فيرى أن حب السلامة يثني همم الضعفاء فيغريهم بالكسل والخمول ، ويدفعهم إلى تجنب المغامرات ، والبعد عن الأهوال ، والإنزواء عن الناس . وأما المعالي فإنها تدعو صاحبها إلى المغامرة وركوب الأخطار :
لك تحيتي وتقديري
لا
الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
اذا اعجبك تفكيري...وتخطيطي وتدبيري....
تمهل...فماشاهدته نسمات!!....ولم تشهد اعاصيري
دع عنك احباطي...وتحقيري!!....فانا معدني الماس!!
ولا تحلم بتكسيري!!.والى العشاق والاصحاب.اقدم كل تقديري..
واصنع من خدود الورد...كتاباتي وتعبيري....
واهديها لكم بوحا...يلخص كل تفكيري
لســت الأفــضل ولــكن لي أســـلوبي •• سأظل
دائما اتقبل رأي الناقد و الحاسد •
• فالأول يصحح مساري والثاني يزيد من اصراري .