لقد كان اليوم كئيبا
لقد كان أسودا
كنت دوما أستمع الى حكايات جدتي الحبيبة
و التي لم أعرفها الا من كتب التاريخ و لم أشهد فضاعتها
حكايات عن مجازر و قتل جماعي
كنت أظن أنها تبالغ أحيانا
حكايات لا يمكن لعقل أن يتصورها
و مرت الأيام بي ,, و كلما مرت
أشعر بأني ظلمت جدتي حين ظننت بها ظن السوء
معذرة يا حبيبتي
لم تجيدي في السرد ,, كل يوم تزداد الشراسة و البشاعة
اليوم
سكنني الحزن و استوطن الألم ملامحي
لم أقوى على القيام بأي شئ
بكى قلمي و بكت ورقتي
بكت كل العيون
بكت كل القلوب
الا أنا لم أبكي
عصتني دموعي و خنقتني عبراتي التي لم تستطع
أن تسيل حتى أرتاح
و هذا شعور جعلني أتمزق و أتوه
بركان قاتل على صدري
صرخات الأمهات تؤلمني
يبحثن على أولادهن هنا و هناك
وسط الحطام ,,وسط الجثث
شباب كالورد
اليوم موعد تخرجهم ,, وقفوا يؤدون تحية العلم
تحية الوطن
قلوبهم عامرة بالأحلام و طموحهم يسبقهم
و في لحظات تغتالهم يد الأعداء
أماه لا تحزني ,, لا تجزعي
حتى لو لم تعرفي ملامحه ,, لقد بات أشلاء ممزقة
احتسبيه عند الله و لتصبري و لتصمدي
لكل احساس زمانا
لكل حلم زمانا
لكل حكاية زمانا
لكل فرح زمانا
لكل حزن زمانا
لكل فرسان زمانا
و ابنك هو فارس من فرسان هذا الزمان
تهانينا لك بفارسك الذي يسكن في زمان أشباه الرجال
و ليشهد الله علينا و ليشهد الوطن
لن نموت صغارا و كبارا
شيوخا و نساء
حتى نكتحل من تراب هذا الوطن
فليقصفوا و ليقتلوا
و ليرتقي منا الشهداء
و حتى لو متنا كلنا
ستبقى حجارتنا فقط هي رمز عزتنا
لقد زرعنا في كل شبر شهيدا
و سيخرج منا فتية يعشقون المنايا
لا يهابون الجراحا
غزة
أنت علمتينا اليوم و بالأمس
كيف يكون الصبر
كيف يكون الثبات
كيف تكون التضحية
كل عين تسأل متى سيأتي دورنا
فيا عرب
يا مسلمون
ألا تنوون الاستيقاظ من سباتكم العميق
أنادي أمة الاسلام
أيا أماه ضمينا
أيا أماه اجمعينا
أنا الجرح
أنا الألم
أنا الحزن
أنا انكسار الليل
أنا الورود الداميات
أنا الشعب الفلسطيني
لعل الفجر يشرق من جديد
بشمس حرية لا تغيب
تلك هي آهاتي و آلالامي
عذرا ان آلمتكم
اختكم:فيني دلع نادر..