السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الصحيحين : ان هشام بن حكيم ( سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : كان خلقه القرآن . فقال هممت ان اقوم ولا اسأل شيئا )
وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى ( 7: 199 خذ العفو . واء مر بالمعروف . واعرض عن الجاهلين ) قال جعغر بن محمد : امر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمكارم الأخلاق . وليس في القرآن آية اجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية : وقد ذكر انه لما نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وسلم لجبريل ماهذا ؟ قال لاادري حتى اسأل , فسأل ثم رجع اليه فقال : إن الله يأمرك ان تصل من قطعك , وتعطي من حرمك , وتعفو عمن ظلمك ,
وفي صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم ؟ فقال : ان البر حسن الخلق . والإثم ماحاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس ,
فقابل البر بالإثم . واخبر : ان البر حسن الخلق . والإثم حواز الصد ور , وهذا يدل على ان حسن الخلق هو الدين كله , وهوحقائق الإيمان , وشرائع الإسلام , ولهذا قابله بالإثم ,
وعن ابي هريرة رضي الله عنه : ( ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن اكثر ما يدخل الجنة ؟ فقال تقوى الله وحسن الخلق , وسئل عن اكثر ما يدخل النار ؟ فقال الفم والفرج ,
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عنه صلى الله عليه وسلم ( انا زعيم ببيت في ربض الجنة :
لمن ترك المراء وإن كان محقا . وببيت في وسط الجنة : لمن ترك الكذ ب وإن كان ما زحا , وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) رواه الطبراني واسناده صحيح
فجعل البيت العلوي جزاءاً لأعلى المقامات الثلاثة . وهي حسن الخلق ,
فاحسن الخلق يقوم على اربعة اركان : لا يتصور قيام ساقه إلا عليها : الصبر . والعفة , والشجاعة , والعدل ,
فالصبر : يحمله على الإحتمال وكظم الغيظ , وكف الأذى , والحلم والأناة والرفق , وعدم الطيش والعجلة ,
والعفة : تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والعمل . وتحمله على الحياء . وهو رأس كل خير , وتمنعه من الفحشاء , والبخل والكذ ب , والغيبة والنميمة ,
والشجاعة : تحمله على عزة النفس , وإثار معالي الأخلاق والشيم , وعلى البذ ل والندى ,
الذي هو شجاعة النفس وقوتها على اخراج المحبوب ومفارقته ,
وتحمله على كظم الغيظ والحلم , فإنه بقوة نفسه وشجعتها يمسك عنانها , ويكبحها بلجامها عن النزع والبطش , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد : الذي يملك نفسه عند الغضب ) وهوحقيقة الشجاعة ,
العدل : يحمله على اعتدال اخلاقه , وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط . فيحمله على خلق الجود والسخاء ,
ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة :
منقول