رابع المستحيلات.. أم ثامنة العجائب

​رابع المستحيلات.. أم ثامنة العجائب

دار نقاش عفوي بينه وبين صديقه العزيز ذات مساء وهما يسمران مع مجموعة من الأصدقاء في الهواء الطلق.

- ما المستحيلات عند العرب؟!
- المستحيلات عندهم ثلاثة..
- كم؟!
- ثلاثة.. ما بك؟!
- لا شيء لكنها أصبحت أربعةً.
- ماذا؟ أربعة..؟! من أين أتيت بالرابع؟! وما هو؟!
- نعم أربعة.. لِمَ كل هذه الأسئلة.. وكل هذه الدهشة.. وكل هذا العجب؟
- ما أعرفه أنها ثلاثة.. فأفدني ما الرابع؟
- قبل أن أجيبك.. أخبرني.. ما عجائب الدنيا؟
- عجائب الدنيا السبع هي..
- ماذا؟ ماذا قلت: "السبع"..؟!!
- نعم.. السبع، ما بك؟!! ماذا دهاك؟!! لا تقل إنها أصبحت ثماني!!
- نعم إنها كذلك.
- وما ثامنتها يا فيلسوف زمانك؟ وعلامة عصرك.
- لستُ فيلسوفاً.. ولا علامة.. ولكننا هكذا أصبحنا من يقول الحقيقة، ومن يتحدث بصراحة نسميه فيلسوفاً ونتهكم عليه ونسخر منه.. والله المستعان.
- لم أقصد هذا، ولكن بصدق أخبرني.. ما رابع المستحيلات؟ وما ثامنة العجائب؟
- قبل أن أخبرك.. دعني أسألك: كم وصل سعر المتر؟
- أي متر؟ هل تريد شراء ثوب جديد؟ يختلف سعر المتر على حسب...
- لحظة... أي ثوب؟ وأي اختلاف؟ عم تتحدث أنت؟ أنا أقصد سعر متر الأرض.
- متر الأرض؟!!! وهل الأرض تُباع عندكم بالمتر؟!!!!
- وبِمَ تباع إذاً؟
- تُباع بالقطعة.. فعلى حسب مساحتها، وشوارعها، واتجاهاتها يحدد سعرها.
- لا يا عزيزي.. هذا عندكم في القرى والهجر، أما نحن فالبيع عندنا بالمتر.
- وكم وصل سعر المتر عندكم؟
- على حسب.. الحي، والاتجاه، والشوارع؛ فهناك أحياء ما زال المتر فيها يعدونه رخيصاً.. لم يصل إلى الألف بعد، وهناك...
- لحظة.. لحظة.. ألف؟؟!!! ألف ماذا؟!!
- ما بك؟ ألف ريال، وليس ألف يورو.
- ألف ريال!!! يعني إن أردت أن أشتري "ألف" متر كم سأدفع.
- ماذا؟!! ألف متر؟!!... يا عزيزي.. نحن نبني على "300"م؟
- ماذا؟ "300"م.. وماذا تبني عليها؟
- علبة كبريت.. مقسمة إلى جحور ضبان.
- ماذا؟!
- عفواً.. أقصد فلة مقسمة إلى دور وشقق.
- أي دور!! وأي شقق في 300 متر!!! الله المستعان.
- أجل ماذا تقول لو عرفت سعر هذه العلبة، عفواً الفلة.
- أي فلة وأنت تقول 300 متر.. رحم الله والديك.. وكم سعرها هذه؟
- لا يقل عن المليون بأي حال من الأحوال.
- الله أكبر.. الله أكبر.. مليوووون!!!!! يا رب سترك.
- نعم يا عزيزي.. مليون ريال.. "ريال يتبع ريال"
- وكيف تمتلك منزلاً إذاً؟!!
- هناك بعض الطرق لتحقيق هذا المستحيل، عفواً هذا الحلم.. الذي هو حق لكل مواطن في كل بلاد الدنيا، منها:

1- أن تكون لاعب كرة قدم.. ولكن العمر لم يعد يسمح.
2- أن تكون مغنياً.. ولستُ مع مَنْ حلَّله.
3- أن تكون من المقربين.. وهذا ما لا أصلح له.
4- أن تهاجر من المدن الكبيرة.. وتبني لك جحرين في إحدى القرى.
- إذاً.. على هذه الحالة.. مستحيل أن تمتلك منزلاً يا صديقي.
- نعم، ها أنت قلتها، مستحيل.

فهل عرفت الآن:
ما رابع المستحيلات؟
وما ثامنة العجائب؟

ساير عوض المنيعي