(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)  
الوطن هو الانتماء و الوفاء والتضحية والفداء كلمة الإدارة


الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتـــــديات العـــــــامه][©][§®

> المنتدى العـــــام

المنتدى العـــــام [ منتدى الحوار والنقاشات العامة في كافة القضايا المختلفة ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 23-12-2010, 06:52 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية ×شجـــــــون×
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 311
×شجـــــــون× is on a distinguished road
افتراضي الانسان والحيوان

الإنسان والحيوان


بين الإنسان والحيوان والجماد علاقات وطيدة .. ولستُ أقصد تلك العلاقات النفعية التكاملية . إنما أقصد تلك العلاقات التأملية – إن صح هذا التعبير – إذ إن هناك علاقاتٍ كثيرةً تربط الإنسان ببقية الكائنات حية كانت أم جماداً .
فلقد ورثنا أوصافاً وأمثالاً لا حصر لها تربِطُ الإنسانَ بمخلوقات الله الأخرى . فالإنسان القاسي يوصف بصاحب القلب الحجري والتوحش يوصف بالذئب أو السَبُع. والخائن يوصف بالعقرب أو الحية .. والمراوغ يوصف بالثعلب ... ألخ
ولو رجعت إلى ( الحيوان ) للجاحظ لوجدت أنه قسم الحيوان إلى أربعة أقسام :
شيء يمشي وشيء يطير وشيء يسبح وشيء ينساح ويفسر ذلك ويقول : والنوع الذي يمشي على أربعة أقسام : أناس وبهائم وسباع وحشرات . والطير كل سبع وبهيمة وهمج . أما السباع من الطير فهي على ضربين فمنها الأحرار والجوارح ومنها البغاث وهو كل ماعظم من الطير إذا لم يكن من ذوات السلاح .
ويعد الجاحظ الرخم والغربان من لئام السباع ، أما البهيمة من الطير فهو ما أكل الحب خالصاً ، أما الهمج فليس من الطير ولكنه مما يطير كالحشرات ، ويقسم الجاحظ الحيوان بشكل ملفت للنظر فهو يقول : ومن سباع الطير شكل يكون سلاحه المخالب كالعقاب ، وشيء يكون سلاحه المناقير كالنسور ، ومن بهائم الطير ما يكون سلاحه أيضاً المنقار كالكراكي والغريب أن من الطير ما يكون سلاحه الأسنان كالبوم ومنها ما يكون سلاحه شوكة في قوائمه مثل الديك .
وليس كل ما يطير يسمى طيراً وليس كل ما يسبح ويعوم في البحر يسمى سمكاً .
وأما عندما تحدث عن اللغة فقد قال : والفصيح هو الإنسان والأعجم كل ذي صوت لا يفهم إرادته إلا ماكان من جنسه . بعد هذه النظرات المتأنية في كتاب الجاحظ أحسست أنني بحاجة لأعرف معنى ( أمم ) في الآية الكريمة . { وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم } فعدت إلى الإمام الرازي فوجدته يقول :
إن كل صنف من البهائم أمة .. وهو أمة من وجوه عدة منها : أنها تسبح الله وتوحده وتحمده تعالى وهو قول طائفة عظيمة من المفسرين .
و ( أمم ) أي جماعات يشبه بعضها بعضاً ويأنس بعضها ببعض ويتوالد بعضها من بعض، إنها مخلوقة مرزوقة ، إنها تحشر يوم القيامة ويوصل إليها حقوقها سبحانه وتعالى فبالتالي هي لم تخلق عبثاً ولم تترك سدى وإنما أوجدها الله جل شأنه بحكمة ولحكمة بالغة وصيَّر الإنسان سيدها بالعقل وبالاستفادة منها حسب شرع الله .
ولكن هناك علاقات أزلية بين ( الإنسان والحيوان ) إلى درجة كبيرة منها النفعية ومنها الشكلية ومنها الموضوعية . ففي الإنسان ما في الحيوان من غرائز وصفات ولكن الإنسان تعلَّى عليها بالهبة الربانية الكبيرة ألا وهي العقل الذي قال فيه التنبي :
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
أدنى إلى شرف من الإنسان

وقال آخر :
وأفضل قسم الله للمرء عقله
فليس من الخيرات شيء يقاربه

العقل .. نعم العقل هذا النور الرباني المعجزة الذي به تميز الإنسان .. وكلف بحمل الأمانة ، إن الإنسان عندما يفقد عقله هنيهة من الزمن يتحول إلى أخطر من وحوش الغابة وضواري الفلاة .. وهو يفقده بأشياء عدة منها السكر ومنها الغضب ومنها الشهوة ومنها الغريزة التي لا ضابط لها . وما يحدث الآن في العالم من طحن للإنسان والإنسانية ماهو إلا نتيجة لغياب هذا الضابط .
إن الإنسان لا يكون كالحيوان أبداً ولن يكون .. فهو بالعقل فوق الكائنات كلها . أما إذا تنـازل عن عقلـه فـإنه أدنى دركاً وأحط منزلة من الحيوان .. إنه خطر على نفسه وعلى بني جنسه وعلى بقية خلق الله .. وكل منا في هذا العصر شاهد عيان على هذا .. أليس كذلك .؟!
مبارك بوبشيت
جريدة اليوم 23ديسمبر2010
×شجـــــــون× غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009