
سأحدثكم اليوم عن كتاب أدبي عظيم الفائدة، قرأت بعضا من أجزاءه وفصوله، بما أستطيع أن أتحدث عنه بإسهاب وتفصيل.. عنوانه (النبوغ المغربي في الأدب العربي)، تأليف عبدالله كنون، وطباعة دار الثقافة المغربية.
هذا السفر الثمين الذي جاءني من المغرب كان مفاجأة كبيرة لي لم أكن أتوقعها، بل لم أكن أسمع بهذا الكتاب ولا باسم المؤلف من قبل .. يشبه كتاب (جواهر الأدب) للسيد الهاشمي .
النبوغ المغربي .. يتألف من ثلاثة أجزاء، طبع في مجلد كبير .
يبدأ الجزء الأول بدراسة عن عصر الفتوح، ثم عصر المرابطين، ثم عصر الموحدين، ثم عصر المرينيين، ثم عصر السعديين، وأخيرا عصر العلويين.. وفي هذا الجزء يبحث الكاتب الحياة الفكرية في تلك العصور السالفة، ويورد نماذج لأهم شعرائها وأدبائها، ويعطي صورة واضحة عنها.
يغلب على هذا الجزء الطابع الدراسي البحثي، مع ذكر نماذج لنتاج تلك الشخصيات الثقافية التي يتحدث عنه المؤلف، هو أشبه بالدراسة الأكاديمية.
يكتب المؤلف (عبدالله كنون) في صدارة مقدمته لكتابه (النبوغ المغربي في الأدب العربي):
لما ألفت هذا الكتاب، لم أكن أهدف به إلى تمييز أدب المغرب بميزة ليست في الأدب العربي العام، ولا إلى تخصيصه، ببحث مستقل يجعله في نظر المغاربة أو غيرهم كتابا خاصا بأدب قطر من أقطار العروبة على حدته، وإنما كان مقصودي الأهم من تأليفه هو بيان اللبنة التي وضعها المغرب في صرح الأدب العربي الذي تعاونت على بناءه أقطار العروبة كلها، وذكر الأدباءالمغاربة الذين لم يقصروا عن إخوانهم من المشارقة ومغاربة بقية أقطار المغرب العربي في العمل على ازدهار الأدبيات العربية على العموم ...
النبوغ المغربي ..
يتألف من ثلاثة أجزاء، طبع في مجلد كبير .
يبدأ الجزء الأول بدراسة عن عصر الفتوح، ثم عصر المرابطين، ثم عصر الموحدين، ثم عصر المرينيين، ثم عصر السعديين، وأخيرا عصر العلويين.. وفي هذا الجزء يبحث الكاتب الحياة الفكرية في تلك العصور السالفة، ويورد نماذج لأهم شعرائها وأدبائها، ويعطي صورة واضحة عنها.
يغلب على هذا الجزء الطابع الدراسي البحثي، مع ذكر نماذج لنتاج تلك الشخصيات الثقافية التي يتحدث عنه المؤلف، هو أشبه بالدراسة الأكاديمية..
من هذه القسم سأورد لكم هذه (الدرَّة الشعرية):
كتبها الوزير ابن الأرقم .. في عصر المرابطين .. يمدح بها فيها الأمير عبدالله بن مزدلي .. أحد الأمراء في ذلك العصر المنقرض.
وهذا منها/
سريتَ والليلُ من مَسراكَ في وَهل .. مُبرأ العَزم مِن أين ومِن كسل
وسِرتَ في جَحفل يَهدي فوراسَه .. سَناك تحت الدُّجى والعارض الهَطل
والبدرُ مُحتجبٌ لم تدر أنجُمُه .. أغابَ عن سُرُر أم غابَ عن خجل
هوتْ أعاديكَ من سَار يؤرِّقه .. ركضُ الجَواد وحَمل اللامَةِ الفضل
إذ المُلوكُ نيامٌ في مَضاجعهم .. مُستحسنون بَهاء الحَلي والحُلل
للهِ صَومكَ برا يَومَ فطرُهُمُ .. وما توخيْتَ من وَجهٍ ومِن عَمَل
نحَوتَ فيه الكماة الصِّيدَ مُحتسبا .. وحَسْبُ غيرك نحورَ الشاءِ والإبل
إذا صَريرُ المَداري هزهُم طرَبا .. ألهاكَ مِنه صَريرُ البيض والأسل
وأن ثنتهُم عن الإقدام عَاذلة .. مَضيتَ قدما ولم تأذن إلى العَذل
كم ضمَّ ذا العيدُ مِن لاهٍ بهِ غزل .. وأنتَ تنشِدُ أهلَ اللهو والغزل ..
منقول
|