أبشر بسخافة اعلامية"

29-12-2010, 06:01 PM

يكثر الحديث عن الإعلام وتأثيره في توجيه الرأي العام ومن ذلك التأثير المباشر
والقوي خصوصاً عندما يكون مركزاً ومستهدفاً لشريحة محددة من المجتمع؛
وهذه حقيقة مثبتة بدراسات علمية ويتم تنفيذها في دول عديدة وتطبق الآن على مجتمعنا.
قد أتفهم الرغبة في العمل على استغلال قوة تأثير الإعلام من قبل قنوات الإعلام المحسوبة
علينا والموجهة بشكل رئيسي نحو مجتمعاتنا الخليجية والمجتمع السعودي بصفة خاصة؛
«لأنهم يريدون النجاح في مجال عملهم الإعلامي والذي هو نشاط تجاري في أحد جوانبه»؛
ولكنني لا أستطيع أن أقبل عدم وجود أخلاقيات وقيم تحكم أي نشاط تجاري يمارس وخصوصاً
عندما يكون هذا النشاط إعلامياً «للخطورة الكبيرة لتأثيره القوي على المجتمعات».
تابعت بالمصادفة حلقتين من برنامج حواري على إحدى الفضائيات؛
ولقد أجبرت نفسي على تحمل سخافة أسلوب مقدم البرنامج في محاولة مني لمعرفة
هدف البرنامج وهدف مقدمه من خلال ما يقوله هو وضيوفه؛
ولقد كانت ضيفته في إحداها ممثلة خليجية؛ وفي الأخرى كان ضيفه شاعراً سعودياً.
كلنا مشاهدون نبحث عن الفائدة والمتعة المثمرة؛
وقد نتفق أو نختلف في قبولنا واستمتاعنا ببرنامج محدد؛
ولكن عندما يقوم برنامج في قناة تلفزيونية ولاحظوا أنها تدار بأموال سعودية
ويتم من خلال برنامجها هذا ومذيعها وضيوفه وبرضا تام وواضح من مسئولي القناة
ترسيخ قيم سلبية وفكر سطحي باستخدام أسلوب الإبهار والكثير من البهارات دون الاهتمام
أو الحرص على تنقية ما يبث نحو وعن مجتمعنا؛ مثل ترسيخ فكر الأنا الذي يلغي الآخر؛
وتعزيز الفكر المريض المستغل لكل الممارسات السيئة التي يمارسها البعض لدينا؛
والأسوأ من كل ذلك هو ممارسة الكذب الصريح عندما يتم التحدث عن مجتمعنا لكل العالم
ووصفه بأنه يسير خلف هذه السخافات التي يتم تسويقها في هذا البرنامج.
إن شهرة مقدم وضيوف البرنامج لا تعني أنهم وفكرهم قيمة راسخة في عقولنا؛
فنحن نملك القدرة على تحديد قيمنا؛ وثانياً فإنه من الغباء المكشوف
أن يستجدي مقدم البرنامج ضيوفه بمدحهم لتلقي الإشادات منهم بقدراته الخارقه
التي يستغلها في تسويق نفسه لدى المشاهدين وبالطبع ليحظى برضا أطراف قوة المال
الذين يمثلون مرجعية برنامجه؛ ولأن ضيوفه يفهمون اللعبة فإنهم يستغلونها هم كذلك لتسويق أنفسهم.
أتمنى أن تعلم هذه القناة ومعدو مثل هذا البرنامج بأننا لسنا بحاجة لمن يستخف بنا
بإطلاق كلمات إنجليزية أو فرنسية في أحاديثهم؛ أو باستضافة من يقومون برسم صورة مشوهة
عن مجتمعنا بوصفه أنه يهتم بالصقر أكثر من اهتمامه بالإنسان؛
وأننا مجتمع يرى أن السبيل لتحقيق طموح وآمال عشرات الملايين من أبنائه
هو في قول شعر واقتناء صقور والبقاء بدون عمل أو إنتاج يبني مستقبل الوطن
ويحقق له الحماية الحقيقية من كل من يريد استغلاله.
سمير المقرن
جريدة اليوم
29ديسمبر 2010

29-12-2010, 06:01 PM	#1
تاريخ التسجيل: Sep 2010 المشاركات: 311	أبشر بسخافة اعلامية" يكثر الحديث عن الإعلام وتأثيره في توجيه الرأي العام ومن ذلك التأثير المباشر والقوي خصوصاً عندما يكون مركزاً ومستهدفاً لشريحة محددة من المجتمع؛ وهذه حقيقة مثبتة بدراسات علمية ويتم تنفيذها في دول عديدة وتطبق الآن على مجتمعنا. قد أتفهم الرغبة في العمل على استغلال قوة تأثير الإعلام من قبل قنوات الإعلام المحسوبة علينا والموجهة بشكل رئيسي نحو مجتمعاتنا الخليجية والمجتمع السعودي بصفة خاصة؛ «لأنهم يريدون النجاح في مجال عملهم الإعلامي والذي هو نشاط تجاري في أحد جوانبه»؛ ولكنني لا أستطيع أن أقبل عدم وجود أخلاقيات وقيم تحكم أي نشاط تجاري يمارس وخصوصاً عندما يكون هذا النشاط إعلامياً «للخطورة الكبيرة لتأثيره القوي على المجتمعات». تابعت بالمصادفة حلقتين من برنامج حواري على إحدى الفضائيات؛ ولقد أجبرت نفسي على تحمل سخافة أسلوب مقدم البرنامج في محاولة مني لمعرفة هدف البرنامج وهدف مقدمه من خلال ما يقوله هو وضيوفه؛ ولقد كانت ضيفته في إحداها ممثلة خليجية؛ وفي الأخرى كان ضيفه شاعراً سعودياً. كلنا مشاهدون نبحث عن الفائدة والمتعة المثمرة؛ وقد نتفق أو نختلف في قبولنا واستمتاعنا ببرنامج محدد؛ ولكن عندما يقوم برنامج في قناة تلفزيونية ولاحظوا أنها تدار بأموال سعودية ويتم من خلال برنامجها هذا ومذيعها وضيوفه وبرضا تام وواضح من مسئولي القناة ترسيخ قيم سلبية وفكر سطحي باستخدام أسلوب الإبهار والكثير من البهارات دون الاهتمام أو الحرص على تنقية ما يبث نحو وعن مجتمعنا؛ مثل ترسيخ فكر الأنا الذي يلغي الآخر؛ وتعزيز الفكر المريض المستغل لكل الممارسات السيئة التي يمارسها البعض لدينا؛ والأسوأ من كل ذلك هو ممارسة الكذب الصريح عندما يتم التحدث عن مجتمعنا لكل العالم ووصفه بأنه يسير خلف هذه السخافات التي يتم تسويقها في هذا البرنامج. إن شهرة مقدم وضيوف البرنامج لا تعني أنهم وفكرهم قيمة راسخة في عقولنا؛ فنحن نملك القدرة على تحديد قيمنا؛ وثانياً فإنه من الغباء المكشوف أن يستجدي مقدم البرنامج ضيوفه بمدحهم لتلقي الإشادات منهم بقدراته الخارقه التي يستغلها في تسويق نفسه لدى المشاهدين وبالطبع ليحظى برضا أطراف قوة المال الذين يمثلون مرجعية برنامجه؛ ولأن ضيوفه يفهمون اللعبة فإنهم يستغلونها هم كذلك لتسويق أنفسهم. أتمنى أن تعلم هذه القناة ومعدو مثل هذا البرنامج بأننا لسنا بحاجة لمن يستخف بنا بإطلاق كلمات إنجليزية أو فرنسية في أحاديثهم؛ أو باستضافة من يقومون برسم صورة مشوهة عن مجتمعنا بوصفه أنه يهتم بالصقر أكثر من اهتمامه بالإنسان؛ وأننا مجتمع يرى أن السبيل لتحقيق طموح وآمال عشرات الملايين من أبنائه هو في قول شعر واقتناء صقور والبقاء بدون عمل أو إنتاج يبني مستقبل الوطن ويحقق له الحماية الحقيقية من كل من يريد استغلاله. سمير المقرن جريدة اليوم 29ديسمبر 2010

الإهداءات