مرض الحبيـب فعدتـه = فمرضت من حذري عليه
فأتي الحبيـب يعودنـي =فبرئت من نظري إليـه
,
,
ننتقل الى من يصفه المؤرخين ويتهمونه بالمجون والخروج عن الادب العام.
انه الشاعر العباسي :بشار بن برد
لم يكن في كل أحواله هكذا .فله في الغزل العفيف الطاهر ما يتباهى به امام كل الشعراء والعذريين وله من دقة الوصف،
وهو الاعمي،ما يجعلهم ينسحبون من أمامه احتراماً وإجلالاً لموهبتيه الفذة وهذه إحدى قصائده في (عبيدة) التي فطرت قلبه إلى نصفين كما يقول ساوردها كامله احتراماً لهذا الشاعر الفحل
كم احب هذا الشاعر وشعره .
يقول بشار بن برد
الا حي ذا البيت الذي لست ناظـراً==إلى أهله إلا بكيـت إلـى صحبـي
أزور سواه والهـوى عنـدي اهلـه==إذا ما استخفتني تباريح مـن حبـي
وإن نال مني الشوق واجهت بابهـا==بانسان عين ما يفيق مـن السكـب
كما ينظر الصـادي أطـال بمنهـل==فحلاة الـوراد عـن بـاردٍ عـذب
تصد إذا ما الناس كانـت عيونهـم==علينا وكنـا للمشيريـن كالنصـب
على مضمر بين الحشا من حديثنـا==مخافة أن تسعى بنا جـارة الجنـب
وما ذنـب مقـدورٍ عليـه شقـاؤه==من الحب عند الله في سابق الكتـب
لقد أعجبـت نفسـي بهـا فتبدلـت==فيا جهد نفسي قادها للشقـا عجبـي
وإنـي لأخشـى أن تقـود منيتـي==مودتها ،والخطب ينمي إلى الخطب
إذا قلت يصفو من (عبيدة) مشـربل==حران صاد كررت في غد شربـي
وقد كنت ذا لب صحيح فاصبحـت==(عبيدة) بالهجران قد أمرضت لبـي
ولست بأحيى من "جميل بن معـرم=="و"عروة" إن لم يشف من حبها ربي
تعُـدُّ قليـلاً مالقيـت مـن الهـوى==وحبي بما لاقيت من حبهـا حسبـي
إذا علمـت شوقـي إلهـا تثاقلـت==تثاقل أخرى بان من شعبها شعبـي
فلو كان لي ذنـب إليهـا عذرتهـا==بهجري،ولكن قلّ في حبهـا ذنبـي
وقد منعـت منـي زيارتهـا التـي==إذا كربت نفسي شفيت بهـا كربـي
فأصبحت مشتاقـاً أكفكـف عبـرة==كذي العتب مهجوراً وليس بذي عتب
كأن فـؤادي حيـن يذكـر بيتهـا==مريض وما بي من سقام ولا طـب
أحاذر بعد الدار والقـرب شاعـف==فلا أنـا مغبـوط ببعـد ولا قـربٍ
خليلي مرابي على الابرق الفـرد==وعهدي بليلى حبذا ذاك من عهـدِ
الا يا صبا نجد هجت مـن نجـدِ==فقد زادني مسراك وجداً على وجدِ
إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى==على فنن غض النبات من الرنـد
بكيت كما يبكي الوليـد ولـم أزل==جليداً وابديت الذي لم اكـد ابـدي
إذا وعدت زاد الهوى لانتظارهـا==وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وإن قربت داراً بكيت وإن نـأت==كلفت فلا للقرب أسلوب ولا البعد
أحن الـى نجـد وطيـب ترابـه==وأرواحه إن كان نجد على العهـدِ
وقد زعموا أن المحـب إذا دنـا==يمل وأن الناي يشفي من الوجـدِ
بكل تداوينـا فلـم يشـف مابنـا==على أن قرب الدار خير من البعدِ
علي أن قرب الدار ليـس بنافـعٍ==إذا كان من تهواه ليـس بـذي ودِّ