= حسناً...
....كتبتْ فجرَّتُ أسئلتي.. نبشتُ مواجعي.. و بكيتُ حتى ابيَّضتِ الأحداقِ من حزني.. وشبتْ وعلى الدَّمِ المسفوحِ مِن جرحي.. رقصتْ وشربتُ أنخابَ العذابِ.. فما سكرتُ.. وماصحوتْ
وهربتُ مِن لا شيءَ في وطني.. هربتْ مِن كلَّ شيءٍ قد هربتْ من ظليَّ المسحولِ خلفي كالقتيلِ.. ومِنْ خطايَ على الطريقِ.. ومِن وجوهِ العابرينَ ومِن أكفِّ السائلينَ ومِن إشاراتِ المرورِ ومن محطَّاتِ العبورِ منَ الشمالِ إلىالجنوبِ.. من المحيطِ إلى الخليجِ.. وما وصلتْ
- والآنْ ..؟
= الآنَ يا صمتي تعبتْ مما قرأتُ.. وما كتبتُ.. وما فعلتْ
- حسناً فعلتْ
= الآنَ يا صمتي تعبتْ في كلِّ بابٍ كنتُ كالشَّحاذِ أُدفعُ... مذ ولدتْ إنْ قلتُ : لا.. لأبي.. يقولُ أبي : كفرتْ أو قلتُها في درسِ تهجئةِالحروفِ.. يقولُ أستاذي : كفرتْ أو قلتُها في غرفةِ الإنعاشِ قبل الموتِ.. قالَ طبيبُ إنعاشي : كفرتْ وجهازُ إنعاشي : كفرتْ وضمّني موتي إلى أحضانهِ.. حتَّى اختنقتْ
الآن أعلنُ توبتي.. هل كنتُ مجنوناً.. لأقرأ ما قرأتْ ؟ هل كنتُ مجنوناً.. لأكتبَ ما كتبتْ ؟ يا ليتني منْ يومِ ميلادي عقلتْ يا ليتَ أميَّ لم تلدني شاعراً.. يا ليتَ أميَّ لم تلدني.. ليتني.. أو ليتها.. أوليتهمْ..
....
.. هل أستمر بثقبِ حنجرتي.. بـ " ليتْ " أم أنكَ الآنَ اكتفيتْ