أريدك أيتها المرأة المختلفة الأطوار .. أريد قلبي عصريا بلغة الديجتال .. لقد مللت طريقة أبي في الحب .. مللت الثوب الأبيض والبدلة الراقية ورباطة العنق السماوية .. مللت حتى أصابعي القديمة .. وأمواس حلاقتي .. فكل هذا في متحف اللوفر .. قطع أثرية .. في داخلي قطع كثيرة .. ومهما نفضت عنها غبار عشيرتي .. تظل تصيبني بالزكام .. أريد أن أنتظر القمر .. ليلة بعد ليلة وأخاف أن أنام حتى لا يسرقه جارنا الحسود .. .. أريد أن أنحدر من سلالة تعرف الحب بطريقة النجوم .. لا بطريقة القطيع .. لا أريد أن أمشي خلف كبير الماشية مغمض العينين .. لأني ببساطة سأتعثر حتما .. عاجلا أم آجلا .. أريد أن أسكن داخل غيرتي بطريقة لم تألفها الأنثى .. لا أحب صراخها .. وأكره صراخي .. الغيرة .. الغيرة .. حتى الغيرة .. في داخلنا تنتحر في اليوم ألف مرة من أسلوبنا القديم في الغيرة .. لماذا نبكي .. لماذا نصرخ .. لماذا نعاتب .. ثم نقول إن الغيرة ملح الحب .. سيكون طعمها مالحا حقا .. لم لا يكون لها طعم آخر .. نستهويه ويستهوينا .. لماذا أغير منك أيها الرجل الوسيم .. ولا أستطيع الغيرة من قلبي ..
أغار من قلبي إذا هام بلقياك .. فأنت المنى والروح فكيف أنساك .. حاول أن تغير من قلبك أليس وسيما ..
بربك أيتها الأنثى دعيني أغير عليك بطريقتي .. لن أعاتبك .. ولن أثور .. دعيني فقط حين أغير أقول أحبك .. فغيرتي معادلة من الدرجة الثانية ذات حدين .. لكن الناتج واحد .. إن ثرت أو ماثرت .. فأنا أحبك .. وخلاصة عتابي أني أحبك .. فلأختصر حبي وأضعه أمام عينيك .. وأنتشي ..
هل تسخرون مني .. ! لا تسخروا مني .. فإن لجنوني نكهة لا يعرفها أحد .. لا لست خياليا أبدا .. ولست متطرفا في عواطفي .. لكنني أعرف ملامح وجه حبيبتي من غير مكياج .. وأنزع أقنعتها في اليوم عدة مرات .. لذلك لم أجدها .. فطريقتها .. تقززني .. ومشاعرها .. ترهقني .. وأجد حديثي مكررا .. فقد قاله أخي .. وكرره صديقي .. وقلته أنا منذ زمن .. وتلك اللغة القديمة .. قد مللتها .. فالفرق بين قلبي والحقيقة .. نكهة الإحساس .. وحين تتساوى الأشياء في نظر الإنسان يفقد نكهة الإحساس ..
أريد أن أقول لها .. أني لا أعرفها .. إمرأة .. لا أعرفها أنثى .. لا أعرفها جسدا جميلا .. ولا أعرفها قلبا نقيا .. لا أريد أن أتزوج بك حبيبتي .. لأنك لا تعرفينني ولم ولن تعرفينني .. فهل تظني أني رجل وسيم .. أم تظني أني شاعر يعرف مغازلة النساء .. ولا تحسبي صغيرتي .. أمارس اللقاء والعناق والزواج .. فأنت تحلمين بالتقليد .. هل تعرفين من أنا أولا .. ؟
أنا إنسان .. أعتنق الحب إعتناقا .. أنا كالعصفور غضا وإنطلاقا ..
أنا أناني في حبي بشكل متطور .. لأني أحب نفسي في داخلك .. في مكان في قلبك لم تستطيعي أيتها الأنثى الوصول إليه .. لست في أحشاءك طفلا .. ولست في شريانك دما .. ولست في قلبك الروح .. فكل الرجال في قلوب النساء كذلك .. وكل النساء في قلوب الرجال كذلك .. !
أنا أسكن في كل التفاصيل التي لا تملكين معرفتها فيك .. أنا رجل لا تريه حقيقة ولا تريه في المرآة ..
أنظري أمامك إذا أردت أن تري وجهي .. وحدقي جيدا .. هل تلمحين الأوكسجين في الفراغ .. تنفسي .. فقد شممت صورتي الآن .. رأيتني بالحس لا بالعين يا سيدتي ..
للحب طعم آخر لا نعرفه .. للحب طعم آخر لا أعرفه .. هل مازلت صغيرا حقا .. لماذا إذا نحرك الحب بالريموت كما تعودنا .. لماذا إذا لا نعرف التوحد .. والإمتزاج .. كل مانملكه هو إنسجام .. ؟ مكرر نراه في السماء كل يوم .. نراه في الشوارع كل يوم .. نراه في بيوتنا .. ثيابنا .. وفي المقاهي والأسواق .. والأفلام .. مكرر عرضه .. مونتاجه معروف مسبقا .. نحذفه ونحن نعرفه .. وندفع النقود كي نشتري الألم .. نعلل الفشل بسبب الظروف .. والحب يموت دوما بعد رحلة الزواج .. ونركل العريس بالأخطاء .. ونقدف العروس بالفشل .. ونسرد العيوب كالقرط الطويل .. وننسى أن اللؤلؤ المغشوش لا يدوم رغم لونه ورغم طعمه والرونق المنحوت فيه .. أساسنا غلط .. فوهم الحب مثل الحب في تفسيره وشكله وصبغته .. وننتشي .. وندعيه .. ونكتب التحليل في أخباره .. وننتقي ثياب عرسنا .. ونسمي نفسنا عشاقا .. لمجرد زيادة نبض القلب .. لمجرد غمزة ولقاء .. لمجرد فكرة التناسل العقيمة ..
مثال ما أسلي نفسي به وقت الفراغ .. أبني أساسا .. مغشوشا وإسمنته قليل .. وأرفع فوقه دورين أو ثلاث .. وأسكن وأنام .. وأدعي أن أساسه متين والدليل أنه لم يسقط إلى حد الآن ..
فهل سيدوم سيسقط ذات يوم .. ومهما نمت فيه .. والله سيسقط .. سنة أم إثنتان أم عشر .. سيقط يوما ..
فأنت بخيل .. نصاب .. ضحكت على نفسك .. هذا ما أملكه وقت فراغي ..
فالحب بالطريقة المختلفة .. في أن تدور حول نفسك مليون مرة .. وتجعل النقاش الداخلي محتدم .. تحاور الضلوع والكفين والقدم .. فأنت لست ذاك .. وأنت لست أي شخص .. بل أنت أنت .. لون خاص .. قلب خاص .. حب خاص .. فتاتك مختلفة .. كلامك مختلف .. زواجك مختلف .. حتى عذابك يختلف ..
جميعنا نستطيع أن نحب .. ولكن كيف نحب .. ؟ وكيف نترجم هذا الحب .. ؟ وكيف نحافظ على هذا الحب .. وصدقوني جميعا .. للحب نكهة أخرى مختلفة غير التي نعرفها .. وقد كذبت .. فأنا لم أذقها .. ؟