الموضوع: من هو الصعلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2010, 11:29 AM   #4
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


نستكمل الضوء فيها على حياة
الشاعر عُرْوَة بن الورد العبسيّ، الصعلوك الأمير الشريف.
هو عروة بن الورد ابن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ ، من قبيلة مضر ، شاعر
من شعراء الجاهلية وأحد فرسانها وكرماءها وصعاليكها الشجعان ، وكان يلقب بعروة الصعاليك ،
ذلك أنه كان يجمعهم ويهتم بشؤنهم ويغزي بهم فيكسب لهم .
كان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ولكن هذا الشرف الأبوي، نراه يقابل
بإحساس بالضِّعة من جهة أخرى. فإننا نرى عُرْوَة بن الورد كان يشعر بالضِّعة من نسبه لأمّه، لأنها
قيل إنها كانت من نَهْد من قُضاعة،
وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه إذ
أحس في أعماقه من قِبَلها بعار لا يُمحى.
وطبعاً هذا إحساس جاهلي، وأحكام جاهلية، من عشيرة قليلة من عشيرة فقيرة. الإسلام لا يُفرّق بين
غنيّ أو فقير، ولا بين أبناء البشر، إلاّ بالتقوى، كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
هذا المنطق الإلهي، وهذا المعيار الإسلامي في التفرقة بين الناس، لم يكن
متوفِّراً في العصر الجاهلي. وإنما عُرْوَة بن الورد العبسي، رأينا أنّ أباه من أشراف قبيلته، ولكن أمه
كانت من عشيرة وضيعة، ولذلك أحس بالعار؛ وهذا شيء خطير. فيقول:

وما بِي من عارٍ إِخالُ علمتُهُ
سِوَى أنَّ أخوالي إذا نُسِبوا نَهْدُ

يعني:
كأنه كان يحسّ بالعار من جهة أخواله، فيرى أنّ أمه هي عارُه. طبعاً هذا شيء
غير مقبول، ولكن هذه هي حياته، وهذه حقيقته. فكان يعدّها هي العار الذي حلَّت البلية عليه
منه، والذي دفعه دفعاً إلى الثورة على الأغنياء. وكأن هذا الإحساس كان من أسباب احتراف الصعلكة.

قال عبدالله بن جعفر الطيار لمعلم ولده :
لاتروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها (دعيني للغنى) لان هذا يدعوهم الى الاغتراب عن اوطانهم ! .
دعيـني للغنـى أسعى فإني
****رأيـتُ الناسَ شرُّهُمُ الفقيرُ
وأبعدهم وأهونـهم عليهِم
****وإن أمسى لهُ حسبٌ وخيرُ
ويُقصيـهِ النّديُّ وتزدريـهِ
****حَليلتـُهُ وينهـرُهُ الصغيـرُ
ويلقـى ذا الغِنـى ولهُ جَلالٌ
****يكـادُ فـؤادُ صَاحبِهِ يَطيرُ
قليلٌ ذنبـُهُ والذنـبُ جـمٌّ
****ولكِـن للغنـى ربٌّ غفُورُ
يقول ابن الاعرابي :
اجدب الناس من بني عبس في سنة اصابتهم فاهلكت اموالهم واصابهم جوع شديد
وبؤس فاتوا عروة بن الورد فجلسوا امام بيته فلما ابصروا به صرخوا :

(
يا ابا الصعاليك اغثنا ) فرق لهم وخرج ليغزوا بهم ويصيب معاشا فنهته امرأته
عن ذلك خوفا عليه من الهلاك فعصاها وخرج غازيا .

وعروة بن الورد شاعر مشهور وصاحب عدد كبير من القصائد سنذكر بعض ممن تخلد بعده
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
......ان القعود مع العيال قبيح
فراشي فراش الضيف والبيت بيته
......ولم يلهني عنه غزال مقنع
أتـهزأ مني أن سمـنت وأن ترى
......بـجسمي شحوب الحقّ والحقُ جاهدُ
أُفرّق جسمي في جسومٍ كثـيـرةٍ
......وأحسـو ا قَـراحَ الماءِ والماءُ بـارد
إنـي امرؤٌ عافِي إنائـي شـركةٌ.
.....وأنت امـرؤٌ عافـي إناءك واحـدُ
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليلة
...... مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الفتى من نفسه كل ليلةٍ
......أصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً
......يحت الحصا عن جنبه المتعفّر
يعين نساء الحي ما يستعنّه
......ويمسي طليحاً كالبصير المحسّر
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
......كضوء شهاب القابس المتنوّر
مطلاً على أعدائه يزجرونه
......بساحتهم زجر المنيح المشهّر
إذا بعدوا لا يأمنون
......تشوّف أهل الغائب المتنظّر

و من شعراء الحماسة قول عروة بن الورد

ومـن يك مـثـلـي ذا عـيال
****ومـقــتـــرامن المال يطـرح نـفـسـه كـل مـطـرح
لــيبـــلـــغ عـــذرا أو ينـــال رغـــيبة
****ومـبـلـغ نـفـس عـذرهـا مـثـل مـنـجـح

أخذ أبو تمام هذا المعنى فقال:

فعروة بن الورد جعل اجتهاده في طلب الرزق عذرا يقوم مقام النجاح وأبو تمام
جعل الموت في الحرب الذي هو غاية اجتهاد المجتهد في لقاء العدو قائما مقام الانتصار .

إذا المرءُ لم يبعث سَوامـاً ولم يَرُح
****عليـه ولـم تعطف عليـه أقاربهْ
فللموت خيـرٌ للفتى مـن حياتـهِ
****فـقيـراً ومن مولى تدِبُّ عَقاربه
وسائلةٍ أيـن الـرحيـلُ وسائـلِ
****ومـن يـسأل الصعلوكَ أين مذاهبه
مذاهبـهُ أن الفِجـاجَ عـريضـةٌ
****إذا ضـنَّ عـنـهُ بالفعالِ أقاربـه
فلا أترُكُ الإخوانَ مـا عشت للردى
****كمـا أنـهُ لا يـتـركُ الماءَ شاربه
ولا يستضامُ الدهرَ جـاري ولا أرى
****كمـن بات تسري للصديق عقاربه
وإن جارتـي ألـوت ريـاحٌ ببيتها
****تغافـلتُ حتـى يستُرَ البيتَ جانبه

** يتبع **

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس