الموضوع: من هو الصعلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2010, 11:28 AM   #3
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك

نبدأ بالشـــــااعر..,عروة بن الورد العبسي..
وقراءة في مثاليته..
بزغ في سماء الجزيرة فرسان عظام ظل ذكرهم العطر عالقًا في أذهان العرب
بارزًا كبروز سهيل في سمائهم، منهم ذلك الفارس السمح الكريم عروة بن الورد العبسي.
عاش في كنف والده الذي يعد من أشراف عبس وفرسانها المعدودين
له دور بارز في حرب داحس والغبراء.
رأى عروة بأم عينيه أهوال الحرب وما جنته من ويلات على الضعفاء والفقراء
وبرؤيته الثاقبة التقط الخيط الذي سار عليه هرم بن سنان والحارث بن عوف في بذلهم وعطائهم، تخرج في مدرسة عنترة بن شداد وزهير بن أبي سلمى
مسلحًا بالمروة والكرم والشجاعة وحصافة الرأي..
اختط لنفسه خطاً واضح المعالم يتمثل في الثورة على الأغنياء الأشحاء..
يجود بأموالهم على الفقراء والضعفاء وعابري السبيل..
في أسلوب عجيب يرقى إلى مستوى التكافل الاجتماعي..
عاش عروة في قبيلته معززًا مكرمًا مهيوب الجانب بعكس غيره من الصعاليك..
يُعد من أسرع عدائي العرب حتى قيل: إنه يسابق الريح ويتجاوز فرسه "قرمل" عدوًا،
يحمل نفسًا كريمة جعلته مهذبًا في ثورته لا يغزو للنهب والسلب وسفك الدماء،
بل يعمد في غارته على من عرف بالشح والبخل، يمد يد العون للضعفاء والفقراء..
ولا يؤثر نفسه بشيء فهو مثال للبذل والعطاء، قبيلته تأتم به في سيرته العطرة،
وأصبح مضرب المثل في أحياء العرب، جعل من الصعلكة منحى مثاليًا..
حتى إن معاوية بن أبي سفيان قال: لو كان لعروة ولد لأحببت أن أتزوج إليهم،
وعبدالملك بن مروان يقول: من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.

له ديوان شعر مطبوع فيه قصائد تعبر بصدق عن مثالية تعامله مع الضعفاء والفقراء،
فهو يعمد في كثير من الأحيان إلى إيثارهم بكل طعامه على الرغم مما به من جوع،
ويكتفي بشرب الماء البارد القراح. عابه بعض أصحابه على ضعفه وهزله..
فأجابهم بأن له نفسًا تسمو به إلى المجد وأنه يؤثر الآخر على نفسه:
إني امرؤ عافى إنائي شركه
وأنت امرؤ عافى إناؤك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بجسمي شحوب الحق والحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء والماء بارد
ونجد زوجه سلمى ابنة المنذر تلومه على كثرة مخاطراته ومغامراته
بالغزوات والغارات مخافة أن يلقى حتفه، لكنه يرد عليها بقوله:
إن ذلك من أجلها حتى تعيش حياة كريمة سعيدة..
وأنه لم يركب المخاطر إلا لأهداف نبيلة جليلة:
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضبؤاً برجل تارة وبمنسر
اقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر
ونامي فإن لم تشته النوم فاسهر
ذريني ونفسي أم حسان إنني
بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
أحاديث تبقى والفتى غير خالد
إذا هو أمسى هامة تحت صيري

ثم يعرج بنا إلى منحى آخر..
يرسم لنا من خلاله صورة واضحة عن ذلك الصعلوك الذي لا هم له إلا نفسه ولا يقوم بحقوق من يلزمه فهو عالة على قبيلته ومجتمعه وجديرًا بأن ينبذ:
لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله
مضى في المشاش آلفًا كل مجزرٍ
يعد الفتى من دهره كل ليلة
أصاب قراها من صديق ميسرٍ
ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا
يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ
يعين نساء الحي ما يستعنه
فيضحى طليحًا كالبعير المحسر
ثم ينتقل بنا إلى صورة مغايرة لذلك الصعلوك إلى صعلوك وجهه يضيء كشهاب،
وإن يمت تظل ذكراه عطرة خالدة:
فلله صعلوكاً صحيفة وجهه
كضوء شهاب القابس المتنورٍ
مطلأ على أعدائه يزجرونه
بساحتهم زجر المنيح المشهرٍ
وإن يعدو لا يأمنون اقترابه
تشوف أهل الغائب المتنظرٍ
فذلك إن يلق المنية يلقها
حميدًا وإن يستغن يومًا فاجدر

إنه يركب المصاعب ويقتحم حمى القبائل المجاورة له في نجد
لكي يكرم أضيافًا أماجد حلو بساحته في ليل قر،
وتوزيع ما تبقى على الفقراء ولا يبقى بيده شيء ويصبح حاله حال الفقير..
أيهلك معتم وزيد ولم أقم
على ندب يومًا ولي نفس مخطر
سنُفزع بعد اليأس من لا يخافنا
كواسع في أخرى السوام المنفر
نطاعن عنها أول القوم بالقنا
وبيض خفاف وقعهن مشهر
ويوما على غارات نجد وأهله
ويومًا بأرض ذات شث وعرعر
يريح على الليل أضياف ماجد
كريم ومالي سارحًا مال مقتر
إن عروة قد جعل للصعلكة مكانًا ساميًا عبر رؤية يستشعر من خلالها أحوال الآخرين،
فمن أجلهم نجده قد ارتكب المصاعب واقتحم المخاطر ليجعل للصعلكة أهدافًا ومرامي نبيلة..
***

المصدر:المجله العربيه.
أمنيااتي بقرااءه شيقه../..ممتعه..للجميع..
طبعاً يتـــــــــــــبع..

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس