
إذا شَـاءَ يوْمـاً قـادَهُ بِزِمَـامِـهِ،=ومنْ يكُ في حبـلِ المنيّـة ِ ينقـدِ
إذا أنْتَ لـم تَنفَـعْ بـوِدّكَ قُرْبَـة ً،=ولم تنْكِ بالبؤْسَـى عـدوَّكَ فابعـدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ=وإنْ كان في الدنْيا عزيـزاً بمقعَـدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَـهُ=ولا قائـلٍ يأتِيـكَ بـعـدَ التَّـلَـدُّد
لَعَمْـرُكَ! مـا الأيـامُ إلاّ مُعـارَة ٌ،=فما اسطعْتَ من معروفِهـا فتـزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه،=فكُـلُّ قَريـنٍ بالمُقَـارِنِ يَقْـتَـدي
|
إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسـلاً=فأرْسِلْ حَكِيمـاً، ولا تُوصِـهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يومـاً دنَـا=فـلا تنـأَ عنـه ولاتُقْصـهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليـكَ التَـوَى=فشـاوِرْ لبيبـاً ولاتعـصـهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّـهُ،=فـإنَّ الوثيقـة َ فـي نصِّـهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ،=حديثاً إذا أنـتَ لـم تُحصـهِ
ونُصَّ الحديثَ إلـى أهلِـهِ،=فـإن الوثيقـة َ فـي نصـهِ
ولاتحرصَـنّ فـرُبَّ امـرئٍ=حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُـهُ،=وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخـرَ تحسـبـهُ أنـوكـاً=ويأتِيكَ بالأمـرِ مِـنْ فَصّـهِ
لبِسْتُ اللّيالـي، فأفْنَيْنَنـي،=وسربلَني الدهرُ في قُمصـهِ
أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا=لِسَوْءة ٍ، حلّتْ بهمْ، فادحَهْ
كلُّ خليـلٍ كنـتُ خاللتُـهُ=لا تركَ اللَّهُ لـه واضِحـهْ
كلُّهُـمُ اروَغُ مـن ثعلـبٍ=ما أشبهَ اللّيْلَة َ بالبارحَـهْ
أشجَاكَ الرَّبـعُ أم قدَمُـهْ=أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُـهْ
كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَـهُ،=فبالضّحَى ، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ
لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به=وجرى ، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ
جعلَتْـهُ حَـمَّ كلكلِـهَـ=الربيـعٍ، دِيمَـة ٌ تَثِمُـهْ
فالكثيبٌ معشـبٌ أنـفٌ=فتناهِـيِـه فمرتكَـمُـهْ
حابسي رسمٌ وقفتُ بـه=لو أُطيعُ النّفس لم أرمُهْ
لا أرى إلّا النَّعـامَ بـه=كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُـه
تذكُـرُونَ إذ نقاتلـكُـمْ=لا يضُرُّ مُعدمـاًُ عدمُـهْ
أنتُمُ نَخْلٌ نُطيـفُ بـه،=فإذا ما جُـزّ نَصْطَرِمُـه
وعذاريكُـمْ مقلـصـة ٌ=في ذعاعِ النخلِ تجترمُهْ
عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُـمُ=تصطلي نيرانـهُ خدَمُـه
خيرُ ما ترعونَ منْ شجرٍ=يابسُ الطحماءِ أو سحمُهْ
فسعَى " الغلّاقُ" بينهُـ=مُسَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُه
أخـذَ الأزلامَ، مُقْتَسِمـاً،=فأتـى أغْوَاهُمَـا زُلَمُـهْ
والقـرارُ بطنُـهُ غـدقٌ=زينَـتْ جَلهَاتِـهِ أكمُـهْ
فغفعلْنـا ذلكـمْ زمـنـاً=ثمّ دانـى بينَنـا حكمُـهْ
إنْ تعيدُوهـا نُعِـد لكُـمُ=مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُـهْ
وقِـتَـالٍ، لا يُغِبُّـكُـمُ،=في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُـه
رزُّهُ:قـدِّمْ وهـبْ وهَـلا=ذي زُهاءٍ جمَّـة ٍ بهَمُـهْ
يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُـمُ،=كمَرَاغٍ، ساطِـعٍ قَتَمُـهْ
لا ترى إلا أخَـاه رجـلٍآ=خـذاً قرْنـاً فملتزِمُـهْ
فالهبيـتُ لا فـؤَادَ لـهُ=والثبيـتُ ثبتـهُ فهَمُـهْ
للفَتى عقْلٌ يَعِيـشُ بـه=حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُـهْ