
تابع لما قبله (( 5 ))
يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً )). ولهذا قال سبحانه وتعالى : {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين ؟ تنزل على كل أفاك أثيم }. وقال تعالى : {لنسفعن بالناصية ، ناصية كاذبة خاطئة }.
فلهذا يجب على كل ولي أمر أن يستعين بأهل الصدق والعدل ، وإذا تعذر ذلك استعان بالأمثل فالأمثل وإن كان فيه كذب وظلم , فإن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم ، والواجب إنما هو فعل المقدور ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (( من قلد رجلاً على عصابة هو يجد في تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله وخان رسوله ، وخان المؤمنين )).
فالواجب إنما هو الأرضى من الموجود ، والغالب أنه لا يوجد كامل ، فيفعل خير الخيرين ويدفع شر الشرين ، ولهذا كان عمر بن الخطاب يقول
( أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثقة )). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يفرحون بانتصار الروم والنصارى على المجوس ، وكلاهما كافر ، لأن أحد الصنفين أقرب إلى الإسلام ، وأنزل الله في ذلك : (سورة الروم ) لما اقتتلت الروم وفارس ، والقصة مشهورة وكذلك يوسف كان نائباً لفرعون مصر وهو وقومه مشركون ،وفعل من العدل والخير ما قدر عليه ، ودعاهم إلى الإيمان بحسب الإمكان .