05-10-2008, 06:38 PM
|
#7
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,913
|
رد: حــــواجـــز الــصـــمـــت ....
الأخت زاهية
اسعدني أن ارى ما جادت به قريحتك الأدبيه الفذه
عندما يكون هناك بوح للخاطر يترجمه قلم صادق
نجد الروعه والمتعه للمتابعه المفيده كما ذكرتي اختي الفاضله
وقد رجعت بذاكرتي الى الوراء وتذكرت ما كتبه احد الكتاب لا يحظرني اسمه
هذا الأمر تطرق إليه كاتب مشهور حيث قال بأن الصديق الحقيقي " هو من لا يتخلي عني .. حتي لو كان يخدعني ".. وصديقاه في الحياة هما اليأس والأمل ..
أما اليأس .. فهو الصديق الذي يبين له المحن .. يصدمه .. لكنه دوما ً يعرض له الواقع .. وأما الأمل .. فهو الصديق الذي يخدعه ويمنيه الأماني .. لكنه أبدا ما تخلي عنه .
شدني حديثه عن الصداقة ومفهوم اليأس والأمل من هذا المنطلق .. فرحت أسأل نفسي : هل أنا أملك صديقا ً يخدعني بينما لا يتخلي عني أبدا ً ؟!
وجدت اليأس لا يليق بي صديقا ً .. فاليأس شيئ أمقته .. إلا أنه يزورني أحيانا ً .. وهو ضيف ثقيل لا أحبه .. ولا أرغب في استضافته . وأما الأمل فهو صديق غير حميم .. لا أود التعلق به كثيرا ً كي لا يخدعني أكثر .. لا أذهب إليه ولكنه يأتيني . إن قابلته في طريقي انصرفت عنه متجاهلة ً إياه .. لكن إن ألقي التحية أردها بصدر رحب وابتسامة حذرة بعض الشئ . ضيف خفيف لكني لا أستقبله كثيرا ً .. أتذرع الحجج كي أهرب منه .
وأما الدموع .. فأمرها معي محيّر .. فدمعي صديقي الذي يخدعني حقا ً .. فيفيض وقت لا أريد أن يراني أحد باكية .. فأنا أكره دموعي أن يراها أحد .. ولطالما حاولت أن أحبسها .. فأضايقها حين أمسكها ..
دموعي تخدعني وأخدعها .. لكنها أبدا ً ما تخلت عني ولا أنا أتخلي عنها .. بل إني ألجأ إليها كثيرا ً في وحدتي .. في وقت لا أستطيع الكلام .. أستدعيها فتلبي النداء .. تأتي مهرولة .. تقضي حاجتي .. أبثها ألمي وشكواي .. فتخفف عني الألم .. ثم أصرفها فتنصرف أو تزيد إلحاحها وتزيد ألمي..
حيرتني دموعي .. لا أستطيع إهمالها .. ولا احتجازها .. لا أستطيع أن أطردها من حياتي حتي لو وددت .
ما يحيرني .. كيف أنها صديقتي القاسية الحنون .. تشعرني بضعفي وتشعرني بقوتي .. تشعرني بالضيق وتشعرني بالراحة .. تتلاعب بي وتلعب معي .
كيف أنها صديقتي .. أحبها وأكرهها .. لا أريدها ولا أحاول طردها .. أشعرها أحيانا ً عدوا ً يشمت بي .. لكني لا أستطيع ألا أغفر لها .. فهي صديقتي .. وكل ما لدي َّ هي .
الآن عرفت أيها صديقي .. الأمل .. اليأس .. أم الدموع . إنها الدموع صديقتي .. قد لا أحتمل وجودها .. لا أطيق النظر إليها .. لكني أيضا ً أحتاجها . يظل أمرها محيّر .. لكنها ستظل صديقتي .. أخدعها وتخدعني .. لكننا لا يتخلي أحدنا عن الآخر بكل عيوبه وكل ما نكره .
__________________
|
|
|