
حكاية من حلم الأمس
لم اعد اذكر بعد اهجرت اوراقي انا ام هي من هجرتني
ولم اعد اذكر بعد اهجرت سعادتي انا ام هي من تركتني
لم اعد اذكر شيا سوى انني
جلست العب عابثا بأوراقي اقلب الصور و الحروف وارسم الخطوط و اخفي أوراقا عليها اناثاً و ذكورا و حروف لا تربطها خيوط ولا صفوف
و وجدت اوراقي وصوري ورسوم خطوطي يرمقونني بنظرات سوداء .يصرخون بصوتا اخرس
أخبروني بأن الجان و العفاريت و الشياطين اجتمعوا ليجدوا لي مخرجا من بين الحشايا و لكنهم نسوا . نسوا حيلهم نسوا ألاعيبهم نسوا مذكراتهم و مراجعهم حين القوا بها عن عاتقهم في حجري
فمن انا
أابليس أنت يا أنا
أم قديس انت يا انا
لا أذكر
أمن طين كنت أم من نار
اخلفت من رحم العبودية
أم أنا الحرية والحرية طوق يأسر الأحرار
إنهم تجذبونني بكفوفهم القذرة يرغمونني
أن أنظر
أن أنظر
أنظر الى مسخ خلق بمراتي
أم يقبع خلفها لا أذكر
مراتي المكسورة بعيونهم .. يقبع بين الشروخ .. يكبر بين الصور ..يعش بين الظلال
رأيت يختبئك بداخلي ينظر لي نظر حائرة .. نظرة ثائرة .. نظرة غائرة .. نظرة كلها ملامحي .. نظره كلها جوارحي .. نظرة عارية
ينعتني بالخاسر ..بالساحر. بالحائر .. بالماكر .. بالساخر من أقدارهم
يرى من صمتي حضور .. و قصور .. و يقرأ من بين انفاسي سطور تلعنه تنكر وجوده بين رؤوس مرت على أكتافهم باجسادا لم تلملمها أكفانهم .. بكفوف مبتورة بأذرع محصورة حتى أكتافهم المكسورة .. بلا ضلوع
لا أذكر ... سوى كفوفي تسلخ قشور عقلي تنهش طحالب عيونهم .. أشلاء عيوبهم من عقلي من أمسي أبحث بين دفاتر الجن و الملائكة عن صفحات كانوا فيها .. و لكنهم حجبوا عني الكشوف .. حجبوا عني العمر ليمر العمر كالخسوف ... ليغشى الليل عمري بلا شموس
و رنين . رنين . أم أنين أم صراخ لا أذكر
لا أذكر سوى أنني استيقظت من حلمي بعد أن داعب شعاع الشمس مقلتي