عنوان القصيدة(لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّ)
جازتْ ملمـاتُ الزَّمـانِ حدودهـا
واسْتَفْرغَـتْ أيَّامُهـا مجهُودَهـا
وقضت علينا بالمنـونِ فعوَّضـتْ
بالكرهِ منْ بيضِ الليالـي سُودهـا
بالله ما بـالُ الأَحبَّـة ِ أعْرضَـتْ
عنَّا ورامـتْ بالفـراقِ صُدودهـا
رضيتُ مصاحبة َ البلى واستوطنتْ
بَعْد البُيُـوتِ قُبُورَهـا ولحُودهـا
حرصتْ على طولِ البقـاءِ وإنمـا
مبدي النفـوس أبادهـا ليعيدَهـا
عبثتْ بها الأيـامُ حتـى أوثقـت
أيدي البِلى تحْتَ التُّرابِ قيودهـا
فكأنمـا تلـكُ الجسـومُ صـوارمٌ
تحت الحمامِ من اللحودِ غمودهـا
نَسَجَتْ يَـدُ الأَيّـامِ مـنْ أكْفانَهـا
حلـلاً وألقـتْ بينهـنّ عقودهـا
وكسا الرّبيـعُ رُبُوعَهَـا أَنْـوَارَهُ
لما سقتهـا الغاديـاتُ عهودهـا
وسرى بها نشرُ النسيم فعطـرتْ
نفحاتُ أرواحِ الشَّمـالِ صَعيدَهـا
هل عيشة ٌ طابَـتْ لنـا إلاّ وقـد
أبْلى الزَّمـانُ قديمَهـا وجديدَهـا
أو مقلـة ٌ ذاقـت كراهـا ليـلـة
ً إلاّ وأعقبتِ الخطـوبُ هُجُودَهـا
أو بنية ٌ للمجـدِ شيـدَ أساسهـا
إلاّ وقد هَـدَمَ القضـاءُ وطيدَهـا
شقّتْ على العَليا وفـاة ُ كريمـة ٍ
شقّتْ عليها المكْرمـاتُ بُرُودهـا
وعزيزَة ٍ مفْقـودة ٍ قـد هوَّنـتْ
مُهَجُ النّوافـلِ بعدهـا مفقُودَهـا
ماتتْ ووُسِّـدَتِ الفَـلاَة َ قتيلـة ً
يا لهْفَ نفسِي إذْ رأتْ توْسيدَهـا
يا قيْسُ إنّ صدُورَنا وَقَـدتْ بهـا
نـارٌ بأَضْلُعنـا تَشُـبُّ وقودَهـا
فانهضْ لأخذِ الثاّر غيـر مقصِّـر
حتى تُبيد مـن العـداة ِ عديدهـا