
عنوان القصيدة(أَحْرَقَتْني نارُ الجَوى والبعادِ)
أَحْرَقَتْني نارُ الجَـوى والبعـادِ
بَعـد فَقْـدِ الأَوْطــانِ والأَولاد
شابَ رأسي فصارَ أبيض لونـاً
بعد مـا كـان حالكـاً بالسـواد
وتذكرتُ عبلـة َ يـومَ جـاءت
لوداعي والهـمُّ والوجـد بـاد
وَهي تُذْري من خيفَة ِ البُعْدِ دمْعاً
مُستهِـلاًّ بلَـوْعـة ٍ وَسُـهـاد
قلْتُ كِفِّي الدُّمُوعَ عنْـكِ فقلبـي
ذاب حزناً ولوعتي في ازديـادِ
ويحَ هذا الزَّمانِ كيـفَ رَمانـي
بسهامٍ صابتْ صميـمَ فـؤادي
غيرَ أني مثْلُ الحُسـام إذا مـا
زادَ صقـلاً جـادّ يـوم جـلادِ
حنكتني نوائـبُ الدهـر حتـى
أوقفتني على طريـقِ الرشـادِ
ولقيتُ الأبطالَ في كـل حـربٍ
وهزمتُ الرجال فـي كـلِّ وادي
وتركتُ الفرسانَ صرعى بطعنٍ
منْ سِنانٍ يحْكي رُؤُوس المـزاد
وحسامٍ قد كنتُ من عهد شـدَّا
دٍ قديماً وكانَ مـنْ عهـدِ عـادِ
وقهرتُ الملوكَ شرقـاً وغربـاً
وأَبَدْتُ الأَقْـرانَ يـوْم الطِّـراد
قلَّ صبري على فراق غصـوبٍ
وهْو قد كان عُدَّتي واعتِمـادي
وكذا عـروة ٌ وميسـرة ٌ حـا
مي حمانَا عِند اصْطدام الجيـاد
لأَفُكَّـنّ أَسْرَهُـمْ عـن قريـبٍ
منْ أيادِي الأَعـداءِ والحُسَّـاد