عنوان القصيدة(إذا كان أمرُ الله أمراً يُقَدّر)
إذا كـان أمـرُ الله أمــراً يُـقَـدّر
فكيـفَ يفـرُّ المـرءُ منْـه ويحـذَرُ
ومن ذا يردُّ الموتَ أو يدفعُ القضـا
وضرْبتُـهُ محْتُومـة ٌ ليـس تعثـرُ
لَقد هانَ عِنْدي الدَّهْـرُ لمَّـا عرفْتُـهُ
وإنـي بمـا تأْتـي المُلمَّـاتُ أخبَـرُ
وليس سبـاعُ البَـرّ مثْـلَ ضِباعِـهِ
ولاَ كلُّ مَنْ خاض العَجاجـة َ عَنْتَـرُ
سلُوا صرْفَ هذَا الدَّهْر كمْ شَنَّ غارة ً
ففرَّجْتُهـا والمَـوْتُ فيهـا مشَمِّـرُ
بصارم عَـزْمٍ لـوْ ضرَبـتُ بحَـدِّهِ
دُجى اللَّيل ولَّى وهو بالنَّجْـم يَعثُـر
دعوني أجدُّ السَّعي في طلـب العُـلا
فـأُدْرِكَ سُؤْلـي أو أمُـوتَ فأُعـذَرُ
ولاَ تختشوا ممـا يقـدرُ فـي غـدٍ
فما جاءَنا منْ عالـم الغيـبِ مخبـرُ
وكمْ مـنْ نَذِيـرٍ قـدْ أَتَانـا محـذِّراً
فكانَ رسولاً فـي السُّـرور يبَشّـر
قفي وانظري يا عبلَ فعلي وعاينـي
طِعانـي إذَا ثَـارَ العَجـاجُ المكـدّر
تري بطلاً يلقى الفـوارسَ ضاحكـاً
ويرجَعُ عنْهمْ وهـو أشعـثُ أَغْبَـرُ
ولا ينثنـي حتـى يخلـى جماجمـاً
تَمرُّ بنهـا ريـحُ الجَنـوبِ فتَصْفـر
وأجْسادَ قوْمٍ يَسكـنُ الطَّيْـرُ حَولَهـا
إلى أن يرى وحشَ الفـلاة ِ فينفـر