
عنوان القصيدة(يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتري)
يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتـري
واصْغي إلى قَوْلِ المحِبِّ المُخبِـرِ
وَخُذي كلاماً صغْتُهُ من عَسجَـدٍ
ومَعانيـاً رَصَّعْتُهـا بالجـوْهـر
كَم مَهْمَهٍ قفْـرٍ بنفْسـي خُضْتُـهُ
ومفـاوزِ جاوزتهـا بالأبـجـر
كم جحْفل مثْل الضبـاب هزمتـهُ
بمهنـدٍ مـاض ورمـح أسمـر
كم فارسٍ بينَ الصُّفوفِ أخذْتُـهُ
والخيْلُ تعْثـرُ بالقنـا المتكسـر
يا عَبلَ دُونك كلَّ حـيٍّ فاسأَلـي
إنْ كان عنْدكِ شُبْهة ٌ في عَنْتـر
يا عَبلَ هلْ بُلِّغـتِ يومـاً أننـي
ولّيْتُ مُنْهزمـاً هَزيمـة َ مُدبـرِ
كم فارس غادَرْت يأْكـلُ لحْمَـهُ
ضَاري الذّائبِ وكاسِرات الأَنسُر
أفري الصدورَ بكلَّ طعـن هائـل
والسابغاتِ بكـلَّ ضـربٍ منكـرِ
وإذا ركبتُ ترى الجبالَ تضجُّ من
ركْضِ الخيولِ وكلَّ قُطْرٍ مُوعِـرِ
وإذا غزوتُ تَحومُ عِقبانُ الفَـلا
حولي فَتُطْعِمُ كَبْدَ كـلِّ غَضَنْفَـرِ
ولكم خطفتُ مدرعاً من سرجـهِ
في الحَرْب وهو بنَفْسهِ لم يَشْعُرِ
ولَكمْ وَرَدْتُ الموت أعْظَمَ مَـوْرِدٍ
وصدرت عنهُ فكانَ أعظم مصدر
يا عبلَ لو عاينْتِ فِعلي في العِدَى
من كلِّ شِلـوٍ بالتُّـرابِ مُعفَّـرِ
والخيْلُ في وسطِ المَضيق تبادَرَتْ
نَحْوي كمثلِ العـارِضِ المتَفَجِّـر
منْ كلِّ أدْهَم كالرِّياحِ إذا جـرى
أو أشهبِ عالي المطا أوْ أشقـر
فصرَخْتُ فيهمْ صرخة ً عَبْسيـة ً
كالرّعدِ تدوي في قلوبِ العَسْكـر
وعطفتُ نحوهم وصلت عليهـم
وَصَدَمْتُ مَوْكِبَهُم بصَدر الأبجـر
وطرحْتُهُم فوقَ الصّعيـد كأَنّهُـم
أعجاز نخلٍ في حضيض المحجر
ودِماؤُهمْ فوْقَ الدُّروعِ تخضّبَـتْ
منها فصارت كالعقيـق الأحمـر
ولربما عثـر الجـواد بفـارس
ويخـالُ أنَ جـوادهُ لـم يعثـر