
عنوان القصيدة(جفُونُ العذَارى منْ خِلال البرَاقع)
جفُونُ العذَارى منْ خِـلال البرَاقـع
أحدُّ من البيـضِ الرِّقـاق القواطـعِ
إذا جرَّدتْ ذلَّ الشُّجـاعُ وأصبحـتْ
محاجرهُ قرْحـى بفَيـض المدَامِـعِ
سقى اللهُ عمِّي من يدِ الموتِ جرعة ً
وشلَّتْ يـدَاهُ بعـد قَطْـعِ الأَصابـعِ
كما قادَ مثْلي بالمحالِ إلـى الـرَّدى
وعلّـقَ آمالـي بذَيْـل المطـامـع
لقد ودّعتنـي عبلـة ٌ يـوْم بَيْنهـا
وداعَ يقيـن أننـي غيـر راجــع
وناحتْ وقالت: كيف تُصْبـح بعدَنـا
إذا غبتَ عنَّا في القفـار الشواسـع
وحقّكِ لاحاولتُ في الدهـر سلـوة ً
ولا غيّرتني عـن هـواكِ مطامعـي
فكنْ واثقـاً منّـي بحسـنِ مـودّة ٍ
وعِشْ ناعماً في غبطة ٍ غير جازع
فقلْتُ لها: يـا عَبـلُ إنـي مسافـرٌ
ولو عَرَضَتْ دوني حُدُودُ القواطـعِ
خلقنا لهذا الحبِّ مـن قبـل يومنـا
فما يدخُـل التنفيـذُ فيـه مسامعـي
أيا علم السّعـدي هـل أنـا راجـعٌ
وأنظرُ في قطريـك زهـرَ الأراجـع
وتُبصِرُ عَيْني الرَّبوَتيْـن وحاجـراً
وسكانَ ذاكَ الجزْعِ بيـن المَراتـع
وتجمعنـا أرضُ الشربَّـة واللـوى
ونَرتَع فـي أكْنـافِ تلـكَ المرابـع
فيـا نسمـاتِ البـانِ بالله خبِّـري
عُبَيلَة َ عنْ رَحلي بـأَيِّ المَواضِـعِ
ويا بَـرْقُ بلّغْهـا الغـدَاة َ تحيَّتـي
وحيِّ دياري في الحمى ومَضاجعـي
أيا صادحاتِ الأيكِ إن مـتُّ فاندُبـي
على تُرْبتي بين الطُّيـور السَّواجـع
ونُوحي على من مات ظلماً ولم ينلْ
سِوى البُعدِ عن أحْبابِـهِ والفَجائـع
ويا خَيْلُ فابكي فارساً كـان يلْتقـي
صدور المنايا فـي غبـار المعامـع
فأْمْسى بعيـداً فـي غـرامٍ وذِلَّـة ٍ
وقيـدٍ ثقيـلٍ مـن قيـودِ التوابـع
ولَسْـتُ ببـاكٍ إنْ أتَتْنـي منيَّتـي
ولكنَّنـي أهْفـو فتَجـري مدَامِعـي
وليس بفَخْر وصْفُ بأْسي وشِدّتـي
وقد شاع ذكري في جميع المجامـع
بحقّ الهوَى لا تَعْذِلُونيَ واقْصِـرُوا
عن اللّوْم إنّ اللّـوم ليـسَ بنافـع
وكيفَ أُطيقُ الصَّبْـرَ عمَّـنْ أحبُّـه
وقد أضرمتْ نار الهوى في أضالعي