وأنا أتجول في دولتي وأتفقد أحوال الغرام، وأسمع قصص العشاق وأشارك الناس همومهم،لأشعر بأني أريد أن ينتشر الحب أكثر، أريد أن يعم الفرح على الجميع..
في إحدى مدني، الساعة الثانية عشرة ليلا ، كنت أتجول في طرقات تلك الحارة التي كان ينبعث منها فوح الياسمين مع نسائم آخر الليل، فسمعت الى أنين امرأة ، وهي لم تشعر بي، كانت دمعاتها تتساقط من فوق نافذة بيتها وتسقط بإتجاهي للأسفل، كنت أجمع دمعها وهو يحرق يدي كي أعرف ما سر هذا الدمع..
كان لسان حالها يقول:
ويلتي يمضي بي العمر، ويلتي تعبت من التفاصيل الصغيرة التي في جسمي، تعبت من ملامح الدوران والإستقامة في جسمي..
لقد استسلمت ورفعت الراية البيضاء للزمن ولكن لم يرحمني بل زاد اصرارا على تعذيبي..أيها الزمان ماذا تريد أن تفعل بي، لقد سيطرت على كل المفاتيح وأحرمتني من دخول أي شخص في حياتي..
مناشفي.. مكاحلي...خواتمي .. تجاوزت الأربعين... انها تبكيني وابكيها من ظلم أب وقسوة أم ودمار مجتمع..
ضفائري ما عدت أستطيع لملمتها، ألاف الهدايا في جسدي قد بدت بالإضمحلال... أنوثتي ذهبت مع الريح... آه آه أما من رجوع ... أما من أمل في شريك حياة .. أما من أمل لقرة عين... تقوس ظهري وماتت عنده أجمل الوردات ، وجفت أعذب وأنقى الأنهار..
كم وقفت أمام المرايا ، أتأمل أحزاني، وأرى أشيائي تموت عطشاً أمامي ، ودموعي تبلل صدري أسى وحرمان..
تأملت ألعابي ، وهي تكبر مع الأيام..
سريري قد مل مني ، وسادتي لم تعد تشاركني أحزاني ، أحتاج الى ذراع أضع رأسي عليه، أحتاج الى صدر يطفئ ثورات ما يدور في صدري، أحتاج الى صدر يعوضني الحنان ، أحتاج الى من يشعرني بأني أنثى من رأسي الى قدمي..
أحتاج أن أكون أماً، أريد أن أشعر بالأمومة..
أريد أن أكون عروسة.. أريد أن أفرح ..أريد أن أتخلص من عالمي..
أريد أن أتخلص من نفسي .. أريد أن أتخلص من أنوثتي...
بعدها... أخذت دموعي بالتساقط غصبا عني ، لأني لم أجد أدنى ما يقدم لمثل هذه المعاناة ...
اليكم أحبتي معاناة هذه العانس ،
منقول