نزيف الشعر من الشمال

بوابة الشعر من الشمال

الحلقة الثانية عشر

نقبل على عامٍ جديد ونحلم بالياسمين ونحفر من مأساة الحياة في لوحة الوجود كتابات لتخلد كيفما تشاء ذكراها، وهي تجول مداخل الروح، وتتوق لزرع بذرة الحقيقة والسعادة في قلوب.. كم تاقت لنيلها..وتضحي الروح بذاتها في سبيل الأخرين في الوقت الذي فيه الأخرون يدفعوه الى المزيد من العذاب ويستغلون طيبته وسذاجته ليعبروا جسره ويحققوا آمالهم على طراوة عوده..وهو يبتسم لكلّ ذلك وينزف دماً من الداخل.. سعيد بذلك العطاء الذي يقدمه لهم..رغم جراحاته النازفة وجسده الهزيل الذي ما زالت الروح تسري بين جنبيه والعالم من حوله لا يرحمه ..بل يقبلون على امتصاص رحيق الحياة فيه دونما رحمة أو شفقة أو رادع ضمير..

مشوار الحياة ان طال - قصير وأن قصر يطول.. على هذا البدن المضرج بالألم والحلم ..كثيرون ينصحونه بأن يشرب من ماء المطر ليكون مثلهم ولكنه يصر على أن يبقى في عزلة الموت يناشد لحن العطاء وحيداً يمتطي حصانه الذي ما زال في أحسن حال..هو الأخر بات يبتسم له وهو منهمك في رحلته نحو الذات الإلهيه..مرّ عامٌ كاملٌ من المعاناة حروبٌ ولغوبٌ وسغوبٌ وعذاب ضمير كان يختفي وراء غياهب الغيب ولكن ماذا يخفي عام 2007 ..؟!؛ نأمل خيراً..

عيون تنظر بشغف وريبة أيضا لعام 2007 بشغف راجية ان يكون عام تعويض عما لحقت النفوس من معاناة وويلات وكوارث نفسية واقتصادية ومادية بحتة، وريبة من وضع احتمالات قد تعكس وجه الأمل لتزرع ولو وميض من الشقاء.. ويتحقق الحلم الذي ندعو بارئنا أن يتحقق لكي تتفادى الروح الإنسانية خسارة شبابها ورونقها الأخاذ... أنه البكاء الذي يدق ابواب الندم على ما فرطه بحق نفسه وما ألحقه لنفسه من تقلبات الدهر..وفقدان لأم او صديق او عزيز ..،والعمر يقاسي نقصاً كلما تقدم به الزمن فيناشد القلب ربّه بينما يقاسي مرارة الحياة..لقد حمل عام 2006 ما حمل على عاتق الإنسان الشرقي وألحق به ما ألحق، وكذلك الدول حيث الحروب.. والنضال الدؤوب في سبيل العيش بحبور وسرور ونيل الحقوق المشروعة والعدالة والاستقلال ..شعارات تبغي الشعوب أن تحققها بينما تزداد وتيرة النزف والأرهاص ومنغصات تزيد في الطين بلة..

لقد اشرفت بوابة الشعر على الانتهاء ...فهناك بضع حلقات وتنتهي ملحمة الشعر لتبدأ ملحمة أخرى أعد نفسي لها كما أأمل ان تتطهر النفوس وتصفو السريرة وتنقى القلوب من أمراض تعانيها على حقب من الزمن لتنتهي ملحمة الضغينة والحقد والحروب التي تمزق أشلاء القصيدة وتذبح كاهل الكتابات لتعلن براثنها وتطلق حممها دون أن تستشف ماء الحياة الكريمة والشافية لكل أعراض النفس البشرية ..

لهذا أطلق عبقي في مشوار عمري ليصل الصدى إلى قلوب المتعطشين لها ..لتحيا من جديد على مشارف عام 2007 راجيا من المولى الكريم أن يحقق الأمن والسلام والحب ..ويعيد الرب عز وجل الطمأنينة الى النفوس والسكينة الى القلوب بعد رحلة من المعاناة..

(( وكل عام وانتم بخير ))

عبق المشوار

أسمعي صدى صوتي

أرحميني

من تنهداتي...

لعلي أُقبِلُ إليكِ

فيحرقني حبّكِ

فأغرق

في بحر هواك

لا تنقذيني

دعيني أهطل

كقطرة مطر

في المساء

فترتعش

كلّ الأسرار

أتركيني..

وأترك ليلي يتيماً

بلا نهار...

فقد أضناني البين

فيا عمري

في ذاك المشوار

هل ستحيا أفلاك

في ليال السحر..؟!

وأجرامي..

في ليال الشعر..؟!

لأبقى أتفانى

كخرير نهر

تحت ظل الأشجار

في انتظار!!!

لست أدري

*******

أتـراك تشعرين ببحري

وبري ..

بلواعج الحرمان

وعذاب قبري..؟!

أين أنت

يا ملاك الروح..؟!

فمحاولتي زلزلة أهات

تحطمني..

فأستنشق

عبق المشوار..

نفحة عطر

على لحن قيثارة

ترقص كلماتي

وتعلن للعاشقين

ملحمة استنفار..!!

تعالي.....

أطلقي أزهاري

فقلبي ما زال

منتظراً

تلك الأشعار..؟!!

****

أنتَ الروح والجسد

بالله مليكي

هل ينفصل

الروح عن الجسد.؟!!!

اخترت نورك

حياة بعد لحد..؟!

فبأي سر تبوح

سيدي ..!؟....

يا دماً في العروق

برائحة الياسمين أتحد...

فما نفع عرق

يتيم بصورة صحراء

تجسّد...؟!.

أنت الهواء

في رئة العشق المقيّد

يا نسيم صباح

ومسك ورقة

كحبات اللؤلؤ

تتودد...

يا صفاء عينٍ

في قدرٍ مكتوبٍ

يتمدد...

أ هكذا تبغي الوصال..؟!

فتبتعد عن قمري

وتتبدد...؟!

ما لي أراك

نبت ربيع

في حقل الورود تتوسّد..؟!!

كشجرة بلوط

تشتعل في صدري

براكين الشوق

وتتجمّد....

فتبقى كجمرة

بين بلابل تغرد

لحريق في فضاء

يتشدّد...

ترحل العصافير

من أعشاشها

وأبقى أنا

أنتف الماضي

فأرى ملاكاً

بين السحب

يتجدد.....

سأتحدى البشر

فحبكَ يقتحم

سياج قلبي...

بلا أستاذان

لم يكن ذلك

بالحسبان...

وبك استمدُّ

قوةً تخترق

زماناً ومكاناً

بدائرة الموت يتحدّد...

لن أتخلى عنكَ

مهما طال الزمان

فأنت خبزي ومائي

والحنان!!..

وعندما تغرب

أحس الساعة تختفي

كثوان....

فيتلاشى جسدي

على الرصيف

ويتبدّد..

****

عرس هي عفرين .. وعروس هي كمروك..وخرير نهر يلحن أنغام حزنه على مرحلة من الزمن فترتل للأجيال قصتها المطحونة بعجينة الحلال..سحب ذكر تسري مع صدى العشاق في دروب الكمال

خارطة أزلية تخفي خلفها ذكرى أرشيف بين ملفات الجمال

وطن الزيتون ونهر الزيت وأرض التين وجنة في خيوط المحال

شقيقة دجلة وحبيبة فرات توأمان يسريان في الدجى كسفينة نوح ترسو

عند بزوغ الفجر في دلال

عام جديد سيطلّ ليزرع ابتسامته فتنتهي ملحمة الاحتلال... حب يمتطي حصانا أصيلا بعد غياب في دروب الرجاء والانتقال

هي العروس تضحك للعام الجديد

وتبغي أن تنهي ملحمة حزنها بعد رحلة من العذاب ونفوس تزرع الإستغلال

هي عفرين

وكمروك

تعزف ألحان الزهد

عبر الحان نهر

تعرّف عن نفسها

فتضحك لها الأجيال

عروس الشمال

قامةٌ ممشوقةٌ

للأفق ملاك

سحبٌ ترفرف

للذكر

ضحكة نهرٍ

أبتسامة حبٍّ

في جنح الصمت

نشيدٌ عذبٌ

للوجود اللا متناهي

عصفورٌ باسمٌ

تصفيق التمني

موطن الوصال

خارطة الصيف

السرمدي

كيف عمري

بات شجراً..؟!!

وزيتوني

كأنين..؟!!

في نغم أخضر

أرض الفكر الخالد

حمام زاجل

أمسى كمروك

سار فجراً

تأجّج ناراً

كغناء نهرٍ

في سفينة دجله

بنت فرات..!!

كيف تتوّج

عروس الشمال..؟!

لتغني

نشيد الجمال..؟!

أنت فراتي

تألق زهري

أيقونة حبي

طيور خلدٍ

فلسفة وجودي

بزوغ فجر..

شروق شمس

في لحن الكمال

سيمفونية زهدٍ أنت

طقس نوراني

في ندى عمرٍ

لا متناهي

قامةٌ ممشوقةٌ

تألق صبحٍ

حتى ...

بعد موتي

****