هروب مؤقت من المواجهة

اتصل بي الأستاذ محمد الوعيل قبل يومين أو ثلاثة، راجيا مني كتابة مقال أسبوعي في عدد الجمعة من هذه الصحيفة، على أن يقتصر المقال على الشؤون العائلية، وبالتحديد على تجربتي كزوج لأم المعارك (أم الجعافر سابقا)، ونحن في السودان نصنع مشاكلنا بأنفسنا ثم نتهم غيرنا بتصديرها إلينا، ولكن يبدو أن صديقي الوعيل، قرر استغلال المناخ السائد في السودان حاليا من حيث (تقرير مصير جنوب السودان) ثم انفصاله الحتمي، ليصبح دولة جديدة، لدق إسفين بيني وبين زوجتي (الأولى) حتى تطالب بتقرير المصير وربما الانفصال، فلو كتبت عن تجربتي كزوج فإن الكلام سيجيب الكلام، ولو كان الزواج يقوم على نظرة فابتسامة فسلام فكلام فلقاء، فبقاء في قفص الزوجية، فإن الفركشة ـ شأنها شأن الحرب ـ أولها (وآخرها) كلام ..
ولست على استعداد للمجازفة بفقدان زوجتي الأولى، لأن احتمال فوزي بثانية ضئيل، لأسباب لا تخص القارئ، ولو كنت مصريا وقامت زوجتي برد فعل عنيف على الكلام الذي قد أكتبه عنها هنا، فإنني ما كنت سأتردد في بث الرعب في قلبها بأن أرمي كلمة الطلاق عليها : أنت طالئ .. ثم أعيش معها تحت سقف واحد، وكأن شيئا لم يكن، لأن سماحة مفتي مصر «كنسل» كل الطلاقات التي حدثت في مصر على مدى عدة قرون ماضية وعدة قرون آتية، واعتبرها كأن لم تكن!! إزاي يا شيخنا أكون مطلأ مراتي تلات طلآت وتؤول لي، هي لسة مراتك؟ شوف يا ابني .. الطلاق لا يصح إلا بلفظه الصحيح أي عندما يقول الزوج : أنت طالق.
ولست على استعداد للمجازفة بفقدان زوجتي الأولى، لأن احتمال فوزي بثانية ضئيل، لأسباب لا تخص القارئ، ولو كنت مصريا وقامت زوجتي برد فعل عنيف على الكلام الذي قد أكتبه عنها هنا، فإنني ما كنت سأتردد في بث الرعب في قلبها بأن أرمي كلمة الطلاق عليها : أنت طالئ ..
لا أعرف هل أفرح لإخوتي المصريين من الجنسين أم أحزن لهم، فقياسا على فتوى شيخنا، فإنه حتى لو طلق أحدهم زوجته بالعربية الفصحى، (طالق)، فسيكون من حقه استرداد النقود التى دفعها لها كـ «نفأة»، فكما ان الطلاق شيء، والطلاق شيء آخر، فإن النفقة شيء والنفأة حاجة تانية خالص.. وستطالب زوجات تعرضن لـ «الطلاء» قبل سنوات بنفقات مهولة عن الفترات التي بقين فيها بعيدا عن سي السيد الذي «طلأ» ولم «يطلق»، وعلى كل مصري يحسب أنه أدى فريضة الحج، أن يستعد للحج مرة أخرى، بل وأن يحج عدة مرات عن أسلافه الذين مسح سماحة المفتي «حجاتهم» بالاستيكة، فالواحد منهم قال : نويت الحق (بالقاف اليمنية أي الجيم المصرية)، والحق غير الحج. أما المطلقون من المسلمين غير العرب فالمسألة بالنسبة لهم بايظة ع الآخر، بل وبمقتضى فتوى الشيخ فإن كل مسلم ناطق بغير العربية يتزوج زواجا كاثوليكيا لا فكاك منه. فالهندي والباكستاني الذي يقول لزوجته : إنها «تالك»، يستهلك أوكسجينا ع الفاضي، وعلى الخواجة المسلم الذي يستخدم كلمة «ديفورس» للفكاك من زوجته، أن يكتب الكلمة على ورقة ويبلها ويشرب ميتها.. ولكن «حوسة» المصريين أكبر : وأسأل فضيلة المفتي : ما حكم من نوى صلاة الإيام وأدّاها ؟ هل تكون دعوة المصري لأخيه بـ «التوفيء» مستجابة؟ هل من تثريب علي إذا جاءني سائل وأثبت أنه «فئير» فزجرته وطردته وعندي مال يفيض عن حاجتي لأنه ليس «فقيرا»؟ هل من حق مواطن مصري أن يطيل لسانه بالشتم والقذف الذي يجرِّمه القانون على السيد جمال مبارك، ثم يطلع كالشعرة من العجين متعللا بأنه شتم «قمال» وليس جمال؟ ومصيبة أهلي السودانيين أكبر وأفدح. ففي الأسبوع الأخير من كل رمضان فضيل تعلو الحناجر «غائلة» أن ليلة الغدر خير من ألف شهر.
هذا تحريف وتصحيف لا يجوز رغم ان الأذن السودانية تتلقى كلمة «الغدر» : «القدر» لأننا نشقلب الغاف والقين وننسب إلى داروين صاحب نظرية «أصل الأنواع» أنه قال : إن «البغاء» للأصلح، ومبلغ علمي أن دارين قال كلاما كثيرا لم يقبله كثيرون، ولكن حتى أعتى خصومه لم ينسبوا له مقولة تروج للرذيلة.
وهكذا أفلت أبو الجعافر ـ ولو مؤقتا ـ من الفخ الذي نُصِب للإيقاع بينه وبين حرمه، وجمعة مباركة للجميع.
جعفر عباس
جريدة اليوم
6يناير 2011

شجون..

شاكره لك كل الشكر لطرحك وجهودك الواضحه
يعطيك ربي الف عافيه اختي
لكِ ودي واحترامي..

أبــــــــــــــــــو الجعافــر

من أجمل المقالات بالنسبة الي هي مقالات ذالك الرجل
روحه فكاهيه و يصل لمبتغاه
حروفه تجذبني جداً
أشكرك شجون على مقالاتك الرائعه
ولو اني اطمع بوضعها بقسمها الصحيح

مشكووووووووورة ياعسل
فديتك