الإهداءات


العودة   (شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) >

®§][©][ المنتدى الثقافي والأدبــــي][©][§®

> واحة القصص و الحكايات

واحة القصص و الحكايات [ قصص واقعية وروايات خياليه ]

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 02-08-2009, 12:36 AM   #1
افتراضي "عيناها الساحرتان"

"عيناها الساحرتان" - بقلم: الدكتورة ثريا سروجي، حلب، سوريا
احمر وجهها، تلعثم لسانها، ولم تعد تدري بما تجيب. لقد فاجأها حقا. أحس بالحرج عندما رأى ارتباكها. قال: "سأنتظر ردك، فكري بالأمر مليا ثم أعلميني بقرارك" وخرج من الغرفة ليتركها وحيدة مع أفكارها المضطربة وعقلها الحائر.
هل صحيح أنه طلب يدها؟؟ يا إلهي كم كانت تتلهف لذلك! كان يجب أن تستعد لهذا الطلب بل أن تطير من السعادة ولكنها بدلا من ذلك أحست بالارتباك لا تدري لماذا.
كانت شديدة الإعجاب به وتحبه في صمت ولم تكن تتوقع أن يكن لها أي نوع من المشاعر، فهي عادية الملامح، تفتقر إلى الجمال الذي يبهر الأنظار. صحيح أن جميع من حولها يكنون لها الاحترام والتقدير، ويغبطونها على ذكائها وتفوقها ولكنها لم تحظ بكلمة حب أو همسة إعجاب من أحد، ولا غرابة في ذلك فهي تعلم أن الرجل الشرقي يهوى في فتاة أحلامه الجمال والفتنة لا الثقافة والذكاء.
كثيرا ما التقت به في زيارات عائلية، فهو يمت لها بصلة قربى، وظلت تحبس في صدرها حبا دفينا لا تستطيع أن تبوح به لأحد. وكانت تحسب أنه سيعود من فرنسا بشهادة الدكتوراه وبزوجة باريسية حسناء.
كلما تأملت وجهها في المرآة شعرت بالمرارة والأسى. ربما كان ذلك سبب عزوفها عن الوقوف أمام المرآة كباقي الفتيات. وقد تكون هي الفتاة الوحيدة في العالم التي لا تحمل المرآة في حقيبة يدها. كم تتمنى أن تكون ذات وجه جذاب وعينيين واسعتين كعينيه.
لو أمكنها أن تبادل كل ثورتها بعينيين جميلتين لما ترددت ولكن هل يفيد التمني؟
الشك يساورها، لماذا ترك حسناوات باريس وجاء يطلب يدها؟! ألم تستطع إحداهن أن تأسر قلبه؟ قد يكون طامعا في ثروتها، أو راغبا في التباهي بشهاداتها العالية، أو نزولا عند رغبة أسرته، من يدري؟ ولكنه بالتأكيد لا يحبها.
لن توافق على هذا الزواج وإن كانت ترغب به من كل قلبها، لن تنساق وراء عاطفتها، سترفض، نعم سترفض بحزم. لقد اتخذت قرارها.مشت نحو الباب، همت بفتحه، طرقت مسامعها كلمات جعلتها تتوقف رغما عنها.
إنه يتكلم مع والدته، حبست أنفاسها وأصغت باهتمام:
- "أتعلمين يا أمي ما يشدني إليها؟ إنهما عيناها الساحرتان اللتان تشعان ذكاء وحيوية، لقد كانتا لا تفارقان خيالي طوال أيام غربتي، لم تستطع أية فتاة أن تجعلني أنساهما.
خفق قلبها وغمرتها السعادة. كم تمنت في هذه اللحظة أن تتأمل وجهها في المرآة وتمعن في عينيها. هل هما ساحرتان حقا؟ ليتها كانت تحمل مرآة في حقيبة يدها.
دخلت الغرفة مشرقة الوجه، باسمة النظرات، دنت منه، همست له: - "ليس لدي مانع من الارتباط بك، يمكنك مقابلة والدي وبحث الأمر معه"...


مع تحيات ابو فهد

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صالح العريف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 AM.



Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009
استضافة حياة