صلة الرحم...هل تجدها تتكرر في قاموس حياتك؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايها الاحبة الاعزاء في الله

هل يمكننا القول: أن مجتمعتنا تعاني ازمة العلاقات الانسانية ؟
ما يدفعنا الى الاعتقاد بذلك هو افتقاذنا ذلك الدفئ الذي كان يميز العلاقات بين افراد الاسرة الواحدة
وبين الاسرة والاقارب وبين الجار وجاره والزميل وزميله في العمل والصديق وصديقه.
دفئ كان يسري بعروقنا في وقت كان فيه التشيت بصلة الرحم واجبا دينيا واجتماعيا لايمكن تجاوزه
واحترام هذا الواجب هو الذي كان يخلق تكتلا تضامنيا بين الاقراب والاصدقاء .فكان هناك تعايش بينهم
في السراء والضراء
اما اليوم وفي عهد الفتنة فقد اصبح مبدا كل واحد في حاله هو السائد واصبحت زيارة الوالدين او عيادة المريض
او تهنئة قريب او تعزية جار من المواقف التي يمكن تجاوزها بسهولة لدى الكثيرين .
وهذا ما خلق نوعا من الجفاء داخل العلاقالت الاسرية والعلاقات الاجتماعية بصفة عامة
وحتى الزجر الديني الذي يعتبر قطع صلة الرحم من اكبر الكبائر لم يعد يجدي في هذا المجال وهوما اضر
بشكل كبير بالتماسك الذي كان يعرفه مجتمعنا واثر سلبا على طابع التضامن والتكافل الذي كانت الزيارات
المتبادلة في اطار صلة الرحم ترسخه . فاصبح الاقارب والاصدقاء القدامى لايلتقون الا في المناسبات الضرورية
اذا كان هناك حرج وما دون ذلك يبقون كالاغراب.
وحتى اذا كانت هناك حركية في الزيارات المتبادلة او من طرف جانب واحد تجد فضاء المصالح الشخصية
محركها الاساسي.
هذا ما دفعنا الى التساؤل بمرارة عما اذا كان واجب صلة الرحم تحول من عرف قار
وضرورة حتمية الى مجرد مجاملة قد تندرج في اطار النفاق الاجتماعي وقد تقطع هذه الصلة بصفة
منقطعة ودائمة لسبب من الاسباب.
فنكون ازاء جحود وعقوق وصدود في حق من يستحق صلة الرحم بل في حق المجتمع ككل.
فماهي وضعية صلة الرحم داخل اسرنا وداخل مجتمعتنا ؟
وهل مازال الوازع الديني يساهم في الحفاظ عليها؟
اختم موضوعي بقوله تعالى((فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك
الذين لعنهم الله فاصمهم واعمى ابصارهم))
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي;(( انا الرحمان اشتقت من اسمي الرحم
من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته))
وفي حديث اخر((قاطع الرحم لايدخل الجنة ولايشم رائحتها))

الى حين ان القاكم لكم من أسماء السعيدي ارقى واعطر التحية والتقدير