من روائع الدكتور / سلمان العودة
1- حين تنظر إلى أزمة أو كارثة أو حرب ، وتكتفي بأثرها السلبي تكون قرأت وجهاً واحداً هو - فعلاً - مؤذٍ ومرٌّ ومثيرٌ للأحزان، فلِمَ لا تداوي هذا الحزن بجرعة من التفاؤل تستطلع بعض إيجابيات الأزمة وآثارها البعيدة، والتي هي جزء من مفهوم الحكمة الإلهية؟! فليكن إيمانك بحكمة الله وعدله ورحمته أعظم من إيمانك بنظرتك وتحليلك وموقفك ، فتبارك الله الخالق الحكيم الرحيم.
2- الجهد الإصلاحي هو في أن نرفع رايةً واضحة للتعاون والعمل والتصحيح الجاد الذي يستهدف المجموع كله دون أيّة استثناءات ، وما دامت هناك أمة ترغب في البقاء فعليها أن تكون منهمكة في عمل إصلاحي مستمر، والمسلمون ليسوا استثناءً من أي قاموس كوني إلهي.
3- الناس متفاوتون في درجات الفهم ومراتبهم في ذلك بعدد أنفاسهم وبما لا يحصيه إلا الله -عز وجل- إذ لو كانت الأفهام متساوية لتساوت أقدام العلماء والفقهاء في العلم وما كان للفهم خِصّيصة يمدح بها صاحبها أو تذكر في موضع الثناء.
4- ثمة اختلاف ، وثمة خطأ وصواب ، وراجح ومرجوح ، وحق وباطل، بيد أن الحق يحتاج إلى نفوس كريمة تحمله ، وأدوات شريفة تدافع عنه ، وعقول نيرة تفهمه ، وإلا فيرحم الله من قال خيرًا فغنم، أو سكت فسلم.
5- أهواء الناس ومقاصدهم لا تتناهى، وحمل المجتمع على هوى فئة أو أخرى ليس رشيدا، ولا ممكنا أصلا ، ويبقى الحل الصحيح -في نظري- هو الاستعداد لفهم الآخرين بصورة صحيحة ، ومحاورتهم بحكمة وهدوء، والتسليم بحق الاختلاف ضمن المرجعية الشرعية الواسعة ، والاتفاق على حفظ مصالح البلد وأهله ، والوضوح في التعامل بعيدا عن المكايدات والحيل الخفية.
6- التكلف .. امتحان اجتماعي يجعل العلاقات المتبادلة ضرباً من الأشكال الخاوية ونوعاً من المجاملات السلبية التي تسلب السكينة والهدوء والراحة، وتحوّل التعامل البشري إلى مجموعة من المظاهر التي تفتقد الصلات الروحية والفهم المقاصدي للأخلاق بين المسلمين بل بين بني الإنسان ، فرسولنا عليه السلام أمره ربه في التعامل حتى مع المشركين أن يقول قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين .
7- إنه ليس من أمانة العلم أو الديانة أن أجعل ما رزقني الله من القرآن أو الحديث وسيلة لكسب معركة مع آخرين ، وأن أتعزز به ضدهم ، وأن أشيح النظر عما يحدثه هذا في نفوس كثير من الضعفاء وقليلي المعرفة بالنصوص أن ينكروا النص ، وهو صحيح ، أو يسبوا ، أو يبغضوا.. وقد قال لنا الحكيم العليم جل وتعالى في شأن المشركين وآلهتهم: وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ
8- إن الانفتاح بين الأمصار االإسلامية ضروري في تصحيح الصورة الذهنية المنقولة ، كضرورته في تغيير الأوضاع القائمة ، وإحداث التأثير الإيجابي المتبادل ، وأنه في جو العزلة والانغلاق تشيع الظنون ، وتكبر الأحداث الصغيرة ، وتتسع الهوّة والفجوة ، ويفقد الناس المعلومات فيلجؤون إلى الشائعات ، أو الحقائق الجزئية ليعتمدوها في تكوين النظرة الكلية.
9- حين نبالغ ونعتبر أن الغرب هو المسؤول عن تخلفنا فإن هذا معناه أننا كفرنا بذواتنا وقدرتنا على التغيير والمواجهة ، وكثيرا ما أتساءل: لو أن العالم كله نفض يده منا نحن العرب والمسلمين وتخلى عنا نهائيًا فلا خير ولا شر، هل سيتغير الشيء الكثير؟
10- حين نبالغ ونعتبر أن الغرب هو المسؤول عن تخلفنا فإن هذا معناه أننا كفرنا بذواتنا وقدرتنا على التغيير والمواجهة ، وكثيرا ما أتساءل : لو أن العالم كله نفض يده منا نحن العرب والمسلمين وتخلى عنا نهائيًا فلا خير ولا شر، هل سيتغير الشيء الكثير؟
11- قد يتضاعف عدد الأمة البشري وثرواتها الاقتصادية وقد يتزايد عدد المتعلمين والحاصلين على الشهادات العليا ، وهذا لا يعني أن النهضة قادمة ، ما دمنا لا نملك مشروعاً له رؤيته ولا نستطيع قياس التقدم أو التخلف وفق معايير صحيحة.
12- عندما يموت بعض المسلمين المخالفين، يقولون عنه فلان مات إلى جهنم وبئس المصير أما يخشى العبد أن هذه الكلمة توبق دنياه وآخرته وتحبط عمله عند الله ، وأن يقول الله عز وجل قد غفرت له وأحبطت عملك كما في صحيح مسلم.
13- غيّر رؤيتك وتصوراتك عن المواقف التي تعرض لك وستتغير انفعالاتك إزاءها.. يا صديقي .. لا أحد من الخلق يستطيع أن يغضبك أو يحزنك دون إرادتك!
14- من العبر أن يتهم المرء رأيه ، نعم ، له أن يقتنع به ولابد ، وأن يعرضه ، وليتحمس له في حدود المعقول المألوف ، دون أن يجعله الحق الذي يرد الناس إليه ، فقد تكون أتيت من قبل إصرارك على أنموذج خاص لاترى الحق إلا من خلاله ، ولا تبصر النجاح إلا فيه ، وغاب عنك ماهو أنجع منه وأسنع .
15- من عقبات الزواج ، ذلك الشاب الذي يطالب بامرأة جميلة ، والجمال عنده هو ما اعتادت عينه على مشاهدته في الأفلام والمسلسلات والشاشات ، يريدها بيضاء طويلة صغيرة ، يريدها في جمال الممثلات ، وتقوى الصحابيات ، وغنى المليونيرات، دون أن يكلف نفسه ، عناء التأمل في حاله هو، أو أن ينزل إلى أرض الواقع ، وليس الأحلام.
16- البعض يطلق كلمة تمييع الدين كأن دين الله هو علبة آيس كريم ، إذا جاء عليها حر بسيط ذابت! وذلك خطأ لا يليق، فديننا قوي وثابت ومتين ، واستطاع أن يستوعب أكثر من 1400 سنة، وهو في ازدياد واتساع واتساق ، وقد جاءت حروب المغول والتتار والصليبيين والاستعمار ومحاولات صد وتشويه وشبهات ، وظل هذا الدين قويًا ثابتًا عزيزًا منيعًا بفضل الله تعالى ورحمته، والله سبحانه يقول إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون .
--
يقول أبي منصور الثعالبي: "من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب رسوله أحب القرآن ومن أحب القرآن أحب العربية"؛ لأن القرآن نزل بها ومن الشرف العظيم والمجد المنيف لهذه الأمة أن كتابها عربي ونبيّها عربي، ولكن المتسوّلين على أبواب الأجنبي والمتطفلين على موائد الغير يرفضون هذا الشرف ويفرّون من هذا المجد.