"جزمة الكرامة" في المزاد بـ10 ملايين دولار التاريخ لن ينسى بطولة الزيدي
حدث 2008 الذي لعب دور البطولة فيه الحذاء الذي ألقاه الصحفي العراقي منتظر الزيدي على الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة بغداد ، يبدو أنه لن يقف عند حدود التعبير عن الشماتة في بوش من خلال الأقوال فقط وإنما من خلال الأفعال أيضا ، حيث خرجت من السعودية مبادرة قد تكون بداية لتدشين الدعوات التي أطلقها بعض المواطنين العرب لإنشاء متحف خاص لـ" جزمة الزيدي " ، بل وفي حال تحقيقها فإن هذا الحذاء قد يدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية خاصة وأن محاولات شرائه بدأت بملبغ خيالي يفوق أي تصور .
محيط - جهان مصطفى
فقد عرض المواطن السعودي حسن محمد مخافة الذي ينتمي إلى قبيلة عسير شراء حذاء الزيدي بعشرة ملايين دولار أمريكي، ومع أن هذا المبلغ الضخم قد يجعله عرضة للإفلاس ، إلا أنه قلل من أهمية هذا الأمر ، قائلا إنه يمتلك عقارات وأراضي كثيرة في منطقة عسير التي تقع جنوب غربي السعودية تزيد قيمتها على المبلغ المعروض ، كما أن وجهاء ومشايخ في قبيلته الكبيرة عبروا عن تضامنهم معه، والمساهمة في شراء الحذاء فيما لو وصل ثمنه في المزاد أكثر من ذلك .
وأضاف المواطن السعودي البالغ من العمر 60 عاما ويعمل مدرساً أن المبلغ جاهز لديه، وسيقوم بتسليمه مقابل حذاء الزيدي، الذي يعتبره أغلى من كل عقاراته وأملاكه، مؤكدا أنه فتح بذلك مزاداً على ما اعتبره "وسام الحرية" الذي سيورثه لأولاده ليصبح مزارًا تاريخيا.
وسام الشجاعة
ويبدو أن الأمر لن يقف عند وسام الحرية ، فقد أعلنت عائشة ابنة الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيسة جمعية "واعتصموا" للأعمال الخيرية عن منح "وسام الشجاعة" للصحفي العراقي منتظر الزيدي ، قائلة في بيان لها :" الزيدي قال من خلال ذلك صراحة لا لإنتهاك حقوق الإنسان وعبر عن موقفه بقذف حذائه على وجه الرئيس الأمريكي جورج بوش" .
واستطردت تقول إن قرارها بمنح الزيدي وسام الشجاعة يأتي إنسجاما مع أهدافها في المجالين القانوني وحقوق الإنسان ، مطالبة المنظمات الدولية والحقوقية بالتضامن مع الصحفي العراقي والضغط على الحكومة العراقية لإطلاق سراحه فورا وعدم توجيه أية تهمة له.
متحف عالمي
ويتواصل التكريم للزيدي في العالم العربي ، حيث دشنت مجموعة من الشباب المصري على موقع "الفيس بوك" حملة شعبية للإفراج عن منتظر ولإقامة متحف عالمي يوضع فيه حذاءه الذي قذف به بوش .
وقال أعضاء المجموعة:"في الوقت الذي نجد فيه متاحف عالمية للآثار والمعادن ومتاحف الشمع ومتاحف للأسماك ومتاحف زراعية، بالإضافة لمتاحف مخلفات الحروب وغيرها، وفي الوقت الذي تُقام مزادات عالمية لأقلام ونظارات وأوراق بل قصاصات ورق وقطع قماش لمشاهير وشخصيات أقل شهرة على مستوى العالم، ألا يستحق أن يوضع الحذاء الذي ضرب بإحدى فردتيه رمز أكبر رئيس دولة في العالم، وضرب بفردته الأخرى رمز وعلم أكبر دولة بيقولوا عنها أنها القوة العظمى، في مكان يليق به؟!".
مظاهرات تأييد
وبجانب ما سبق ، تتواصل مظاهرات التأييد للزيدي في العراق ، حيث خرج آلاف العراقيين إلى شوارع بغداد للمطالبة بإطلاق سراحه فورا ، كما توجه آلاف المتظاهرين صوب نقابة الصحفيين العراقيين شمالي بغداد، وهم يحملون لافتات تؤيد تصرف الزيدي. مظاهرات تأييد للصحفي العراقي
ومن جانبه ، أعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أن نحو 200 محام عربي وأجنبي أبدوا استعدادهم للدفاع عن الصحفي العراقي، واصفين إياه بالبطل .
حدث 2008
وكان الزيدي (29 عاما) قد قام برشق فردتي حذائه باتجاه الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقده الأخير مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في المنطقة الخضراء ببغداد يوم الأحد الموافق 14 ديسمبر
فردة الحذاء الأولى مرت بمحاذاة رأس بوش ، الذي انحنى وتفاداها ،
أما فردة الحذاء الثانية فأصابت العلم الأمريكي خلف بوش، دون أن تسقطه ، وفي هذه اللحظة خاطب الزيدي الرئيس الأمريكي ، قائلا :"هذه قبلة الوداع يا كلب".
هذا التصرف الذي اعتبر حدث 2008 بامتياز ، قوبل بفرحة وسعادة غير مسبوقة في العالم العربي ، حيث اعتبر بمثابة تشفي من هذا الرئيس الأمريكي الذي خاض حربين ضد أفغانستان والعراق أودتا بحياة نحو مليوني شخص وتسببتا بتشريد ملايين آخرين ، بالإضافة إلى انتهاكاته الواسعة لحقوق الإنسان في جوانتانامو وسجن أبو غريب.
وفي العراق الجريح ، أثار الموقف عاصفة من النكات والتعليقات الساخرة من قبيل " بوش يأمر بنشر درع صاروخي مضاد للجزم والمالكي يصدر قرارا بمنع لبس الأحذية (القنادر) في المنطقة الخضراء".
ويجمع المراقبون أن حدث 14 ديسمبر 2008 سيظل درسا قاسيا لكل حاكم تسول له نفسه البطش في الأرض وانتهاك سيادة وحقوق الآخرين.