بسم الله
، والحمد لله
، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد ... الأحبة في الله تعالى
بشارات عديدة حملها إلينا يومان من رمضان ، اللهم بارك وأعن ويسر بالخير ،
ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، السباق اشتد ، والمنافسة في أوجها ، والمتقربون
أراهم يرفعون شعار " لن أرضى بالدنية " يسارعون ويسابقون في الخيرات ،
وهم لها سابقون
فإياك أن يرحلوا وأنت في مكانك لا تتحرك ، من ينافس من قاربوا الانتهاء من
الختمة الثانية ، من ينافس من صار وردهم كورد أبي هريرة (12 ألف )
تسبيحة أو استغفارا ، من ينافس من يكتبون كل يوم من المقنطرين فصار
وردهم (1000 آية ) في القيام يوميًا ، اللهم بارك في عباد صالحين ، ونعوذ
بالله من حسرات عباد غافلين حتى الآن .
إخوتاه ..
توقفت عند هذه الآية ، وجعلتني أتعبد ربي بحسن الظن وحسن الرجاء لعلنا
جميعًا ندخل تحت فضلها .
يقول الله تعالى في شأن نبيه يونس :
" فاجتباه ربه فجعله من الصالحين "
قالَ الرَّاغبُ الأصفهاني : الاجْتِباءُ الجَمْع على طَريقِ الاصْطِفاءِ ، واجْتِباءُ اللَّهِ
العِبادَ تَخْصِيصُه إيَّاهُم بفَيْضٍ يَتَحَصَّل لهُم منه أَنْواعٌ مِن النَّعَم بلا سَعْيِ العَبْد ،
وذلكَ للأَنْبياءِ وبعضِ مَن يُقارِبهم مِنَ الصِّدِّيقِين والشُّهداء .
هل تعرفون ماذا يعني هذا ؟
معناه أننا ونحن في هذا الزمان الفضيل ، قد يمن الله علينا بفيض من رحمته ،
فيجعلنا من الصالحين ،
يصلحنا الله في ليلة ، لم لا ؟
وإن كانت أعمالنا قاصرة ، وإن كان جهدنا لا يكافئ النعمة ، لكن قد يجتبينا ،
وهذا ظننا بربنا ..
دعونا اليوم نتعبد بعبودية حسن الظن والرجاء ، ليكون منها الباعث على العمل
لا للكسل .
ولذلك واجبنا اليوم سيصب في هذا المعنى :
اليوم " كن من الشاكرين " واستمطر الرحمات ولا تكن من القانطين ، وصحح
المسار ، ولا تكن من الزائغين ، وزد في طاعتك ولا تكن من المتكاسلين .
روى الطبراني وحسنه المنذري والألباني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال :
قلت يا رسول الله أوصني .. قال عليك بتقوى الله ما استطعت ، واذكر الله عند
كل حجر وشجر وما عملت من سوء فأحدث له توبة السر بالسر والعلانية
بالعلانية .
إنها وظائف ثلاث :
(1) اتق الله ما استطعت ، راقبوا قلوبكم أثناء العبادات ، وحال الغفلات ،
واغرسوا معاني المراقبة ،
وتذكروا " ويحذركم الله نفسه "
(2) ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الرحمن ، اذكر في كل الأحوال ، لا تفتر عن
هذه الوظيفة المنشطة للقلب .
(3) جدد توبتك ، وتذكر أعمالك السيئة ، صنعت ذنبا في السر أحدث له عملا
صالحا في السر الآن في هذا الوقت سريعا ، صنعت ذنبا في الجهر أحدث له
عملا صالحا جهرا ، لتلقى الله بالقلب السليم .
إلى كل من يعانون من ظروف قاسية :
(1) استعن بالله ولا تعجز .
(2) اصلح فيما تستطيع يهب الله لك ما لا تقدر عليه .
(3) ليس المهم كم الأعمال المهم أثرها ، فقد تبلغ باليسير الأجر الكبير ، فقط
أروا الله من أنفسكم عبودية الرضا والصبر والاحتساب ، والاهتمام بالقرب ،
والمجاهدة في تلك الظروف ،
والله لطيف بعباده ، والله رؤوف بالعباد وإلى الله المصير
::::::::::::::::