الموضوع: من هو الصعلوك
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-01-2010, 01:13 PM   #14
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية الشميلاني
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
الشميلاني is on a distinguished road

افتراضي رد: من هو الصعلوك


قال الطرماح يصف ناقتة :
ذات شنفارة إذا همت =الذف بماء عصائم جسده
أراد أنها ذات حدة في السير وقيل ذات شنفارة أي ذات نشاط و الشنفار الخفيف مثل به سيبويه وفسره السيرافي وناقة ذات شنفارة أي حدة ، و الشنفرى اسم رجل ،
الشهرة والوضوح ، وهذا المعنى هو أقرب المعاني إنطباقاً مبني ومعني على الشنفرى .
لنسترسل قليلاً مع إبن خيار وهو يبحث عن الشنفرى من وادٍ إلى واد ومن جبلٍ إلى جبل وهو يصف ما واجه بقوله :
بحثت عنه كثيراً في سوق حباشة ظللت أتفرس في وجوه الناس ابحث عن ذي الشفتين الغليظتين ..!!
وفي بطحــان بحثت عن ذي النقـزتان التي عجز عن تحطيم رقمها القياسي حتى الآن كل أبطال القفزة الثلاثية من شرق الأرض إلى غربها مررت بسوق ذي مجاز فوجدته يباباً خلي الفؤاد والمهاد قرعت سني ندماً وأسفا فكم كنت أمني نفسي بساعة من نهار مع شاعر الأزد
[ الشـــنفرى ] عدت أدراجي وأنا أندم من الكسعي سلكت طريقي آيــبـــاً نحــو الجنوب إلى دياره ، ديار الأزد وأنا لا أ حمل إلا الحسرات والندم والإحبــاط وحينما تخطيت ديار بجيلة ظل بصري معلق بكل قنة جبل ، يحدوني بصيص أمل، وأنا أردد بيته المشهور:
لعمرك ما في الأرض ضيق على أمريء = سرى راغباً أو راهبــاً وهو يعقــل
وحين توغلت في ذرا دوس تذكرت وادي حظــوة فسلكت طريقها وقبل أن أخوت بشعابها سمعت الشنفرى فوق علياء يغني:
فضج وضجت بالبراح كأنها = وإياه نوح فوق علياء ثكــل
فغنيت بأعلى صوتي :
ألالاتعُــدني إن تشـــكـّيت خُلـّتي=شفاني بأعلى ذي البـُريقـَين عَـدوتي
وإنّـي لحــلو إن أريدت حَـلاوتي *= ومـُرّ إذا نفـس العـزُوف استمرتِ
أبـيّ لمــا أبــى ســريع مباء تـــي = إلى كل نفـس تنتـحي في مسرتي

كانت هذه الأبيــات هي المفـتاح الذي استطعت أن انفذ بها إلى قلب الشنفرى فاسترعي انتباهه ، دعاني إلى الجلوس فجلست إلى جواره فوق صخرة عالية تمعنت في وجهه وأطلت النظــر فوجدت رجــلاً حسن الصورة [ عــادي الشــفتـيـن ] ليس وسيماً ولا قبيحا وجه قمحي كلون حنطة فرعة دوس وهامته شامخة كشموخ قممها يغطيه شعر أبيض متروك على سجيته فســألني من أنت ..؟؟
فقلت له أنا ابن خيار ...!!
لم يتركني أكمل ، التقط الكلمات من فمي وأكمل :
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
أتـمـم البيت وهو يبتسم.
فاسرعت بســـؤاله:
أما زالت مطيـُّـك راحلة ياثابت؟؟
قال وقد اخرج من صــدره زفرة ســاخنة :
أما الأن فــــــلا وأردف قــائلا :
وإني كفــاني فقـد مـن ليس جــازيـــاً = بحُسنى ولا في قربه متعــلل
ســألته انت الأن في دوس فأين ولدت ؟ وأين عشت ؟
عشت بداية حياتي في ثلاث قبائل فقبيلتي هي الحِـجـْر ثم انتقلت إلى بني شـبـّابة بن فهم ثم انتقلت إلى بني سلامان وعشت في كنف رجل طيب حتى ظننت أنني ابنٌ له وكنت أعيش معه ومع ابنةً له يقال لها قعسوس وكأني واحد من بني سـلامان بن مفرح أما بقية حياتي فكانت برفقة خالي تأبط شرا والبراق وعدد أخر أمثالي ممن احتوتهم تنائف جبال السراة وشعابها.
ولكنهم يقولون انك عشت مابين يثرب ومكة وفي أعماق الصحراء المترامية الأطراف ..!!
يضحك الشنفرى ساخراً ويقول : ألم تتغنى بأشعاري كما كان يفعل أهل زماني ..؟؟
قلت له : بلى لقد قرأت وحفظت بعضهــا
وعــلامَ دلتــــك ..؟؟
دلتني على أن مرابعك كانت تمتد من سوق حباشة في تهامة حتى بطحــان ومنحل والعصداء وبجيلة وعصنصر والعوص في سراة الحجــاز وسوق ذي المجاز ومنى وأرض هذيل وأخبرني بعض الرواة المنصفين أن أخوالك هم قبيلة بني عدوان الذين كانوا يستوطنون مايسمى اليوم [ قرى معشوقه ] أســافل وادي بطحــان الذي كنت تفضل جنا أليفه والذي قيل أنك أسرت به وفيه ختمت حياتك .
مادام شعري ينطق بهذا فلم تســألني أين عشت ..؟؟
أسألك ليطمئن قلبي وقد كثر المجتهدون والمؤلفون عنك وكلهم يدعي صدق روايته وكلهم يدعي العلم والمعرفة عن سيرتك وحياتك ومع ذلك يؤكدون خـــطــأً انك عشت بعيدا عن هذه المنطقة.
حياتي وأصلي ودياري يتحدث عنها شعري اسمع ماقلت :
بريحانة من بطن حلية نورت = لها أرج ماحولها غير مسنت
----------------------------------------------------------
ثلاثا على الاقدام حتى سمابنا = على العوص شعشاع من القوم محرب
-------------------------------------------
وإني لأهوى أن ألف عجاجتي = على ذي كساء من سلامان أو برد
وأصبح بالعصداء أبغي سراتهم = وأسلك خلا بين أرباع والسرد


---------------------------------------

قتيلي فجار أنتما إن قتلتما = بجوف دحيس أو تبالة يا اسمعا
-----------------------------------
فإلا تزرني حتفتي أو تلاقني = أمش بدهر أو عذاف فنورا
أمشي بأطراف الحماط وتارة = تنفض رجلي بسبطا فعصنصرا
وأبغي بني صعب بن مر بلادهم = وسوف ألاقيهم إن الله يسرا
ويوما بذات الرأس أو بطن منحل = هنالك تلقى القاصي المتغورا

-------------------------------
وما شــأنك مع قعسوس ..؟؟
قعسوس هذه إبنة السلاماني - الطيب الشهم الكريم – الذي عشت طفولتي وشئ من شبابي في أكنافه ، قلت لها يوماً ( اغسلي رأسي يا أخيه ) فصكت وجهي ثم سعت إلى أبيها فأخبرته فخرج إلي ليقتلني فوجدني أنشد :
ألا ليت شعري والتلهف ضـــــلة = بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي = ووالـــدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا = وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها

فقال لي : لولا أني أخاف يا شنفرى أن يقتلني بني سلامان لأنكحتك ابنتي فقلت : علي إن قتلوك أن أقتل منهم مائة رجل فزوجني ابنته وأخلى سبيلي ثم أخبرتني أمي فيما بعد أنني كنت مستعبداً عندهم بالإضافة إلى أن والدي مات قتلاً من قبل كما قتل والد زوجتي فيما بعد وكان لهذه الأحداث أثر كبير في نشوء الغضب في نفسي فاتخذت من الصعلكة أسلوباً للحياة أعيش في نتائــف جبال دوس بصفة خاصة وسراة زهران بل كل السراة بصفه عامة وكنت معروفاً بسرعة العدو حتى ضرب العرب بي المثل فقالوا : ( أعدى من الشنفرى ) والقرى التي تعرفونها الآن بيضان والعصداء ومنحل والسرد وغيرها وقبيلة بجيله ( بني مالك ) وتبالة كانت مسرحاً لعملياتي ، فوق قممها الشماء وفي بطون أوديتها الخصبة ومرابعها الجميلة وحول مياهها العذبة أنشدت أحلى أشعاري ومنها قصيدتي التي أسميتموها فيما بعد ( لامية العرب ) والتي أقول في مطلعها :
أقيموا بني أمي ، صــدورَ مَطِيكم = فإني ، إلى قومٍ سِـــــــواكم لأميلُ !
فقد حـمت الحـاجـاتُ ، والليلُ مقمرٌ = وشُـــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـيقٌ على أمرئٍ= سَـــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

وكان الشنفرى يريد أن يستمر في إنشادي قصيدته ذات ال68 بيتاً لكني استمهلته بقولي له :
مهلاً فحديثي معك سيطول ويتشعب ولدي الكثير مما أود التعرف عليه منك شخصياً والوقت قد لايسعفنا مع أن اعتزازي بك وبأدبياتك التي أوردتها في قصيدتك دفعني للبحث عنــك للقائك والتحاور معـــك وكم يسعدني مرافقتك ولو لهنيهات قصيرة .
تبسم وقال :
هـــات ماعندك .
كيف قبل الســلامي أن يزوجك ابنته وأنت أســود ..!![هجـيـــن ] ..!! ومن [ أغــربة العــرب ] كما يقولون..؟؟
ســــود الله وجــه من ســــود وجــهي ..!!
لقد استدلوا على ذلك من كــلامك وأشــعارك
كيــــف ..؟؟
حين أطلقت بيتك المشـهور:
ألا ليت شعري والتلهف ضـــــلة = بما ضربت كف الفتاة هجينها
أولاً : انتم تقرؤون البيت الأول وتهملون ما بعده من أبيات ثم أنكم تناسيتم المعاني الأخرى لكلمة هجين لأنه قد شاع عندكم فقط معنى واحد لكلمة هجين دون بقية المعاني الأخرى ففي قواميس اللغة أن [ الهجان من الإبل البيض الكرام ] وأن [ الهجان الخيار وامرأة هجان كريمة من نسوة هجائن وهي الكريمة الحسب لتي لم تعرق فيها الإماء تعريقا ]
و [ ورجل هجان كريم الحسب نقي وبعير هجان كريم ]
قال ابن حمزة : الهجين مأخوذ من الهجنة وهي الغلظ و الهجان الكريم مأخوذ من الهجان وهو الأبيض و الهجان البيض وهو أحسن البياض وأعتقه في الإبل والرجال والنساء
ويقال خيار كل شيء هجانه قال وإنما أخذ ذلك من الإبل وأصل الهجان البيض وكل هجان أبيض و الهجان من كل شيء الخالص.
وأنشد :
وإذا قيل من هجان قريش = كنت أنت الفتى وأنت الهجان
والعرب تعد البياض من الألوان هجانا وكرما
وأنشد :
ابنوا على ذي صهركم وأحسنوا = ألم تروا صغرى اللقاح تهجن
أهلهم أهجنوهم أي زوجوهم صغارا يزوج الغلام الصغير الجارية الصغيرة
ويقال للقوم الكرام إنهم لمن سراة الهجان
وقال الشماخ:
ومثل سراة قومك لم يجاروا = إلى الربع الهجان ولا الثمين
الهجان الخيار من كل شيء و الهجان من الإبل الناقة الأدماء وهي الخالصة اللون والعتق من نوق هجان و هجن و الهجانة البياض ومنه قيل إبل هجان أي بيض وهي أكرم الإبل
وقال لبيد :
كأن هجانها متأبضات وفـــ = ـــي الأقران أصورة الرغام
و من الا بل البيض والبيضاء والرجل الحسيب ويقال للقوم الكرام إنهم لمن سراة الهجان ونخلص مما سبق إلى المعاني المؤكدة التالية:
البيض الكرام ، الهجان الخيار ،المرأة الكريمة الحسب ، ورجل هجان كريم الحسب ، و الهجان البيض وهو أحسن البياض وأعتقه في الإبل والرجال والنساء ،و خيار كل شيء هجانه ، و الهجان من كل شيء الخالص.
والعرب تعد البياض من الألوان هجانا وكرما
وثانيــاً :
تذكر أنني قلت شعري هذا وأنا مازلت صغيراً لم أتزوج قعسوس بعد
أ
لا ليت شعري والتلهف ضـــــلة === بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي === ووالـــدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا === وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها

وثالثــــا :
فقد ورد في كتبكم نصوصاً كثيرة ًمؤداها:
( فكان الشنفرى في بني سلامان لاتحسبه إلا أحدهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره وكان السلامي أتخذه ولداً له )
فلو كنت أســوداً من فصيلة [ العبيــد ] فهل ســأكون بينهم ولا تحسبوني إلا أحــدهم وأين سيذهب الإعتقــاد من اللون الأسود وكيف سيتخذني السلامي ولداً له لو كنت أسود اللون .
وممتى كان العرب يجعلون عبيدهم أبنــاءً لهم ألم يتنكر كثير من العرب لأبناءهم من أصلابهم لأنهم سود البشرة ..؟؟
ألم يفعلوا ذلك مخــافة العــار ..؟؟
فما بالك بمثلي ممن لم يكن من صلب السلامي ولا من جاريته ولو لم أكن من أحرار العرب فهل كان السلامي العربي الأصيل سيتبناني أو يزوجني إبنته قعســوس لولم يعلم أنني من سراة الحـــجر أم أن العبيد عندكم اليــوم هم الســادة ..؟؟
سادت في فترة من الفترات مقولة تنسب قصيدتك [ اللاميــة ] إلى غيرك وبالذات إلى خلف الأحمر الأعجمي الذي عاش في القرن الثاني الهجري وكان ذلك صورة من صورالصراع الذي ساد بين العرب والعجم في العصر العباسي وتبعه في العصر الحديث بعض المستشرقين الذين يشكون في نسبة هذه القصيدة إليك حتى أن اشهر من جمع القصائد العربية في سفر يعد الأشمل وقد وسمه بإسم [[ الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ]] لم يضم كتابه قصيدتك اللامية ومن إسمه أستطيع أن أصنفه ضمن من ذكرت لك .
انفعل الشنفرى وبدت على ملامحه عوامل الغضب الشديد وسألني من أي قبيلة أنت ..؟؟
فأخبرته بأني أزدي من قبيلة غامد التي ترتبط بجوار ودم مع قبيلته زهران وظننت أنني حين ذكرت له ما ذكرت سيخفف من إنفعاله وغضبه لكن ثورته ازدادت
وقال ألم تسمع بقبيلة دوس ..؟؟ ألم يتضمن شعري أسماء الأماكن التي كنت أغدو وأعدو فيها ..؟؟ الم تؤرخوا لحياتي ثم كيف تصدقون تلك الأكاذيب ..؟؟ بالرغم من أن تلك القرى ما زالت حتى اليوم تحمل نفس الأسماء وماتزال قائمة بذات الأماكن ومنها وادي دحيس والتي تقع فيه قريتا الشطبة والاشتاء وقرية السرد التي أقول عنها في إحدى قصائدي
كأن قد فلا يغررك منـي تمكثـي===سلكت طريقاً بين يربـع فالسـرد
وإني زعيم أن تلـف عجاجتـي===على ذي كساء من سلامان أو برد

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

صورة توقيعك الأصلية

الشميلاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس