عرض مشاركة واحدة
قديم 07-08-2012, 09:24 AM   #1
 
الصورة الرمزية بدر الشمال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 16,428
بدر الشمال is on a distinguished road
افتراضي ما أشبه الليلة بالبارحة

ما أشبه الليلة بالبارحة

بقلم : أحمد العنزي أبو عبير



ما أشبه الليلة بالبارحة، هي ما يتراود إلى الذهن حينما نشاهد ما حل بإخواننا في سوريا، من دمار ونكبات متتالية وقتل وسفك للدماء، وهتك للأعراض دون مبالاة، وخروج المسلمين إلى المساجد، والدعاء هو نفس المشهد الذي سنراه من خلال هذه الأسطر، فالتاريخ يعيد نفسه ولنا في الأمم السابقة عبرة وعظة، وسنة الله في خلقة حتمية لا محالة (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).وما معركة ( شقحب) التي كانت بالأمس إلا صورة متكررة يعيدها لنا التاريخ من جديد، وهي بشارة خير أزفها لجميع من تقطع قلبه على الأطفال والنساء والشيب في سوريا، ولكل من على صوته بذكر الله ودعاه بقلب صادق خاشع، ولك أرملة فقدت زوجها ولك طفل فقد أباه، أزفها لكل من انتمى إلى دين الحق.
فقد فصل ابن كثير وغيره من المؤرخين في معركة شقحب وهو سهل بالقرب من دمشق في سورية، فبعد سنتين من انسحاب التتار، سنة 702هـ عاد التتار إلى بلاد الشام من جديد ، فاضطرب الناس ، واشتد خوفهم ، وقنتوا في الصلوات، فجاءت قوة من التتار فيها سبعة آلاف مقاتل ، فتصدى لها جماعة من أبطال الشام عددهم ألف وخمسمائة ، فنصر الله جنوده الأبطال، وقتلوا خلقاً من التتار، وآسروا آخرين.
ووصل التتار إلى حمص، ثم ساروا إلى بعلبك ، واقتربوا من دمشق ، فاشتد خوف الناس، وتأهب أهل دمشق للفرار. فنودى في دمشق أن من خرج منها حل ماله ودمه واجتمع الأمراء والعلماء في دمشق فتحالفوا على الجهاد ، وكان شيخ الإسلام يطمئن الناس ، ويحلف لهم أنهم سينصرون ، فيقولون له : قل إن شـاء الله . فيقـول تحقيقاً لا تعليقاً .
م بدأ بعض الناس يشككون في شرعية قتال التتار لأنهم يظهرون الإسلام ، فأصدر ابن تيمية فتواه في وجوب قتال التتار ، وكان يقول للناس : " إذا رأيتموني في ذلك الجانب (جانب العدو ) وعلى رأسي مصحف فاقتلوني " فتشجع الناس للقتال ، وقويت قلوبهم .
وفي أواخر شعبان ، خرج رجال الشام الأحرار الأبطال من دمشق لمواجهة التتار، ووصل الجيش المصري بقيادة السلطان الناصر محمد بن قلاوون والخليفة المستكفي بالله ، والتقى بالجيش الشامي في مرج الصُّفَّر ، وأفتى شيخ الإسلام ابن تيمية بالفطر في رمضان ، وكان يدور على الأمراء والجند ومعه شيء يأكل منه ، ليعلموا أنه قد أفطر .
ولما علم التتار باجتماع الجيوش الإسلامية ، انحرفوا عن دمشق ، واتجهوا إليهم .
وحانت المعركة، وضج المسلمون في دمشق بالدعاء في المساجد والتراويح ، وكان الخليفة والسلطان والقراء يمرون بين صفوف الجيش ، يشجعون الجند ، ويقرؤون آيات الجهاد والاستشهاد ، وكان الخليفة يقول : دافعوا عن دينكم وعن نسائكم .
ثم التقى الجيشان في موضع يقال له ( شَقْحَب ) وهو الطرف الشمالي من مرج الصفر .
وبدأ القتال ظهر السبت الثاني من رمضان ، وثبت الخليفة والسلطان الناصر حتى إن السلطان الناصر بايع الله في ذلك الموقف على النصر أو الشهادة ، وأمر أن يقيَّد جوادُه حتى لا يهرب، و اشتد القتال ، واشتعل النزال ، واستبسل الأبطال ، ففر التتار إلى الجبال ، ثم أظلم الليل ، وحاصر المسلمون الجبال ، وقد امتلأت قلوب التتار بالرعب .
يقول الأمير الشامي : وإذا أنا بالشيخ ابن تيمية وأخيه يصيحان بأعلى صوتهما تحريضاً للقتال ، فقتل المسلمون التتار وأسروا منهم ، ولم يسلم منهم إلا القليل ، فهربوا والمسلمون وراءهم حتى بلغوا نهر الفرات ، فعبره بعضهم فهلكوا ، وسار آخرون على الشاطئ فانقطعوا وأسروا .
وانهزم التتار في تلك المعركة أشد هزيمة. وانتهت طموحات محمود غازان في السيطرة على الشام والتوسع في العالم الإسلامي، ويقال أن قائد التتار مات غيضاً مما حل بهم.
وفي هذه القصة والملحمة البطولية التي سجلها أبناء الشام وحمص وحماة وإخوانهم في مصر ورقات قد تشابهت كثيراً مع ما يحصل لإخواننا في سوريا فالمشهد هو المشهد والخوف هو الخوف والتكاتف بين أبناء المسلمين هو نفس المشهد وطغيان العدو هو نفسه، ولم يبق لنا حتى تتحقق هذه الصورة إلا النصر ، ولن أقول إلا كما قال ابن تيمية سننتصر إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.
__________________
اذا اعجبك تفكيري...وتخطيطي وتدبيري....
تمهل...فماشاهدته نسمات!!....ولم تشهد اعاصيري
دع عنك احباطي...وتحقيري!!....فانا معدني الماس!!
ولا تحلم بتكسيري!!.والى العشاق والاصحاب.اقدم كل تقديري..
واصنع من خدود الورد...كتاباتي وتعبيري....
واهديها لكم بوحا...يلخص كل تفكيري
لســت الأفــضل ولــكن لي أســـلوبي •• سأظل
دائما اتقبل رأي الناقد و الحاسد •
• فالأول يصحح مساري والثاني يزيد من اصراري .

بدر الشمال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس