عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2009, 02:25 AM   #6
افتراضي رد: اشعار "حاتم الطائي"

أَتَعـرِفُ أَطـلالاً وَنُؤيـاً مُهَـدَّمـا =كَخَطِّـكَ فِـي رَقٍّ كِتابـاً مُنَمنَـمـا
أَذاعَـت بِـهِ الأَرواحُ بَعـدَ أَنِيسِهـا =شُهـوراً وَأَيّامـاً وَحَـولاً مُجَرَّمـا
دَوارِجَ قَـد غَيَّـرنَ ظاهِـرَ تُـربِـهِ =وَغَيَّـرَتِ الأَيّـامُ مـا كَـانَ مُعلَمـا
وَغَيَّرَهـا طـولُ التَقـادُمِ وَالبِـلـى =فَمـا أَعـرِفُ الأَطـلالَ إِلاَّ تَوَهُّمـا
تَهـادى عَلَيهـا حَليُهـا ذاتَ بَهجَـةٍ =وَكَشحـاً كَطَـيِّ السابِرِيَّـةِ أَهضَمـا
وَنَحراً كَفـى نـورَ الجَبيـنِ يَزينُـهُ =تَوَقُّـدُ ياقـوتٍ وَشَــذرٌ مُنَظَّـمـا
كَجَمرِ الغَضا هَبَّت بِهِ بَعـدَ هَجعَـةٍ =مِـنَ اللَيـلِ أَرواحُ الصِبـا فَتَنَسَّمـا
يُضيءُ لَنا البَيتُ الظَليـلُ خَصاصَـةً =إِذا هِـيَ لَيـلاً حاوَلَـت أَن تَبَسَّمـا
إِذا اِنقَلَبَـت فَـوقَ الحَشِيَّـةِ مَــرَّةً =تَرَنَّـمَ وَسـواسُ الحُـلِـيُّ تَرَنُّـمـا
وَعاذِلَتَيـنِ هَبَّـتـا بَـعـدَ هَجـعَـةٍ =تَلومـانِ مِتلافـاً مُفـيـداً مُلَـوَّمـا
تَلومـانِ لَمَّـا غَـوَّرَ النَجـمُ ضِلَّـةً =فَتَىً لا يَرَى الإِتلافَ فِي الحَمدِ مَغرَما
فَقُلتُ وَقَـد طـالَ العِتـابُ عَلَيهِمـا =وَلَـو عَذَرانِـي أَن تَبينـا وَتُصرَمـا
أَلا لا تَلومانِـي عَلـى مـا تَقَـدَّمـا =كَفى بِصُروفِ الدَّهرِ لِلمَرءِ مُحكِمـا
فَإِنَّكُمـا لا مـا مَضـى تُدرِكـانِـهِ =وَلَسـتُ عَلـى مَـا فاتَنِـي مُتَنَدِّمـا
فَنَفسَـكَ أَكرِمهـا فَإِنَّـكَ إِن تَـهُـن =عَلَيكَ فَلَن تُلفي لَـكَ الدَّهـرَ مُكرِمـا
أَهِـن لِلَّـذي تَهـوى التِـلادَ فَإِنَّـهُ =إِذا مُتَّ كـانَ المـالُ نَهبـاً مُقَسَّمـا
وَلا تَشقَيَـن فـيـهِ فَيَسـعَـدَ وارِثٌ =بِهِ حينَ تَخشى أَغبَرَ اللَـونِ مُظلِمـا
يُقَسِّمُهُ غُنماً وَيَشـري كَرامَـةً وَقَـد =صِرتَ فِي خَطٍّ مِنَ الأَرضِ أَعظُمـا
قَليـلٌ بِـهِ مــا يَحمَـدَنَّـكَ وارِثٌ =إِذا ساقَ مِمّـا كُنـتَ تَجمَـعُ مَغنَمـا
تَحَمَّل عَنِ الأَدنَيـنَ وَاِستَبـقِ وُدَّهُـم =وَلَن تَستَطيـعَ الحِلـمَ حَتّـى تَحَلَّمـا
مَتَى تَرقِ أَضغـانَ العَشيـرَةِ بِالأَنـا =وَكَفَّ الأَذى يُحسَم لَكَ الداءُ مَحسَمـا
وَمَا اِبتَعَثَتنِـي فِـي هَـوايَ لُجاجَـةٌ =إِذا لَـم أَجِـد فِيهَـا إِمامـي مُقَدَّمـا
إِذا شِئتَ ناوَيتَ اِمرَأَ السوءِ مَا نَـزَا =إِلَيـكَ وَلاطَمـتَ اللَئيـمَ المُلَطَّـمـا
وَذو اللُبِّ وَالتَقـوى حَقيـقٌ إِذا رَأى =ذَوي طَبَـعِ الأَخـلاقِ أَن يَتَكَـرَّمـا
فَجاوِر كَريماً وَاِقتَـدِح مِـن زِنـادِهِ =وَأَسنِـد إِلَيـهِ إِن تَـطـاوَلَ سُلَّـمـا
وَعَوراءَ قَـد أَعرَضـتُ عَنهـا فَلَـم =يَضِـر وَذي أَوَدٍ قَوَّمـتُـهُ فَتَقَـوَّمـا
وَأَغفِـرُ عَـوراءَ الكَريـمِ اِدِّخـارَهُ =وَأَصفَـحُ مِـن شَتـمِ اللَئيـمِ تَكَرُّمـا
وَلا أَخذِلُ المَولَى وَإِن كَـانَ خـاذِلاً =وَلا أَشتُمُ اِبنَ العَمِّ إِن كَـانَ مُفحَمـا
وَلا زادَنِـي عَنـهُ غِنائـي تَبـاعُـداً =وَإِن كانَ ذا نَقصٍ مِنَ المالِ مُصرِمـا
وَلَيـلٍ بَهيـمٍ قَـد تَسَربَلـتُ هَولَـهُ =إِذا اللَيلُ بِالنَكـسِ الضَعيـفِ تَجَهَّمـا
وَلَن يَكسِبَ الصُعلوكُ حَمداً وَلا غِنَىً =إِذا هُوَ لَم يَركَب مِنَ الأَمـرِ مُعظَمـا
يَرى الخَمصَ تَعذيباً وَإِن يَلقَ شَبعَـةً =يَبِت قَلبُـهُ مِـن قِلَّـةِ الهَـمِّ مُبهَمـا
لَحَـى اللهُ صُعلوكـاً مُنـاهُ وَهَـمُّـهُ =مِنَ العَيشِ أَن يَلقى لَبوسـاً وَمَطعَمـا
يَنامُ الضُحى حَتّى إِذا لَيلُـهُ اِستَـوى =تَنَبَّـهَ مَثـلـوجَ الـفُـؤادِ مُـوَرَّمـا
مُقيماً مَـعَ المُثريـنَ لَيـسَ بِبـارِحٍ =إِذا كَانَ جَدوى مِن طَعـامٍ وَمَجثِمـا
وَللهِ صُعلوكٌ يُساوِرُ هَمَّـهُ وَيَمضـي =عَلـى الأَحـداثِ وَالدَّهـرِ مُقـدِمـا
فَتَى طَلِباتٍ لا يَرَى الخَمصَ تَرحَـةً =وَلا شَبعَـةً إِن نَالَهَـا عَـدَّ مَغنَـمـا
إِذَا مَا رَأى يَوماً مَكـارِمَ أَعرَضَـت =تيَمَّـمَ كُبـراهُـنَّ ثُـمَّـتَ صَمَّـمـا
تَـرى رُمحَـهُ وَنَبـلَـهُ وَمِجَـنَّـهُ =وَذا شُطَبٍ عَضبَ الضَريبَةِ مِخذَمـا
وَأَحنـاءَ سَـرجٍ فـاتِـرٍ وَلِجـامَـهُ =عَتادَ فَتَـىً هَيجـاً وَطِرفـاً مُسَوَّمـا

 

 

 

 


 لا الله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

سحرالغرام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس