عنوان القصيدة(بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَد)
بين العقيق وبينَ برْقَة ِ ثَهْمَـد
طللٌ لعبلـة َ مستهـلُّ المعهـدِ
يا مسرحَ الآرام في وادي الحمى
هل فيكَ ذو شجنٍ يروحُ ويغتدي
في أَيمَن العَلميْـن دَرْسُ مَعالـمٍ
أوهى بها جلدي وبانَ تجلـدِي
منْ كلّ فاتنـة ٍ تلفـتْ جيدُهـا
مرحاً كسالفة ِ الغـزالِ الأغيـد
يا عبْلُ كمْ يُشْجَى فُؤَادي بالنَّوى
ويرُعني صَوْتُ الغُرابِ الأَسـودِ
كيف السُّلوُّ وما سمعتُ حمائمـاً
يَنْدُبْـنَ إلاّ كُنْـتُ أوَّلَ منْـشِـدِ
ولقدْ حبستُ الدَّمع لا بخلاً بـهِ
يوْم الوداعِ على رُسوم المَعهَـدِ
وسألتُ طير الدَّوح كم مثلي شجا
بأنينـهِ وحنيـنـهِ المـتـردّد
ناديتـهُ ومدامـعـي منهـلـة ٌ
أيْن الخليُّ منَ الشَّجـيِّ المُكْمَـدِ
لو كنتَ مثلي ما لبثـت ملوّنـاً
وهتفتّ في غضن النقا المتـأوّد
رَفعوا القبابَ على وُجوهٍ أشْرَقَتْ
فيها فغيّبت السهى فـي الفرقـد
واسْتوْقفُوا ماءَ العُيونِ بأعيـنٍ
مَكحولـة بالسِّحْـر لا بالإثمِـدِ
والشمسُ بين مضـرَّجِ ومبلـجٍ
والغُصنُ بيـن موَشَّـحٍ ومقلَّـدِ
يطلعنَ بين سوالـفٍ ومعاطـف
وقلائد مـنْ لؤلـوءٍ وزبرجـدِ
قالوا اللّقاء غداً بمنْعَرَج اللِّـوى
واطولَ شَوْقِ المستَهامِ إلى غـدِ
وتخـالُ أنفاسـي إذا ردَّدتهـا
بين الطلول محتْ نقوشَ المبْرد
وتنوفة ٍ مجهولة ٍ قـد خضتهـا
بسنان رمحٍ نـارهُ لـمْ تخمـدِ
باكرتها فـي فتيـة ٍ عبسيـة ٍ
منْ كلِّ أرْوعَ في الكريهة ِ أصيدِ
وتَرى بها الرَّاياتِ تَخفُقُ والقنا
وَتَرى العَجاجَ كمثْل بَحرٍ مُزْبـدِ
فهناك تنْظرُ آلُ عَبْـسٍ مَوْقفـي
والخيْلُ تَعثُر بالوشيـج الأَمْلـدِ
وبوارقُ البيض الرقاقِ لوامـعٌ
في عارض مثلِ الغمام المرعـدِ
وذوابلُ السُّمـر الدّقـاق كأَنّهـا
تحتَ القتام نُجـومُ لَيْـلٍ أسـوَد
وحوافرُ الخيل العتاق على الصفا
مثْلُ الصواعق في قفار الفدْفـدِ
باشرْتُ موكبها وخضتُ غُبارَها
أطفأتُ جَمـرَ لهيبهـا المتوقِّـدِ
وكررتُ والأبطالُ بيـنَ تصـادم
وتهاجـمٍ وتـحـزُّبٍ وتـشـدُّدِ
وفَوارسُ الهيجاءِ بيـنَ ممانـعٍ
ومُدافـعٍ ومخـادعٍ ومُعـربـدِ
والبيضُ تلمعُ والرِّماح عواسـلٌ
والقـومُ بيـن مجـدَّلٍ ومقيـدِ
ومُوسَّدٍ تَحْتَ التُّـرابِ وغيـرُهُ
فوقَ الترابِ يئنُ غيـر موسَّـدِ
والجوُّ أقتمُ والنجـومُ مضيئـة ٌ
والأفقُ مغبـرُّ العنـانِ الأربـدِ
أقحمتُ مهري تحتَ ظلّ عجاجة ٍ
بسنـان رمـحٍ ذابـلٍ ومهنـدِ
رَغَّمتُ أنفَ الحاسِدينَ بسَطْوتي
فغدوا لها منْ راكعيـن وسجَّـدِ