عرض مشاركة واحدة
قديم 26-06-2010, 11:43 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية متواضع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 4,021
متواضع is on a distinguished road
افتراضي أنظر ماذا تفعل الكلمة

ما أجمل أن يحافظ احدنا على قلب اخيه من كلمة جارحة أو فعل مشين بقصد أو بدون قصد وما أجمل أن نتحرى ونتروى في كلماتنا قبل أن نطلقها كقذائف تكاد تطيح بالآخرين .فالأخوة في الله شجرة كبيرة مترامية الأغصان والأفنان وما نحن إلا وريقات في تلك الشجرة فان تقاربنا كان للشجرة ظل يستظل بها الآخرون وان تباعدت وريقات تلك الشجرة لن ينتفع بها احد بل أن تلك الأوراق تذبل وتتهاوى وتداس بالنعال أعزكم الله .

فبعض الكلمات ما أجملها وما ارقها ترفع الهمم وتؤلف القلوب وبعضها تخلف جرحا غائرا يود الإنسان لو انه لم يولد قبل سماعها .فكم من قلب كسرته كلمة وكم من كلمة أدخلت سرورا على قلوب منكسرة . فيا لله من سحر الكلمات وما تصنعه بالقلوب ! فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال-" أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق " رواه مسلم .
فلين الكلام " يكسو العبد حلاوة ولطافة وظرفا ، فترى الصادق فيها من أحب الناس وألطفهم وقد زالت عنه ثقالة النفس وكدورة الطبع " كما ذكر ذلك بن القيم رحمه الله .

يتجلى اثر الكلمة والفعل على المرء في مواطن لا حصر لها اذكر منها قصة كعب بن مالك رضي الله عنه حيث قال " وانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئونني بالتوبة، ويقولون لي لتهنك توبة الله عليك، حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره، فكان كعب لا ينساها لطلحة " ما الذي فعله طلحة حتى لا ينساه له كعب إنها كلمات ما ابسطها وما أعجبها إنها كلمات لا تنسى تظل محفورة في ذاكرة المرء ما دام حيا لذلك وصفها الله عز وجل في قوله "ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء
متواضع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس