جلس الطلاب وسط المعلم ليقص عليهم قصة جليلة
عن صحابي جليل في قول الحق، فقال يا طلابي
لنا في رسول الله وصحابته الكرام أسوة عظيمة فهم
الحق بعينه والكرم بذاته، ففي زمن الصحابة
رضي الله عنهم، كان سعد أبن أبي وقاس أحد الصحابة
الكرام أمه كافرة، ولا تطيق دخوله في الإسلام ، وكانت
تضغط عليه بكل السبل ليترك دينه
ويعود للكفر والوثنية.
فقامت أمه حمنة بنت سفيان بقطع الطعام والشراب
وحلفت على خصامه وعدم الحديث إليه أبداً، ولكنه
لم يوافقها وثبت على موقفه، قائلاً بأن والله
ما يترك الدين الإسلامي لأنه حق وأنه سيدافع عن دينه ما حيا،
فأنزل الله تعالى قوله الكريم”وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ
جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”، فما كان يا طلابي
للصحابي الجليل إلى أن يثبت ويدافع عن الحق، هكذا
هي الشجاعة يعينها حين يعرف الإنسان أن الحق في
مكان لابد أن يذهب إليه ويتبعه، فأحذر الباطل وأحذر الزور
وأحذر مظالم العباد، وتذكروا دوماً قول الله
تعالى“قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، قلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ
الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ”،صدق الله العظيم فالحق يا أبنائي لا بديل
له ولا غنا عنه وهو فعل الشجعان والرجال وعدم القدوم
على الحق عمل باطل فاسد لا يرضى الله عنه ولا رسوله.