(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)

(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) (http://alshemailat.com/vb/index.php)
-   الشعر الجاهلي (http://alshemailat.com/vb/forumdisplay.php?f=80)
-   -   أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،(طرفة بن العبد) (http://alshemailat.com/vb/showthread.php?t=7401)

بدر الشمال 05-11-2009 02:04 PM

أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،(طرفة بن العبد)
 
أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،=كجفْنِ اليمانِ زخرفَ الوشيَ ماثلُـهْ
بتثليثَ أو نجرانَ أو حيـثُ تلتقـي=منَ النّجْدِ في قِيعانِ جأشٍ مسائلُـه
دِيارٌ لِسلْمى إذ تصِيـدُكَ بالمُنـى،=واذ حبلُ سلمى منـكَ دانٍ تواصُلُـه
وإذ هيَ مثلُ الرّئمِ، صِيـدَ غزالُهـا،=لهـا نظـرٌ سـاجٍ اليـكَ تواغِلُـه
غَنِينا، وما نخشى التّفرّقَ حِقبَـة ً،=كِلانا غَريرٌ، ناعِـمُ العيـش باجِلُـه
ليالـيَ أقتـادُ الصِّبـا ويقـودُنـي=يجـولُ بنـا ريعانُـهُ ويُحـاولُـه
سما لكَ من سلْمى خيـالٌ ودونَهـا=سَـوَادُ كَثِيـبٍ، عَرْضُـهُ فأمايِلُـهْ
فذَو النيرِ فالأعلامُ من جانب الحمى=وقُفٌّ كظَهْرِ التُّرْسِ تجري أساجلـه
وأنَّى اهتدَتْ سلمى وسائـلَ بينَنَـا=بَشاشَة ُ حُبٍّ، باشرَ القلـبَ داخِلُـهْ
وكم دونَ سلمى من عـدوٍّ وبلـدة = ٍيَحارُ بها الهادي، الخفيـفُ ذلاذلُـه
يَظَـلُّ بهـا عَيـرُ الفَـلاة ِ، كأنّـهُ=رقيبٌ يخافـي شخصَـهُ ويضائلُـهْ
وما خلتُ سلمى قبلَها ذاتَ رجلـة= ٍإذا قسوريُّ الليـلِ جيبـتْ سرابلـهْ
وقد ذهبَـتْ سلمـى بعقلِـكَ كلَّـهِ=فهَلْ غيرُ صَيـدٍ أحْرَزَتْـهُ حَبائِلـه
كما أحْرَزَتْ أسْمـاءُ قلـبَ مُرَقِّـشٍ=بحُبٍّ كلمْعِ البَـرْقِ لاحـتْ مَخايلـه
وأنْكَحَ أسْمـاءَ المُـرَاديَّ، يَبْتَغـي=بذلـكَ عـوفٌ أن تصـابَ مقاِتلـه
فلـمَّـا رأَى أنْ لا قــرارَ يـقـرُّهُ=وأنّ هـوَى أسمـاء لابُـدّ قاِتـلـه
ترحلَ مـن أرضِ العـراقِ مرقـشٌ=على طربٍ تهوي سراعـاً رواحِلـه
إلى السروِ أرضٌ ساقه نحوها الهوى=ولم يدرِ أنَّ الموتَ بالسّـروِ غائلـهْ
فغـودِرَ بالفَرْدَيـن: أرضٍ نَطِيّـة ٍ،=مَسيرَة ِ شهْـرٍ، دائـبٍ لا يُوَاكِلـه
فيا لكَ من ذي حاجة ٍ حيلَ دونَهـا=وما كلُّ ما يَهوَى امرُؤ هـو نائِلـه
فوجدي بسلمى مثلُ وَجْـدِ مُرَقِّـشٍ،=بأسْمـاءَ، إذ لا تَستفيـقُ عَواذِلـه
قضى نَحْبَهُ، وَجداً عليهـا مُرَقِّـشٌ،=وعُلّقْتُ مِنْ سَلمـى خَبـالاً أُماطلـه
لعمـري لمـوتٌ لا عقوبـة َ بعـدَهُ=لذي البثِّ أشفى من هوى ً لا يزايِله

بدر الشمال 05-11-2009 02:19 PM

إذا أنْتَ لـم تَنفَـعْ بـوِدّكَ قُرْبَـة ً،
 
إذا شَـاءَ يوْمـاً قـادَهُ بِزِمَـامِـهِ،=ومنْ يكُ في حبـلِ المنيّـة ِ ينقـدِ
إذا أنْتَ لـم تَنفَـعْ بـوِدّكَ قُرْبَـة ً،=ولم تنْكِ بالبؤْسَـى عـدوَّكَ فابعـدِ
أرى الموتَ لا يُرعي على ذي قرابة ٍ=وإنْ كان في الدنْيا عزيـزاً بمقعَـدِ
ولا خيرَ في خيرٍ ترى الشَّرَّ دونَـهُ=ولا قائـلٍ يأتِيـكَ بـعـدَ التَّـلَـدُّد
لَعَمْـرُكَ! مـا الأيـامُ إلاّ مُعـارَة ٌ،=فما اسطعْتَ من معروفِهـا فتـزوّدِ
عنِ المرْءِ لا تَسألْ وسَلْ عن قَرينه،=فكُـلُّ قَريـنٍ بالمُقَـارِنِ يَقْـتَـدي

إذا كنتَ في حاجة ٍ مرسـلاً=فأرْسِلْ حَكِيمـاً، ولا تُوصِـهِ
وإنْ ناصحٌ منكَ يومـاً دنَـا=فـلا تنـأَ عنـه ولاتُقْصـهِ
وإنْ بابُ أمرٍ عليـكَ التَـوَى=فشـاوِرْ لبيبـاً ولاتعـصـهِ
وذو الحقّ لا تَنْتَقِصْ حَقَّـهُ،=فـإنَّ الوثيقـة َ فـي نصِّـهِ
ولا تَذكُرِ الدّهْرَ، في مجْلِسٍ،=حديثاً إذا أنـتَ لـم تُحصـهِ
ونُصَّ الحديثَ إلـى أهلِـهِ،=فـإن الوثيقـة َ فـي نصـهِ
ولاتحرصَـنّ فـرُبَّ امـرئٍ=حَريصٍ، مُضاعٍ على حِرصِهِ
وكم مِن فَتًى ، ساقِطٍ عَقْلُـهُ،=وقد يُعْجَبُ الناسُ من شَخْصِهِ
وآخـرَ تحسـبـهُ أنـوكـاً=ويأتِيكَ بالأمـرِ مِـنْ فَصّـهِ
لبِسْتُ اللّيالـي، فأفْنَيْنَنـي،=وسربلَني الدهرُ في قُمصـهِ

أَسلَمَني قوْمي ولم يغضَبوا=لِسَوْءة ٍ، حلّتْ بهمْ، فادحَهْ
كلُّ خليـلٍ كنـتُ خاللتُـهُ=لا تركَ اللَّهُ لـه واضِحـهْ
كلُّهُـمُ اروَغُ مـن ثعلـبٍ=ما أشبهَ اللّيْلَة َ بالبارحَـهْ


أشجَاكَ الرَّبـعُ أم قدَمُـهْ=أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُـهْ
كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَـهُ،=فبالضّحَى ، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ
لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به=وجرى ، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ
جعلَتْـهُ حَـمَّ كلكلِـهَـ=الربيـعٍ، دِيمَـة ٌ تَثِمُـهْ
فالكثيبٌ معشـبٌ أنـفٌ=فتناهِـيِـه فمرتكَـمُـهْ
حابسي رسمٌ وقفتُ بـه=لو أُطيعُ النّفس لم أرمُهْ
لا أرى إلّا النَّعـامَ بـه=كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُـه
تذكُـرُونَ إذ نقاتلـكُـمْ=لا يضُرُّ مُعدمـاًُ عدمُـهْ
أنتُمُ نَخْلٌ نُطيـفُ بـه،=فإذا ما جُـزّ نَصْطَرِمُـه
وعذاريكُـمْ مقلـصـة ٌ=في ذعاعِ النخلِ تجترمُهْ
عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُـمُ=تصطلي نيرانـهُ خدَمُـه
خيرُ ما ترعونَ منْ شجرٍ=يابسُ الطحماءِ أو سحمُهْ
فسعَى " الغلّاقُ" بينهُـ=مُسَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُه
أخـذَ الأزلامَ، مُقْتَسِمـاً،=فأتـى أغْوَاهُمَـا زُلَمُـهْ
والقـرارُ بطنُـهُ غـدقٌ=زينَـتْ جَلهَاتِـهِ أكمُـهْ
فغفعلْنـا ذلكـمْ زمـنـاً=ثمّ دانـى بينَنـا حكمُـهْ
إنْ تعيدُوهـا نُعِـد لكُـمُ=مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُـهْ
وقِـتَـالٍ، لا يُغِبُّـكُـمُ،=في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُـه
رزُّهُ:قـدِّمْ وهـبْ وهَـلا=ذي زُهاءٍ جمَّـة ٍ بهَمُـهْ
يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُـمُ،=كمَرَاغٍ، ساطِـعٍ قَتَمُـهْ
لا ترى إلا أخَـاه رجـلٍآ=خـذاً قرْنـاً فملتزِمُـهْ
فالهبيـتُ لا فـؤَادَ لـهُ=والثبيـتُ ثبتـهُ فهَمُـهْ
للفَتى عقْلٌ يَعِيـشُ بـه=حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُـهْ

بدر الشمال 05-11-2009 02:32 PM

أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ
 
أصحوتَ اليومَ أم شاقتكَ هرّ=ومِنَ الحُبّ جُنونٌ مُسْتَعِرْ
لا يكنْ حبَّك داءً قاتلاً=لَيسَ هذا منكِ، ماوِيَّ، بِحُرّ
كيفَ أرجو حُبَّها منْ بَعدِ ما=عَلِقَ القَلْبُ بِنُصْبٍ مسْتَسِرّ
أرّق العينَ خيال لمْ يقرّ=طافَ، والرّكْبُ بصَحْراءِ يُسُرْ
جازَتِ البِيدَ إلَى أرحُلِنا=آخِرَ اللّيْلِ، بيَعْفُورٍ خَدِرْ
ثمّ زارَتني،وصَحْبي هُجَّعٌ،=في خليطٍ بينَ بُردٍ ونمرْ
تَخْلِسُ الطَّرْفَ بعَيْنَيْ بَرغَزٍ،=وبخدَّي رشإٍ آدمَ غرّ
ولها كَشحَا مهاة ٍٍ مُطفلٍ=تَقْتَري، بالرّمْلِ، أفْنانَ الزّهَرْ
وعلى المَتْنَينِ مِنها واردٌ،=حَسَنُ النَّبْتِ، أثيتٌ، مُسبَطِرّ
جابَة ُ المِدرى ، لها ذُو جُدّة ٍ،=تَنْفُضُ الضّالَ وأفنانَ السَّمُرْ
بَينَ أكنافِ خُفافٍ فاللِّوَى ،=مُخرِفٌ تحنو لِرَخصِ الظِّلفِ حُرّ
تحسبُ الطَّرفَ عليها نجدة ٌ=يا لَقَوْمي للشّبابِ المُسبَكِرّ!
حيثُ ما قاظُوا بنجدٍ وشتوْا=حَولَ ذاتِ الحاذِ مِن ثِنْيَيْ وُقُرْ
فَلَهُ منها، على أحيانها،=صفوَة ُ الرّاحِ بملذوذٍ خصرْ
إنْ تنوِّلْهُ فقدْ تمنعُهُ=وتريهِ العربيَ يجري بالظُّهُر
ظلّ في عسكرة ٍ من حبّهَا=ونأتْ، شَحطَ مَزارِ المُدّكِر
فَلئِنْ شَطّتْ نَواهَا، مَرّة ً=لعلى عهدِ حبيبٍ معتكرْ
بادِنٌ، تَجلُو، إذا ما ابْتَسَمَتْ،=عَن شَتِيتٍ، كأقاحِ الرّمْلِ، غُرّ
بدّلتهُ الشّمسُ من منبتِهِ=برداً أبيضَ مصقولَ الأُشُرْ
وإذا تضحكُ تُبدي حبباً=كرضابٍ المسكِ بالماءِ الخصِرْ
صادَفَتْهُ حَرجَفٌ في تَلعَة ٍ،=فَسَجَا وَسطَ بَلاطٍ مُسبَطِرّ
وإذا قامَتْ تَداعَى قاصِفٌ،=مالَ مِنْ أعلى كثيبٍ مُنقَعِرْ
تطردُ القرَّ بحرٍّ صادقٍ=وعكيكَ القيظ إن جاءَ بقُرّ
لا تلُمْني!إنّها من نسوة ٍ=رُقَّدِ الصّيْفِ، مَقالِيتٍ، نُزُرْ
كَبَنَاتِ المَخْرِ يَمْأدنَ، كما=أنْبَتَ الصّيْفُ عَساليجَ الخُضَر
فَجَعوني، يوْمَ زمّوا عِيرَهُمْ،=برخيمِ الصَّوْتِ ملثومٍ عطِرْ
وإذا تَلْسُنُني ألسُنُهَا،=أنّني لستُ بموهونٍ فقِرْ
لا كبيٌر دالفٌ منْ هرمٍ=أرهبُ الليلَ ولا كَلَّ الظُّفُر
وبلادٍ زعلٍ ظلمانُها=كالمخاضِ الجربِ في اليومِ الخدِر
قد تبطنْتُ وتحتي جسرة ٌ=تَتّقي الأرضَ بمَلثومٍ مَعِرْ
فتَرى المَروَ، إذا ما هَجّرَتْ،=عن يدَيها، كالفَراشِ المُشفَتِرْ
ذاكَ عَصْرٌ، وعَداني أنّني=نابني العامَ خطوبٌ غيُر سرّ
منْ أمورٍ حدثَتْ أمثالُها=تَبتَري عُودَ القَويّ، المُستَمِرّ
وتَشَكّى النّفْسُ ما صابَ بها،=فاصبري إنَّك من قومٍ صُبُرْ
إنْ نصادفْ منفساًلاتلفنا=فُرُحَ الخيرِ ولا نكبو لضُرّ
أسدُ غابٍ فإذا ما فزعوا=غيرُ أنكاسٍ ولا هوجٍ هُذرْ
وليَ الأصلُ الذي في مثلِهِ=يصلحُ الآبرُ زرعَ المؤتبِرْ
طيِّبو الباءة ِ سهلٌ ولهُمْ=سبلٌ إنْ شئْتَ في وحشٍ وعرْ
وهمُ ما همْ إذا ما لبسُوا=نَسْجَ داوُدَ لِبأسٍ مُحتَضِرْ
وتَساقَى القَوْمُ كأساً مُرّة ً،=وعلا الخيلَ دماءٌ كالشَّقِر
ثمّ زادوا أنّهُمْ، في قوْمِهِمْ،=غُفُرٌ ذنَبهُمُ غيرُ فُخُرْ
لا تعزُّ الخمرُ إن طافوا بها=بِسِباءِ الشّوْلِ، والكُومِ البُكُرْ
فإذا ما شربوها وانتعشوا=وهبوا كلَّ أمونٍ وطِمِرْ
ثمّ راحوا عَبَقُ المِسكِ بهِمْ،=يُلحِفونَ الأرضَ هُدّابَ الأُزُرْ
ورثوا السؤْدُدَ عن آبائِهِمْ=ثمّ سَادُوا سُؤدُداً، غَيرَ زَمِرْ
نحنُ في المَشتاة ِ ندعوا الجَفَلى ،=لا ترى الآدِبَ فينَا ينتقِرْ
حينَ قالَ النّاسُ في مجلسِهِمْ:=أقُتارٌ ذاكَ أمْ ريحٌ قُطُرْ
بجِفانٍ، تَعْتَري ناديَنا،=منْ سديفٍ حيَن هاجَ الصِّنَّبِرْ
كالجَوابي، لا تَني مُتْرَعَة ً=لقِرَى الأضيافِ أو للمتحضِر
ثمّ لا يحُزُن فينا لحمُها=إنّما يحزنُ لحمُ المدّخِرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا=آفة ُ الجزرِ مساميحٌ يُسُرْ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا=واضحُوا الأوجُهِ في الأزمة ِ غُرّ
ولَقَدْ تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنا=فاضِلُوا الرّأي، وفي الرّوعِ وُقُر
ولَقَد تَعْلَمُ بَكْرٌ أنّنَا=صادقو البأسِ وفي المَحفِلِ غُرّ
يَكشِفونَ الضُّرَّ عن ذي ضُرّهمْ،=ويُبِرّون على الآبي المُبِرّ
فُضُلٌ أحْلامُهُمْ عَنْ جَارِهِمْ،=رُحُب الأذرُعِ بالخيرِ أمرْ
ذُلُقٌ في غارَة ٍ مَسْفُوحَة ٍ،=ولدى البأسِ حماة ٌ ما نفرّ
نمسكُ الخيلَ على مكروهِها=حينَ لا يمسكهَا إلا الصُّبُرْ
حينَ نادى الحيُّ لمّا فزعوا=ودعا الدّاعي وقد لجّ الذُّعُرْ
أيْهَا الفِتْيَانُ في مجْلِسِنَا،=جرِّدوا منْها وِارداً وشُقُر
أعوجِيّاتٍ، طِوالاً، شُزَّباً،=دُوخِلَ الصّنْعَة ُ فيها والضُّمُر
مِن يَعابِيبَ ذُكورٍ، وُقُحٍ،=وهِضَبّاتٍ، إذا ابتَلّ العُذُرْ
جافلاتٍ فوقَ عوجٍ عجلٍ=ركّبَتْ فيها ملاطيسُ سُمُرْ
وَأنَافتْ بِهَوَادٍ تُلُعٍ،=كَجُذُوعٍ شُذّبَتْ عنها القِشَرْ
عَلَتِ الأيْدي بأجْوازٍ لهَا=رُحُبَ الأجوافِ ما إنْ تنبهرْ
فهي تَردي، فإذا ما ألهَبَتْ=طارَ من إِحمائِهَا شدُّ الأزُرْ
كائراتٍ وتراها تنتحِي=مسلحبّاتٍ إذا جدّ الحضُرْ
ذُلُقُ الغارَة ِ، في إفْزَاعِهِمْ،=كرعالِ الطَّيرِ أسراباًُتمرّ
نذرُ الأبطالَ صرعى بينها=ما يني منهُمْ كميُّ منعفِرْ
فَفِداءٌ، لِبَني قَيْسٍ، على=ما أصَابَ النّاسَ من سُرٍّ وضُرّ
خالَتي والنّفْسُ، قِدْماً، أنهم=نَعِمَ السّاعونَ في القَوْمِ الشُّطُرْ
وهمُ أيسارُ لقمانٍ إذا=أغلَتِ الشّتْوَة ُ أبداءَ الجُزُرْ
لا يلحُّونَ على غارمِهِمْ=وعلى الأيْسارِ تَيْسِيرُ العَسِرْ
كنْتُ فِيكُمْ كالمُغطّي رأسَهُ=فانجَلى اليَوْمَ قِناعي وَخُمُرْ
وَلَقَد كنتُ، عليكُمْ، عاتِباً،=فَعَقَبْتُمْ بِذَنُوبٍ غَيرِ مُرّ
سادِراً، أحسَبُ غيّي رَشَداً،=فتناهَيْتُ وقد صابَتْ بِقُرُ

بدر الشمال 05-11-2009 02:39 PM

قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ
 
قفي ودّعينا اليومَ يا ابنة َ مالكِ = وعُوجي علَينا مِن صُدورِ جِمالِكِ
قفي لا يكنْ هذا تعلّة َ وصلِنا= لِبَينٍ، ولا ذا حَظّنا من نَوالِكِ
أخبّركِ أنّ الحيّ فرقَ بينَهم= نوَى غربة ٍ ضرَّارة ٍ لي كذلكِ
ولمْ يُنْسِني ما قدْ لَقِيتُ، وشفّني،= منَ الوجدِ أنّي غيرُ ناسٍ لقاءكِ
وما دونَهَا إلاثلاتٌ مآوبٌ= قُدرنَ لعيسٍ مسنفاتِ الحواركِ
ولاغروَ إلاجارَتي وسؤالُها:= ألا هَلْ لنا أهلٌ؟ سُئلتِ كَذلِكِ
تُعيِّرُ سَيري في البلادِ ورِحلَتي،= ألا رُبّ دارٍ لي سوى حُرّ داركِ
ولَيسَ امرُؤ أفنى الشّبابَ مجاوراً= سوى حيِّهِ إلاكآخرَ هالكِ
ألا رُبَّ يومٍ لو سقمتُ لعادَني= نِساءٌ كِرَامٌ مِنْ حُيَيٍّ ومالِكِ
ظلِلتُ بِذي الأرطى فويقَ مثقَّبٍ= ببيئة ِ سوءٍ هالكاً أو كهالكِ
ومن عامرٍ بيضٌ كأنَّ وجوهَهَا= مَصابِيحُ لاحَتْ في دُجًى مُتحالك
تَرُدُّ عليّ الرّيحُ ثَوبيَ، قاعِداً= إلى صَدَفيٍّ، كالحَنِيّة ِ بارِكِ
رأيتُ سعوداً منْ شعوبٍ كثيرة ٍ= فلمْ تَرَ عَيني مِثلَ سَعدِ بنِ مالِكِ
أبَرَّ وأوفى ذِمّة ً يَعقِدونها،= وخيراً إذا ساوَى الذُّرى بالحوارِك
وأنمى إلى مَجدٍ تَليدٍ وسُورة ٍ،= تكونُ تُراثاً، عندَ حَيٍّ، لهالِكِ
أبي أنزلَ الجبَّارَ عاملُّ رمحِهِ= عن السرْج، حتى خرّ بين السّنابكِ
وسَيفي حُسامٌ، أختلي بذُبابهِ= قَوانِسَ بِيضِ الدّارِعينَ الدّواركِ

شذى الورد 05-11-2009 05:34 PM

رد: أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،(طرفة بن العبد)
 
ابياااااااات رائعه


بدر الشمال


مميز دائما في اختياراتك

لك شكري وتحياتي

سحرالغرام 05-11-2009 08:01 PM

رد: أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،(طرفة بن العبد)
 

بدر الشمال..

قصائد اكثر من رااائعه
من انسان رائع ومميز ومتألق دائماً
يعطيك اعافيه اخوي
لك ودي واحترامي..

بدر الشمال 11-11-2009 02:43 PM

رد: أتعْرِفُ رسمَ الـدارِ قَفْـراً مَنازِلُـهْ،(طرفة بن العبد)
 

شذى الورد / سحر الغرام

شاكر ومقدر لكن جهودكن المتميزه

وتواجدكن البهي

لكن تحيتي وتقديري


الساعة الآن 03:49 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009