(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)

(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) (http://alshemailat.com/vb/index.php)
-   الشعر الجاهلي (http://alshemailat.com/vb/forumdisplay.php?f=80)
-   -   من هو الصعلوك (http://alshemailat.com/vb/showthread.php?t=8187)

الشميلاني 25-01-2010 11:27 AM

من هو الصعلوك
 
من هو الصعلوك؟ ما معنى الصعلكة؟
وللوقوف على المعنى الصحيح لمفهوم الصعلكة بعيداً عن التشعب الغير مهمة سوف نوضح أهم المحاور الرئيسية :


تعريف الصعلكة:

■لغة :

تعني الفقر ، و بالرجوع لمعجم لسان العرب الصعلوك بأنه "الفقير الذي لا مال له ، وزاد الأزهري ، ولا اعتماد ، وقد تصعلك الرجل أي افتقر ".
لكن نجد أن هذا التعريف لا يستوفي دلالة الفظ الذي نحن بصدده ،
■إصطلاحاً :

الصعاليك في عرف التاريخ الأدبي هم جماعة من مخالفين العرب الخارجين عن طاعة رؤساء قبائلهم .. وقد تطورت دلالة هذا المصطلح بحيث أصبح يدل على طائفة من الشعراء ممن كانوا يمتهنون الغزو والسلب والنهب .
والصعلكة ظاهرة اجتماعية برزت على هامش الحياة الجاهلية كرد فعل لبعض العادات و الممارسات ، و استمرت الصعلكة ردحاً من الزمن
و بذلك يتضح لنا أن الصعاليك ينقسمون إلى ثلاث طوائف وهم :


◄الطائفة الاولى (أغربة العرب)

كان البعض من العرب يأنفون من إلحاق أبنائهم (أبناء الحبشيات السود) من الإماء بنسبهم وينبذونهم ، فكانوا يتمردون على ذويهم و يخرجون إلى الصحراء ، مثل / السُّليك بن السُّلة ، وتأبط شراً ، و الشنفري .
◄الطائفة الثانية (الخلعاء)
تتكون من تلك الزمرة الخارجة على أعراف القبيلة و المتمردة على مواضعاتها و المنتهكة لمواثيقها ، وقد تخلت عنهم قبائلهم لما ارتكبوه من جرائم وحماقات ، وهؤلاء كانت تخلعهم قبائلهم ، مثل / حاجز الأزدي ، وقيس بن الحدادية ، وأبي الطمحان القيني ..
◄الطائفة الثالثة (المحترفون)
فئة احترفت الصعلكة احترافاً وحولتها إلى ما يفوق الفروسية من خلال الأعمال الإيجابية التي كانوا يقومون ، وهذه الطائفة كانت تضم أفراداً و قبائل مثل / عروة بن العبسي وقبيلتي "فهم" و "هذيل" اللتين كانتا تنزلان بالقرب من الطائف ومكة ..
فيمكنني أقول وبشكل عام أن الصعاليك :
هم جماعة من الفقراء اللصوص ، انتشروا في الجزيرة العربية خرجوا عن طاعة رؤساء قبائلهم ولم يخضعوا للأعراف القبلية بل تمرّدوا عليها ، ولم يتقيدوا بالتزام القبيلة أو محالفاتها لقبائل أخرى أو تعرض القبيلة لأخطار جسيمة .
، وإلى ذلك عرف هؤلاء الصعاليك الشعراء بجرأتهم وإقدامهم على اقتحام المهالك ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو فكانوا من العدّائين الذين لا يجارون في سرعة عدوهم ، فالحياة والموت سواء في نظرهم و كانوا يغيرون على البدو والحضر ، ويقطعون الطريق ويغيرون على القوافل فيقتلون و يسلبون فيسرعون في النهب ; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة وكانوا يغزون على أقدامهم فإذا عدوا فاتوا مطارديهم فلم يدركوهم ، وكانوا يقولون الشعر الذي يصوّر أحوالهم ، وكان الصعاليك يجتمعون معاً في بعض الأحيان في غزو بعض القبائل .
، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء .
وحين نرجع إلى أخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم أحداً حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون إليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا مأوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم ،
عاش الصعاليك
خارج قبائلهم وقطعوا كل أمل بالعدالة الإجتماعية ، وقطعوا كل صلة مع أهلهم وقبيلتهم . وآمنوا بأنهم ظلموا في بلاد تسودها القسوة والظلم . فحقدوا على القبيلة وأفرادها وعلى أصحاب الثروة والمال . فملأوا الصحاري رعباً وهولاً ، ورفعوا علم الصعلكة عالياً ، وسبيل غايتهم استخدموا الوسائل المشروعة وغير المشروعة .
فسلاح صعلكتهم
قوة الجسم وقوة النفس ، ومع كل ذلك كانوا ذو نزعة إنسانية ، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء ، فكانوا إذا أغاروا على قوم و استاقوا النعم وظفروا بالمال قاموا بتفريق ما سلبوه على الفقراء أمثالهم ، ومنهم من تحامى الإغارة على قومه والتزم الإغارة على غيرهم . وتروى حول هؤلاء الصعاليك أخبار هي أدنى إلى الأساطير لشدة غرابتها .

.
.
.
.
7

الشميلاني 25-01-2010 11:28 AM

رد: من هو الصعلوك
 
http://www.21za.com/pic/salam_kalam001_files/6.gif
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعد:

في هذه الصفحه سنتنااول منهم الشعراء الصعاليك
وسيتم ذكر بعض من اسماء هؤلاء الشعراء ثم في
الصفحات التاليه سيتم تراجم لبعض شعراء الصعاليك ومن هؤلاء الشعراء:

●عروة بن الورد العبسي توفي نحو 596 م .
●ثابت بن جابر الفهمي(تأبط شراً) توفي نحو 535 م.
●ثابت بن أوس الأزدي (الشنفرى) توفي نحو525م قبل الهجرة .
●السليك بن السلكة من بنى مقاعس توفي نحو 605 م
●الحارث بن ظالم المري توفي نحو 600 م .
●قيس بن الحدادية من خزاعة توفي قبيل الإسلام .
●حاجز بن عوف الأزدي توفي قبيل الإسلام .
●فرعان بن الأعرف(أبو منازل السعدي)من بني تميم .
●الخطيم بن نويرة عاش في صدر الإسلام .
●القتال الكلابي من بني عامر بن صعصعة توفي نحو 66 هـ
●فضالة بن شريك الأسدي - توفي عام 64 هـ .
●صخر الغي من هذيل توفي في صدر الإسلام .
●حبيب بن عبدالله الهذلي (الأعلم الهذلي) اخو صخر الغي الهذلي
●عمرو بن براق
●المنتشر بن وهب الباهلي
●أوفى بن مطر المازني









7






الشميلاني 25-01-2010 11:28 AM

رد: من هو الصعلوك
 
نبدأ بالشـــــااعر..,عروة بن الورد العبسي..
وقراءة في مثاليته..
بزغ في سماء الجزيرة فرسان عظام ظل ذكرهم العطر عالقًا في أذهان العرب
بارزًا كبروز سهيل في سمائهم، منهم ذلك الفارس السمح الكريم عروة بن الورد العبسي.
عاش في كنف والده الذي يعد من أشراف عبس وفرسانها المعدودين
له دور بارز في حرب داحس والغبراء.
رأى عروة بأم عينيه أهوال الحرب وما جنته من ويلات على الضعفاء والفقراء
وبرؤيته الثاقبة التقط الخيط الذي سار عليه هرم بن سنان والحارث بن عوف في بذلهم وعطائهم، تخرج في مدرسة عنترة بن شداد وزهير بن أبي سلمى
مسلحًا بالمروة والكرم والشجاعة وحصافة الرأي..
اختط لنفسه خطاً واضح المعالم يتمثل في الثورة على الأغنياء الأشحاء..
يجود بأموالهم على الفقراء والضعفاء وعابري السبيل..
في أسلوب عجيب يرقى إلى مستوى التكافل الاجتماعي..
عاش عروة في قبيلته معززًا مكرمًا مهيوب الجانب بعكس غيره من الصعاليك..
يُعد من أسرع عدائي العرب حتى قيل: إنه يسابق الريح ويتجاوز فرسه "قرمل" عدوًا،
يحمل نفسًا كريمة جعلته مهذبًا في ثورته لا يغزو للنهب والسلب وسفك الدماء،
بل يعمد في غارته على من عرف بالشح والبخل، يمد يد العون للضعفاء والفقراء..
ولا يؤثر نفسه بشيء فهو مثال للبذل والعطاء، قبيلته تأتم به في سيرته العطرة،
وأصبح مضرب المثل في أحياء العرب، جعل من الصعلكة منحى مثاليًا..
حتى إن معاوية بن أبي سفيان قال: لو كان لعروة ولد لأحببت أن أتزوج إليهم،
وعبدالملك بن مروان يقول: من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد.

له ديوان شعر مطبوع فيه قصائد تعبر بصدق عن مثالية تعامله مع الضعفاء والفقراء،
فهو يعمد في كثير من الأحيان إلى إيثارهم بكل طعامه على الرغم مما به من جوع،
ويكتفي بشرب الماء البارد القراح. عابه بعض أصحابه على ضعفه وهزله..
فأجابهم بأن له نفسًا تسمو به إلى المجد وأنه يؤثر الآخر على نفسه:
إني امرؤ عافى إنائي شركه
وأنت امرؤ عافى إناؤك واحد
أتهزأ مني أن سمنت وأن ترى
بجسمي شحوب الحق والحق جاهد
أفرق جسمي في جسوم كثيرة
وأحسو قراح الماء والماء بارد
ونجد زوجه سلمى ابنة المنذر تلومه على كثرة مخاطراته ومغامراته
بالغزوات والغارات مخافة أن يلقى حتفه، لكنه يرد عليها بقوله:
إن ذلك من أجلها حتى تعيش حياة كريمة سعيدة..
وأنه لم يركب المخاطر إلا لأهداف نبيلة جليلة:
تقول لك الويلات هل أنت تارك
ضبؤاً برجل تارة وبمنسر
اقلي عليَّ اللوم يا ابنة منذر
ونامي فإن لم تشته النوم فاسهر
ذريني ونفسي أم حسان إنني
بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
أحاديث تبقى والفتى غير خالد
إذا هو أمسى هامة تحت صيري

ثم يعرج بنا إلى منحى آخر..
يرسم لنا من خلاله صورة واضحة عن ذلك الصعلوك الذي لا هم له إلا نفسه ولا يقوم بحقوق من يلزمه فهو عالة على قبيلته ومجتمعه وجديرًا بأن ينبذ:
لحا الله صعلوكًا إذا جن ليله
مضى في المشاش آلفًا كل مجزرٍ
يعد الفتى من دهره كل ليلة
أصاب قراها من صديق ميسرٍ
ينام عشاء ثم يصبح قاعدًا
يحت الحصى عن جنبه المتعفرٍ
يعين نساء الحي ما يستعنه
فيضحى طليحًا كالبعير المحسر
ثم ينتقل بنا إلى صورة مغايرة لذلك الصعلوك إلى صعلوك وجهه يضيء كشهاب،
وإن يمت تظل ذكراه عطرة خالدة:
فلله صعلوكاً صحيفة وجهه
كضوء شهاب القابس المتنورٍ
مطلأ على أعدائه يزجرونه
بساحتهم زجر المنيح المشهرٍ
وإن يعدو لا يأمنون اقترابه
تشوف أهل الغائب المتنظرٍ
فذلك إن يلق المنية يلقها
حميدًا وإن يستغن يومًا فاجدر

إنه يركب المصاعب ويقتحم حمى القبائل المجاورة له في نجد
لكي يكرم أضيافًا أماجد حلو بساحته في ليل قر،
وتوزيع ما تبقى على الفقراء ولا يبقى بيده شيء ويصبح حاله حال الفقير..
أيهلك معتم وزيد ولم أقم
على ندب يومًا ولي نفس مخطر
سنُفزع بعد اليأس من لا يخافنا
كواسع في أخرى السوام المنفر
نطاعن عنها أول القوم بالقنا
وبيض خفاف وقعهن مشهر
ويوما على غارات نجد وأهله
ويومًا بأرض ذات شث وعرعر
يريح على الليل أضياف ماجد
كريم ومالي سارحًا مال مقتر
إن عروة قد جعل للصعلكة مكانًا ساميًا عبر رؤية يستشعر من خلالها أحوال الآخرين،
فمن أجلهم نجده قد ارتكب المصاعب واقتحم المخاطر ليجعل للصعلكة أهدافًا ومرامي نبيلة..
***

المصدر:المجله العربيه.
أمنيااتي بقرااءه شيقه../..ممتعه..للجميع..
طبعاً يتـــــــــــــبع..

الشميلاني 25-01-2010 11:29 AM

رد: من هو الصعلوك
 

نستكمل الضوء فيها على حياة
الشاعر عُرْوَة بن الورد العبسيّ، الصعلوك الأمير الشريف.
هو عروة بن الورد ابن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ ، من قبيلة مضر ، شاعر
من شعراء الجاهلية وأحد فرسانها وكرماءها وصعاليكها الشجعان ، وكان يلقب بعروة الصعاليك ،
ذلك أنه كان يجمعهم ويهتم بشؤنهم ويغزي بهم فيكسب لهم .
كان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ولكن هذا الشرف الأبوي، نراه يقابل
بإحساس بالضِّعة من جهة أخرى. فإننا نرى عُرْوَة بن الورد كان يشعر بالضِّعة من نسبه لأمّه، لأنها
قيل إنها كانت من نَهْد من قُضاعة،
وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه إذ
أحس في أعماقه من قِبَلها بعار لا يُمحى.
وطبعاً هذا إحساس جاهلي، وأحكام جاهلية، من عشيرة قليلة من عشيرة فقيرة. الإسلام لا يُفرّق بين
غنيّ أو فقير، ولا بين أبناء البشر، إلاّ بالتقوى، كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
هذا المنطق الإلهي، وهذا المعيار الإسلامي في التفرقة بين الناس، لم يكن
متوفِّراً في العصر الجاهلي. وإنما عُرْوَة بن الورد العبسي، رأينا أنّ أباه من أشراف قبيلته، ولكن أمه
كانت من عشيرة وضيعة، ولذلك أحس بالعار؛ وهذا شيء خطير. فيقول:

وما بِي من عارٍ إِخالُ علمتُهُ
سِوَى أنَّ أخوالي إذا نُسِبوا نَهْدُ

يعني:
كأنه كان يحسّ بالعار من جهة أخواله، فيرى أنّ أمه هي عارُه. طبعاً هذا شيء
غير مقبول، ولكن هذه هي حياته، وهذه حقيقته. فكان يعدّها هي العار الذي حلَّت البلية عليه
منه، والذي دفعه دفعاً إلى الثورة على الأغنياء. وكأن هذا الإحساس كان من أسباب احتراف الصعلكة.

قال عبدالله بن جعفر الطيار لمعلم ولده :
لاتروهم قصيدة عروة بن الورد التي يقول فيها (دعيني للغنى) لان هذا يدعوهم الى الاغتراب عن اوطانهم ! .
دعيـني للغنـى أسعى فإني
****رأيـتُ الناسَ شرُّهُمُ الفقيرُ
وأبعدهم وأهونـهم عليهِم
****وإن أمسى لهُ حسبٌ وخيرُ
ويُقصيـهِ النّديُّ وتزدريـهِ
****حَليلتـُهُ وينهـرُهُ الصغيـرُ
ويلقـى ذا الغِنـى ولهُ جَلالٌ
****يكـادُ فـؤادُ صَاحبِهِ يَطيرُ
قليلٌ ذنبـُهُ والذنـبُ جـمٌّ
****ولكِـن للغنـى ربٌّ غفُورُ
يقول ابن الاعرابي :
اجدب الناس من بني عبس في سنة اصابتهم فاهلكت اموالهم واصابهم جوع شديد
وبؤس فاتوا عروة بن الورد فجلسوا امام بيته فلما ابصروا به صرخوا :

(
يا ابا الصعاليك اغثنا ) فرق لهم وخرج ليغزوا بهم ويصيب معاشا فنهته امرأته
عن ذلك خوفا عليه من الهلاك فعصاها وخرج غازيا .

وعروة بن الورد شاعر مشهور وصاحب عدد كبير من القصائد سنذكر بعض ممن تخلد بعده
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
......ان القعود مع العيال قبيح
فراشي فراش الضيف والبيت بيته
......ولم يلهني عنه غزال مقنع
أتـهزأ مني أن سمـنت وأن ترى
......بـجسمي شحوب الحقّ والحقُ جاهدُ
أُفرّق جسمي في جسومٍ كثـيـرةٍ
......وأحسـو ا قَـراحَ الماءِ والماءُ بـارد
إنـي امرؤٌ عافِي إنائـي شـركةٌ.
.....وأنت امـرؤٌ عافـي إناءك واحـدُ
لحا الله صعلوكاً إذا جن ليلة
...... مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
يعد الفتى من نفسه كل ليلةٍ
......أصاب قراها من صديق ميسر
ينام عشاء ثم يصبح ناعساً
......يحت الحصا عن جنبه المتعفّر
يعين نساء الحي ما يستعنّه
......ويمسي طليحاً كالبصير المحسّر
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
......كضوء شهاب القابس المتنوّر
مطلاً على أعدائه يزجرونه
......بساحتهم زجر المنيح المشهّر
إذا بعدوا لا يأمنون
......تشوّف أهل الغائب المتنظّر

و من شعراء الحماسة قول عروة بن الورد

ومـن يك مـثـلـي ذا عـيال
****ومـقــتـــرامن المال يطـرح نـفـسـه كـل مـطـرح
لــيبـــلـــغ عـــذرا أو ينـــال رغـــيبة
****ومـبـلـغ نـفـس عـذرهـا مـثـل مـنـجـح

أخذ أبو تمام هذا المعنى فقال:

فعروة بن الورد جعل اجتهاده في طلب الرزق عذرا يقوم مقام النجاح وأبو تمام
جعل الموت في الحرب الذي هو غاية اجتهاد المجتهد في لقاء العدو قائما مقام الانتصار .

إذا المرءُ لم يبعث سَوامـاً ولم يَرُح
****عليـه ولـم تعطف عليـه أقاربهْ
فللموت خيـرٌ للفتى مـن حياتـهِ
****فـقيـراً ومن مولى تدِبُّ عَقاربه
وسائلةٍ أيـن الـرحيـلُ وسائـلِ
****ومـن يـسأل الصعلوكَ أين مذاهبه
مذاهبـهُ أن الفِجـاجَ عـريضـةٌ
****إذا ضـنَّ عـنـهُ بالفعالِ أقاربـه
فلا أترُكُ الإخوانَ مـا عشت للردى
****كمـا أنـهُ لا يـتـركُ الماءَ شاربه
ولا يستضامُ الدهرَ جـاري ولا أرى
****كمـن بات تسري للصديق عقاربه
وإن جارتـي ألـوت ريـاحٌ ببيتها
****تغافـلتُ حتـى يستُرَ البيتَ جانبه

** يتبع **


الشميلاني 25-01-2010 11:53 AM

رد: من هو الصعلوك
 
http://pr.sv.net/aw/2006/December200...mages/0137.gif
لذلك كان يلقي بنفسه في مهاوي الردى مغيراً على أعدائه، ليرجع إلى قومه
وأهله غنياً فيغنيهم، يقول مخاطباً زوجته التي تحثه على حفظ ماله والبقاء بين أهله:

ذريني أطــوف فـي البلاد لعـلني
أخليك أو أغنيك عن سوء محضري
فـإن فــاز سهم للمنيـة لـم أكــــن
جزوعـاً وهل عن ذاك مـن متـأخـــر
وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد
لكــم خلـف أدبـار البيـوت ومـنظـــر

كانت نفسه الأبيّة ترفض أن تتضاءل أمام غني يداريه الناس ويتقربون إليه، بل
ربما كان موقف الناس من الغني أحد الدوافع القوية التي تهيب به إلى سلوك سبل المخاطر لأن في
المال دعماً لقوة النفس كما يقول:

ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً
من المالِ يطرح نفسه كل مطرح
ليبلغ عذراً، أو يصيب رَغيبة
ومبلـغُ نفسٍ عـذرهـا مثـل منجح

ويقول:

فلَلموتُ خيرٌ للفتى من حياته
فقيراً، ومن مولى تـدِبُّ عقـاربـه
وسائلـةٍ أيـنَ الرحيـلُ وسائلٍ
ومن يسألُ الصعلوك أين مذاهبُه
مذاهبُـه أن الفجـاج عريضـة
إذا ضـنّ عـنــه بـالفَعــال أقـاربُــه

وفي المال كذلك إغناء للأهل والجيران:
فــإذا غَـنيتُ فــإن جــاري نيلـه
من نائلي وميسّري معهـودُ
وإذا افتقرتُ فلن أرى متخشعاً
لأخي غِنىً، معروفُه مكدود

ويقــــول:
هـــــــــلا سـألـــتَ بني عـيلانَ كلهم
عند السنينَ إذا ما هبت الريحُ
قدحانِ: قدحُ عيال الحي إذ شبعـوا
وآخر لذوي الجيـران ممنـوحُ

ومن علامات الكرم وأماراته أن يلقى ضيفه بأسارير منبسطة ووجه مسفر،
ويؤنسه بالحديث:

سَلي الطارق المعترّ يا أم مالك
إذا ما أتاني بين قدري ومجزري
أيسفر وجهي أنه أول القِــرى
وأبـذلُ معروفي لــه دون منكـري

ويقـــول:

فراشي فراشُ الضيف والبيتُ بيته
ولم يُلْهني عنــه غزالٌ مُقَنع
أحدّثُــه إن الحديـث مـــن القـــــرى
وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

وقال ابن الأعرابي: أجدب ناسٌ من بني عبس في سنة (يعني سنة قحط)
أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته،
فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
ياأبا الصعاليك أغثنا فرقّ لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته لما تخوفت عليه من
الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك الفزاري فسأله أين يريد فأخبره،
فأمر له بجزور (بعير) فنحرها فأكلوا منها، وأشار عليه مالك أن يرجع فعصاه ومضى حتى انتهى إلى
بلاد بني القين فأغار عليهم، فأصاب هجمة (الهجمة من الإبل قريب من المائة) عاد بها على نفسه وأصحابه، وقال في ذلك:

أرى أم حسان الغداة تلومني
تخوفني الأعداء والنفس أخوف
تقول سليمى لو أقمتَ لسرنا
ولم تدر أني للمقام أطوف
لعل الذي خوفتنا من أمامنا
يصادفه في أهله المتخوف

وقـــــال:
أقيموا بني لُبنى صدور ركابكم
فكل منايا النفس خيرٌ من الهزل
فإنكم لن تبلغوا كل همتي
ولا أربي حتى تروا منبت الأثل
لعل ارتيادي في البلاد وحيلتي
وشدي حيازيم المطية بالرحل
سيدفعني يوماً إلى رب هجمة
يدافع عنها بالعقوق والبخل

**يتبـــــــــــــــع**

الشميلاني 25-01-2010 11:56 AM

رد: من هو الصعلوك
 


http://www.asharqalawsat.com/2003/02...art.151169.jpg
خبر عروة مع سلمى
سببته وفداء أهلها بها:

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد
بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على
مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:

تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا
وأبناء عوف في القرون الأوائل
فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا
الأدغال من ذي السلائل

ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم
استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:

سقوني الخمر ثم تكنفوني
الأبيات: قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النصيروذكر أبو عمرو الشيباني من خبر
عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة
بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها،
فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم،
وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج
الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته
سبية"، وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل
قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة" أن تكون سبية، فإذا صارت
إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم:
ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛
قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها
الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛
فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر،
فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها،
ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت
سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت
عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك
تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى
ولدك وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك:

أرقت وصحبتي بمضيق عمق
لبرق مـن تهامـة مستطيـر
إذا قلتُ استَهَـلّ علـى قديـدٍ
يحور ربابه حـور الكسيـر
تكشف عائـذ بلقـاء تنفـي
ذكور الخيل عن ولد شفـور
سقى سلمى وأين ديار سلمى
إذا حلّتْ مُجاورة َ السرير
إذا حلّتْ بأرضِ بنـي علـيّ
وأهلي بيـن زامـرة وكيـر
ذكرت منازلاً مـن أم وهـب
محل الحي أسفل ذي النقيـر
وأحدث معهد مـن أم وهـب
معرسنا بدار نبي بني النضير
أطَعتُ الآمِرينَ بصَرْمِ سَلمـى
فطاروا في عراه اليستعـور
سَقَوْني النَّسءَ، ثم تكنّفونـي
عُداة ُ اللَّهِ مـن كـذِبٍ وزُورِ
وقالوا ليس بعد فداء سلمـى
بمُغْنٍ، مـا لديـكَ، ولا فقيـر
ولا وأبيك لو كاليـوم أمـري
ومن لكَ بالتَدَبُّرِ فـي الأمـورِ
إذاً لمَلَكْتُ عِصْمـة َ أُمّ وَهْـبٍ
على ما كان من حسك الصدور
فيا للناس كيف غلبت نفسـي
على شيءٍ، ويكرهُهُ ضميري
ألا يا ليتَني عاصَيـتُ طَلْقـاً
وجباراً ومن لي مـن أميـر

وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي بهذه الحكاية
كما ذكر أبو عمرو، وقال فيها: إن قومها أغلوا بها الفداء، وكان معه طلق وجبار أخوه وابن عمه،
فقالا له: والله لئن قبلت ما أعطوك لا تفتقر أبداً، وأنت على النساء قادر متى شئت، وكان قد سكر
فأجاب إلى فدائها، فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع. وجاءت سلمى تثني عليه
فقالت: والله إنك ما علمت لضحوك مقبلاً كسوب مدبراً خفيف على متن الفرس ثقيل على العدو طويل
العماد كثير الرماد راضي الأهل والجانب، فاستوص ببنيك خيراً، ثم فارقته.

تحـن إلـى سلمـى بحـر بلادهـا
وأنت عليهـا بالمـلا كنـت أقـدر
تحِلّ بـوادٍ، مـن كَـراءٍ، مَضَلّـة
ٍتحاولُ سلمى أن أهـابَ وأحصَـرا
وكيف تُرَجّيها، وقد حِيـلَ دونهـا
وقد جاورت حيّـاً بتَيمـن مُنكـرا
تبغّانـيَ الأعْـداءُ إمّـا إلــى دَم
ٍوإما عـراض الساعديـن مصـدرا
يظلّ الأبـاءُ ساقطـاً فـوقَ مَتنِـهِ
له العَدْوَة ُ الأولى ، إذا القِرْنُ أصحرا
كـأنّ خَـواتَ الرعـدِ رزءُ زئيـره
من اللاء يسكـن العريـن بعثـرا
إذا نحـن أبردنـا وردت ركابـنـا
وعنّ لنا، من أمرنـا، مـا تَيَسّـرا
بدا لك منـي عنـد ذاك صريمتـي
وصبري إذا ما الشيء ولى فأدبـرا
وما أنس مالأشياء لا أنـس قولهـا
لجارتهـا مـا إن يعيـش بأحـورا
لعلّكِ، يومـاً، أن تُسِـرّي نَدامَـة
ًعلي بما حشمتني يـوم غضـورا
فغربت إن لم تخبريهـم فـلا أرى
لي اليوم أدنى منك علمـاً وأخبـرا
قعيدَكِ، عمـرَ الله، هـل تَعلميننـي
كريماً، إذا اسوَدّ الأنامـلُ، أزهـرا
صبوراً على رزء الموالي وحافظـاً
لعرضي حتى يؤكل النبت أخضـرا
أقـب ومخمـاص الشتـاء مـرزأ
إذا اغبـر أولاد الأذلــة أسـفـرا

أغار مع جماعة من قومه على رجل فأخذ إبله وامرأته ثم اختلف معهم فهجاهم:
فزعموا أن الله عز وجل قيض له وهو مع قوم من هلاك عشيرته في شتاءٍ شديد ناقتين دهماوين، فنحر
لهم إحداهما وحمل متاعهم وضعفاءهم على الأخرى، وجعل ينتقل بهم من مكان إلى مكان، وكان بين
النقرة والربذة فنزل بهم مابينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم إن الله عز وج قيض له رجلاً صاحب مائةٍ
من الإبل قد فر بها من حقوق قومه- وذلك أول ما ألبن الناس-فقتله وأخذ إبله وامرأته، وكانت من
أحسن النساء، فأتى بالإبل أصحاب الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل
يقسمها بينهم وأخذ مثل نصيب أحدهم، فقالوا: لا واللات والعزى لا نرضى حتى نجعل المرأة نصيباً فمن
شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته وأنه إن فعل
ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلاً ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة
حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه؛ فقال عروة في ذلك
قصيدته التي أولها:

ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهـم
كما الناس لما أخصبوا وتمولوا
وإنّـي لمَدفـوعٌ إلـيّ ولاؤهـم
بماوان إذ نمشـي وإذ نتملمـل
وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
ينوسُ عليها رحلُها مـا يحلّـل
موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارف
ٌتقيـد أحيانـاً لديهـم وترحـل
عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُـمُ
وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّـل
وقلت لها يـا أم بيضـاء فتيـة
طعامُهُمُ، من القُـدورِ، المعجَّـل
مضيغ من النيب المسان ومسخن
من الماء نعلوه بآخر مـن عـل
فإني وأياهم كـذي الأم أرهنـت
له ماء عينيها، تفَـدّي وتَحمِـل
فلمـا ترجـت نفعـه وشبابـه
أتت دونها أخرى جديداً تكحـل
فباتَتْ لحدّ المِرفَقَيـنِ كلَيهمـا
تخير من أمرين ليسـا بغبطـة
هو الثّكلُ، إلاّ أنهـا قـد تجمَّـل
كليلة ِ شيباء التي لستَ
، إذ منّ، ما مـنّ، قِرمِـل
أقول له يـا مـال أمـك هابـل
متى حسبت على الأفيـح تعقـل
بدَيمومة ٍ، ما إن تكادُ ترى بهـا
من الظمأ الكوم الجـلاود تنـول
تنكـر آيـات البـلاد لمـالـك
وأيقن أن لا شيء فيهـا يقـول

**يتبــــــــــــــــــــــــع **




الشميلاني 25-01-2010 12:08 PM

رد: من هو الصعلوك
 
http://www.asharqalawsat.com/2003/02...art.151169.jpg
قال الحطيئة لعمر بن الخطاب
كنا نأتم في الحرب بشعره:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال: بلغني أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان
فينا قيس بن زهير وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد،
وننقاد لأمر الربيع بن زياد.

سبي ليلى بنت شعواء ثم اختارت أهلها فقال شعراً:
وقال ابن الأعرابي في هذه الرواية أيضاً: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال
بن عامر بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها تحبه، ثم
استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم،
وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً!
أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في ذلك:

ت
حن إلى ليلى بجـو بـلادهـا
وأنت عليها بالملا كنت أقـدر
وكيف ترجيها وقد حيل دونهـا
وقد جاوزت حياً بتيماء منكرا
لعلك يوماً أن تسـري نـدامة
علي بما جشمتني يوم غضورا

وهي طويلة. قال: ثم إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين
يقال لها أسماء، فما لبثت عندهم إلا يوماً حتى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أن عامر بن الطفيل فخر
بذلك وذكر أخذه إياها، فقال عروة يعيرهم بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية:

إن تأخذوا أسماء موقـف سـاعةٍ
فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب
لبسنا زماناً حسنها وشـبـابـهـا
وردت إلى شعواء والرأس أشيب
كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعـهـا
غداة اللوي معصوية يتصـبـب

مثل هذا الصعلوك المغامر الجريء حتى لو مات تظل ذكراه خالدة المحامد ،
وهكذا كان عروة بن الورد .
وهذه قصيدة ( أفي ناب :

أفي نـاب ٍ منحناهـا فقيـرا
ًله بطنابنـا طنـبٌ مُصيـتُ
وفضلة سمنةٍ ذهبـت إليـهِ
وأكثر حقـهِ مـا لا يفـوتُ
تبيتُ على المرافقِ ، أم وهبٍ
وقد نام العيونُ لهـا كتيـتُ
فـإنّ حمِيّتنـا أبـداً حـرامٌ
وليس لجارِ منزلنـا حَميـتُ
وربُتَ شبعةٍ آثـرتُ فيهايـداً
جـاءت تُغِيـرُ لهـا هَتيـتُ
يقولُ الحـقُ مطلبُـهُ جَميـلٌ
وقد طلبوا إليكَ فلـم يقيتـوا
فقلت ألا أحيَ وأنـت حـرٌ
ستشبعُ في حياتك أو تمـوتُ
إذا مـا فاتنـي لـم أستقلـهُ
حياتي والملائِـم لا تفـوت
وقد علمت سليْمـى أن رأيٌ
ورأي البخلِ مختلفٌ شتيـتُ
وأني لا يريني البخـل رأيٌ
سواءٌ إن عطشتُ وإن رويتُ
وأني حين تشتجر العوالـي
حوالي اللبِّ ذو رأيٍ زَميتُ
وأكفي ما علمت بفضلِ علـمٍ
وأسألُ ذا البيـانِ إذا عميـتُ

وهذه قصيدة : أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ

أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
بني ناشب عني ومن يتنشب
آكلكم مختار دار يحلها
وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ
وابلغ بني عوذ بن زيد رسالة ً
بآية ِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا
فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم
وقال له ذو حلمكم أين تذهب
وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى
فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ
فيلحق بالخيرات من كان أهلها
وتعلم عبس رأس من يتصوب

http://www.asharqalawsat.com/2003/02...art.151169.jpg
توفي عروة بن الورد سنة 596 للميلاد .


الشميلاني 25-01-2010 12:11 PM

رد: من هو الصعلوك
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.
وبعد:
فهذه الترجمه الثانيه من سلسلة تراجم سنتناولهاا للشعراء الصعاليك ،
نُلقي الضوء في هذه الصفحه على حياة واحد من الشعراء الصعاليك الذين
يعتبرهم مؤرخو الشعر العربي ظاهرة فريدة في تاريخ الشعر العربي ، فهم شعراء ولصوص ... قطاع
طرق يقرضون الشعر ... يسرقون القوافل ويكتبون القوافي ...يغزون القبائل ويمجدون غزواتهم بشعر
بليغ......!
شااعرنااا هو
........
( تأبط شراً )

- رحلة في الخيال .
- رحلة في عالم آخر.
- رحلة في نظم خيوط القوافي.
- رحلة في قصايد أدبنا العربي القديم
لم يكن الأنسان العربي القديم انسان ساذج محدود الفكر في الحرب والنهب
ولكنه يرخي العنان لخياله لاكتشاف عالم آخر لم تنجبه تلك الصحراء الجرداء ولا الحياة الصعبة
ولعل ذلك يبرز في شاعر عاش تلك الحياة
( تــــــأبــط شــــراً ):
أشهر شعراء الصعاليك فقد كان لذلك الشاعر جرأه في الخيال وقوة في القصائد
لاتقل عن جرأته وقوته في حياته.
في أحدى قصائد تأبط شراً أو مغامراته الخيالية تحرر ذلك الصعلوك من حدود بيئته
وانطلق بفكره ليصف في رحلة خيالية من خلال قصيده أراد بها التحدي والوصف.
التحدي إلى عالم مجهول، إلى تمثيل خيال بشخوصه
يتكلم ويخاطب ويموت ويحيا بروعة سبك درامي وفن روائي لم يكن معروفا في ذلك العصر

( تأبط شراً )
الشاعر الصعلوك واللص الأديب الذي خرج علينا بعده بمئات السنين الكاتب
الفرنسي موريس لبلان بقصص ( أرسين لوبين ) اللص الشريف الذي يعد نموذجاً لبعض امكانات
( تأبط شراً ) لكن الأصل سيبقي دوما هو (تأبط شرا)ً
.

*يتبــــــــــــــــــع*

الشميلاني 25-01-2010 12:14 PM

رد: من هو الصعلوك
 
تابَّطَ شَراً
{}}{نسبه ولقبه}{{}
هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن.
وقيل:
حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
ويقال بأنه من أغربة العرب .
إذ كانت أمه حبشية سوداء ورث عنها سوادها ، والأقرب للحقيقه أن أمه حرة
إمن بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة : تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا
بواكي له00 وقيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو.

وتأبط شراً لقب لقب به:ماهو السبب ؟
ذكر عدة روايات :
أنه كان رأى كبشاً في الصحراءفاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول
طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول
فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت? قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك.

وقيل:
بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك
فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه
فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت
فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت?
فقالت: أتاني بأفاع في جراب
قلن: وكيف حملها? قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً فلزمه تأبط شراً.
وحدث علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
أن أمه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة فيروحون بها?
فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه فأعطته فملأه لها أفاعي وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.

ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى فإنه يصف
لقاءه إياها في شعره كثيراً فمن ذلك قوله:

فأصبحت الغول لي جارة 00000 فيا جارتا لك ما أهـولا
فطالبتها بضعها فالتـوت 00000 علي وحاولت أن أفعـلا
فمن كان يسأل عن جارتي 000 فإن لها باللوى مـنـزلا

يصف غولاً افترسها:
وإنما سمي تأبط شراً لأنه - فيما حكي لنا - لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان
في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها حتى قتلها وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه
وجاء بها إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شراً

فقال في ذلك:
تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى 000 يوائم غنماً أو يشيف على ذحل
وقال أيضاً في ذلك:
ألا مـن مــبـلـغ فـتـيــان فـهـم 000 بما لاقيت عند رحى بطـان
وأني قد لقيت الغول تهـوي 000 بسهب كالصحيفة صحصحان
فقلت لها: كلانـا نـضـوأين 000 أخــو ســفـر فخــلي لي مكانـي
فشدت شدة نحوي فـأهـوى 000 لها كـفـي بمصــقـول يـمـانـي
فأضربها بلا دهش فخـرت 00000 صـريعاً لليــديـن ولـلـجـــران
فقالت: عد فقلت لها: رويداً 000 مكانك إنني ثــبت الـجـنـان
فـلـم أنفـك متـكـئاً عـلـيــهـا 000 لأنـظــر مصــبحاً ماذا أتـانـي
إذا عينان فـي رأس قـبـيـح 000 كرأس الهــر مشقوق اللسـان
وساقا مخدج وشواة كـلـب 000 وثوب مـن عباء أو شـــنـان

وربما كانت قبيلته هي التي لقبته بهذا لكثرة جناياته وجرائره .
إذاًهو من الشعراء الصعاليك، عاش في الحجاز، في المنطقة المحيطة بالطائف،
وجمع عصابة للاغارة على بني خثعم وهذيل، والأزد.. شاع شعره في وصف الغيلان والجن.

وقد مات والد تأبط وهو لايزال صغيرا فتزوجت والدته بأبي كبير الهذلي،
وكان تأبط غلاماً صغيراً فتنكر له ، وعرف أبو كبير ذلك في وجهه ، إلى أن ترعرع الغلام .
فقال أبو كبير لزوجته :
ويحك ، قد رابني والله أمر هذا الغلام ، ولا آمنه .
قالت : فاحتل عليه حتى تقتله .
فقال له ذات يوم : هل لك أن تغزو يا ثابت ؟؟
فقال : ذاك من أمري .
قال : فامض بنا
فخرجا غازيين لازاد معهما ، فسارا ليلتهما ويومهما من الغد .. حتى ظن أبو كبير أن الغلام قد جاع .
فلما أمسى قصد به أبو كبير قوماً كانوا له أعداء ، فلما رأيا نارهم من بعيد
قال له أبو كبير : ويحك قد جعنا .فلو ذهبت إلى تلك النار فالتمست لنا منها شيئا
فمضى تأبط شراً ،
فوجد على النار رجلين من ألصِّ من يكون من العرب وإنما أرسله إليهما أبو كبير ليقتلاه .
فلمارأياه قد غشى نارهما وثبا عليه ، فرمى أحدهما وكر على الآخر فرماه ،فقتلهما ، ثم جاء إلى نارهما فأخذ الخبز .
فجاء به إلى أبو كبير فقال له : كل ، لاأشبع الله بطنك ، ولم يأكل هو
فقال : ويحك أخبرني ماذا حدث؟
فأخبره ، فازداد خوفاً منه .
ثم مضيا ليلتهما فأصابا إبلاً ، وكان يقول له أبو كبير ثلاث ليال :
اختر أي نصفي الليل شئت تحرس فيه وأنام ، وتنام النصف الآخر ،
فقال : ذلك لك ، اختر أيهما شئت .
فكان أبو كبير ينام إلى نصف الليل ويحرسة تأبط شراً ، فإذا نام تأبط شراً نام أبو كبير أيضا لايحرس شيئا حتى استوفى الثلاث .
فلما كان في الليلة الرابعة ظن أبو كبير أن النعاس قد غلب الغلام ،فنام أول الليل إلى نصفه ، وحرسة تأبط شراً ،
فلما نام الغلام قال ابو كبير : الآن يستثقل نوماً وتمكنني فيه الفرصة ، فلما ظن أنه استثقل أخذ حصاة صغيرة فرمى بها
فقام تأبط كقيامه الأول وقال :
مالذي أسمع ؟ قال : والله ماأدري لعل بعض الإبل تحركت ، فقام وطاف فلم يرى شيئا
فعاد فنام ، فأخذ حصاة أصغر من تلك فرمى بها فوثب تأبط ، فطاف ورجع إليه فقال :
ياهذا، إني قد أنكرت أمرك والله ,لئن عدت أسمع شيئا من هذا لأقتلنك.
قال أبو كبير : فبت والله أحرسه خوفا من ان يتحرك شيء من الإبل فيقتلني

*يتبــع*

الشميلاني 25-01-2010 12:15 PM

رد: من هو الصعلوك
 

الخيال :

مما روته كتب التاريخ عن تأبط شراً انه خارق القوة، فان اتكأ على بعير اسقطه، او استوى على
ظهرفرس اجهضها، وهو اسرع من الجياد الجامحة ومن ذلك ما يقال عن تأبط شراً من أنه " كان
أعدى ذي رِجْلين وذي ساقين وذي عينين ، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة ، فكان ينظر الى الظباء ،
فينتقي على نظرة أسمنها ، ثم يجري خلفه ، فلا يفوته ، حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ، ثم يشويه فيأكله "
ويسبق الظبي في عدوه، وان رمى رمحه، فانه كريح الشتاء، ورغم ان له الكثير من الحكايات
الخرافية مع الجان والغيلان، الا ان الذين وصفوه، يرون انه هو الغول بعينه، فضفيرتاه تشبهان قرني
الشيطان، وله عينان حمراواتان، تنبعث منهما اشعة كريهة تنذر الناظر اليهما بالموت، وفمه كفوهة
بئر، اما انفه فانه يشبه رأس البعير.. مع هذه الاوصاف وغيرها من امارات القبح، فان (تأبط شرا) يعد
واحدا ممن يعشقنه النساء، كما تجلى ذلك واضحا في اشعاره.


نادته امه يوما، وقالت له: «ايها الولد العاق، ها أنت ترى ما نحن فيه من شظف
العيش، وانت لا هملك الا ان تسابق الغزلان، لم لا تنطق ايها الخبيث؟!»، فيجيبها: «وماذا تريدين ان
افعل، بعد ان جئتلك بكبش سمين، فاذا به ينقلب بين يديك الى ذئب مفترس؟! وسرقت لك ما يزن حمل
بعير من التمر،فانقلب التمر حين رأى وجهك الى أفاع سامة!! فماذا افعل لك بعد ذلك يا امرأة؟!


لكنها لا تعبأ بما قال وتصرخ فيه: اسمع ايها الجلف.. ان في فلاة رحى بطان من ارض هذيل، إبلترعى،
فلو تربصت ببعضها ليلا.فيصيح فيها مقاطعا: انتِ اذاً تريدين لابنك ان يسرق اموال الناس؟ فتجيبه
ساخرة: ثكلتك امك، وهل لك صنعة اخرى غير السرقة التي ورثتها عن ابيك؟فيجيبها: واللات ما
اسموك ام الاشرار عبثا, وبئس الأم انت يا من تحرضين ولدك على فعل الشر ، فتقول له: «لا تجادلني،
وانت لا عمل لك سوى مجالسة السراق كأبي خراش والشنفري.. هيا اذهب يا تأبط الى رحى بطان،
وعد لأمك بلبن النياق.



ومن أشعاره التي رواها المفضل الضبي في مفضلياته ، والتي يصور فيها
أحدى مغامراته مع صديقيه الشنفرى وعمرو بن براق والتي باءت بالفشل فدبروا حيلة بارعة نجوا
فيها عدوا على الأقدام :


ليلة صاحوا وأغروا بي سِراعهُمُ
بالعَيكتين لدى مَعْدَى ابـن بـرّقِ

كأنما حثحثوا حُصَّـا قَوادِمُهُـأ
و أم خؤشْفٍ بذي شَثّ وطُبَّـاقِ

لاشيء أسرع مني ليس ذا عدوٍ
وذا جناحٍ بجنب الريْـدِ خَفـاق

حتى نجوت ولما ينزعوا سلبـي
بِوالهٍ من قَبِيِض الشـدِّ غيْـذاقٍ

ويقول أيضا:

لكنما عِولي إن كنتُ ذا عِـوَلٍ
بَصيرٍ بكسبِ الحمد سَباقِ

سباقِ غاياتٍ مجدٍ في عشيرته
مُرجعِ الصوتِ هدّا بين أرفاقِ

عاري الظنابيبِ مُمتد نواشـرهُ
مِدلاج أدهم واهي الماء غساق

حمـال ألويـة شهـاد أنديـة
قوال محكمـة جـواب آفـاق

فذاك هَمي وغزوي أستغيث بهِ
إذا استغثت بضاق الرأس نعاقِ



فهو يتصف بجهارة الصوت بين رفاقه وبضمور جسمه وقوته وصلابته
وجرأته .ولا ينسى أن يضيف إلى هذه الخصال خصلة الكرم:


بلْ من لعذّالـةٍ خَذّالـةٍ أشـبٍ
حَرقَ باللوم جِلدي أيَّ تحـراقِ

يقول أهلكت مـالا قنعـت بـهِ
من ثوب صدقٍ ومن بزّ وأعلاقِ

عاذلتي إن بعض اللوم مَعْنَفـةٌ
وهل متـاعٌ وإن أبقيتُـه بـاقِ



وكأن الصعلكة قد أنعكست عليها صفات الفرسان من سمو في الأخلاق .
قيل لقي تأبط شرا رجلاً من ثقيف يقال له ابو وهب وكان جباناً اهوج وعليه حلة جيدة
فقال ابو وهب لتأبط شرا: بم تغلب الرجال يا ثابت وانت كما أرى دميم ضئيل؟
قال: باسمى, انما اقول ساعة ما ألقى الرجل:انا تأبط شرآ،فيخلع قلبه حتى انال منه ما اردت.
فقال له الثقفي : أقط؟ قال:قط ، قال: فهل لك ان تبيعني اسمك؟
قال:نعم،
قال: فبم تبتاعه؟
قال: بهذة الحلة وبكنيتك
قال لة:افعل،ففعل،
وقال تأبط شرآ: لك اسمي ولي كنيتك
وأخذ حلته واعطاه كساء بالي ثم انصرف.
وقال يخاطب زوجة الثقفي:

ألا هل اتى الحسنـاء ان حليلهـا
تأبط شـرآ واكتنيـت أبـا وهـب

فوهب تسمى باسمي وسميت باسمه
فأين له صبري على معظم الخطب

وأين له بأس كبأسـي وسورتـي
وأين له فـي كـل فادحـة قلبـي


عاشقة تأبط شرا :

وصفها بأنها جميلة كالوردة في خدرها، لولا ان بها شوك، فيروي قصته معها،
يوم خرج مع صاحبهالشنفرى الذي كان مثله عداء لا يشق له غبار، فتسللا معا في جوف الليل، حتى
ظهرت لهما نيران لأناس يسمرون قرب قافلة لهم، فقال الشنفري: علينا ان نسرق ما في هذه القافلة
فيسأل تأبط عن السبيل الى ذلك، ورجال القافلة كثيرون؟!

فيرسم له الشنفري الخطة، وهي كالتالي:

تقترب انت منهم، فيطمعون فيك، فاذا طاردوك، فطاولهم.. فاذا عدوا خلفك،
استأسر لهم، فان اخذوك
الى حيث القافلة ثم اوثقوك، بدوت لهم انا من بعيد، اعدوا امامهم، حتى يجدوا في طلبي، فأباعد بينهم
وبين القافلة، فتحل انت وثاقك، وتسوق القافلة الى مخبأنا . وفعل تأبط ما تم الاتفاق عليه، فاذا بدا لهم
الشنفرى،
سألوا تأبط: اهذا صاحبك؟!
فأجابهم: احذروه، فانه اسرع من يعدو في العرب، وما احسبكم
تلحقون به
فاجابه احدهم: لن يعجزنا ان نأتي به لنضمه اليك.
وبدأوا يطاردون الشنفرى وهم على ظهور جيادهم، بينما هو يعدو
عدوا، قد ابعد بهم مسافات طويلة عن قافلتهم.
وفي هذه الاثناء فك تأبط شرا وثاقه، وساق القافلة الى حيث
مخبأهما، وما ان ادخل الأبعر الى الكهف، حتى سمع صوتا نسائيا،
فاستطلع الامر، واذا به امام شابة رائعة الجمال، لينة الاعطاف، يكاد بياض وجهها ينير ظلمة الكهف،
ترجوه ان يتركها الى حال سبيلها بعد ان ظفر بغنيمته،
فيقول لها: اومن يظفر بمثلك يفعل ما تطلبين واللات ما افرط فيك
ابدا.
فتضحك بمرح ودلال قائلة: ما احسبك الا اضعف الخلق.
فيجيبها محتدا: ليس لمثلي يقال هذا الكلام
فتمد نحوه يدها، وترفعه من صدره الى اعلى ثم تلقي به الى
الارض, فحاول القيام وهو يتوعدها: واللات ما ابقي عليك حية، وان
كنت اجمل الجميلات.
فترفعه من صدره ثانية ثم تلقي به الى الارض، ووضعت رجلها فوق
جسمه، وتوجهت اليه بالحديث وهي ضاحكة، ومزهوة بنصرها عليه: والآن ما تقول ايها الخبيث وانت
تحت قدمي لا تملك حراكا.
فيجيبها: ويحك من اين لك هذه القوة؟؟
فتنشرح اساريرها لسؤاله: حسنا، ما دمت قد اقررت بأن هناك من
هو اقوى منك، فاني اعفو عنك.
ويسألها تأبط: كيف تركتني اسوق قافلة قومك، ولم تمنعيني من ذلك؟
تجيبه: سمعت عن شجاعتك، واعجبت بك، فتركتك تفعل ما تفعل
لأظفر بك.
فيجيبها بخذلان وأسى: ظننت انني انا الذي ظفر بك، هيا.. اقتليني فلا
احتمل ذلا بعد هذا الذل، امرأة تصرع تأبط شرا؟! اقتليني ويحك، ماذا تنتظرين؟
فتقول له: هناك ما هو خير من قتلك، وهو ان تتزوجني، فوالله قد
احببتك من كثرة ما سمعت عنك، تزوجني.. فلا يكون احد في ارض العرب، في شدة قوة اولادنا.
فتزوجها بعد ان شغف بها حباً، ورغم قبحه، صار الناس يضربون
الامثال بجمال (براق) ولده الأول منها.


الشميلاني 25-01-2010 12:16 PM

رد: من هو الصعلوك
 

لم لا تنهشه الحيات ؟

أخبرنا الحسين بن يحيى: قال: قرأت على حماد: وحدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللهبي: قال:
قيل لتأبط شراً: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيات في سراك?
فقال: إني لأسرى البردين.
يعني أول الليل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، وآخر الليل تمور مقبلة إليها.

يابى الا الحذر

قال: وخرج تأبط غازياً يريد الغارة على الأزد في بعض ما كان يغير عليهم وحده
فنذرت به الأزد فأهملوا له إبلاً وأمروا ثلاثة من ذوي بأسهم وهم:
حاجز بن أبي، وسواد بن عمرو بن مالك، وعوف بن عبد الله0 أن يتبعوه حتى ينام فيأخذوه أخذاً
فكمنوا له مكمناً، وأقبل تأبط شراً فبصر بالإبل، فطردها بعض يومه. ثم تركها ونهض في شعب لينظر:
هل يطلبه أحد? فكمن القوم حين رأوه ولم يرهم، فلما لم ير أحداً في أثره عاود الإبل فشلها يومه وليلته
والغد حتى أمسى، ثم عقلها، وصنع طعاماً فأكله، والقوم ينظرون إليه في ظله، ثم هيأ مضطجعاً على النار
ثم أخمدها وزحف على بطنه ومعه قوسه، حتى دخل بين الإبل
وخشي أن يكون رآه أحد وهو لا يعلم ويأبى إلا الحذر والأخذ بالحزم
فمكث ساعة وقد هيأ سهماً على كبد قوسه، فلما أحسو نومه أقبلوا ثلاثتهم يؤمون المهاد الذي رأوه هيأه
فإذا هو يرمي أحدهم فيقتله وجال الآخران ورمى آخر فقتله وأفلت حاجز هارباً وأخذ سلب الرجلين
وأطلق عقل الإبل وشلها حتى جاء بها قومه

وقال تأبط في ذلك:

ترجي نساء الأزد طلعة ثـابـت 000
أسيراً ولم يدرين كيف حويلـي

فإن الأللى أوصـيتم بـين هـارب
طريد ومســفـوح الدماء قـتـيـل

وخدت بهم حتى إذا طال وخدهم000
وراب عليهم مضجعي ومقيلـي

مهدت لهم حتى إذا طاب روعهم 000
إلى المهد خاتلت الضيا بختـيل

فلما أحســوا النوم جاءوا كأنـهـم 000
سباع أصابت هجـمة بـســـلـيـل

فقلدت سوار بن عمرو بن مالك 000
بأســمر جســر القدتـين طـمـيل

فـخـر كأن الفيــل ألقـى جــرانـه 000
عــليــه بـريــان الـقـواء أســـيـل

وظل رعاع المتن من وقع حاجز 000000
يخر ولونهنهت غـيــر قـلـيل

لأبت كما آبا ولو كنـت قـارنـاً 000000
لجئت وما مالكت طول ذميلـي

فســرك ندمانـك لـمـا تـتـابـعـا 00000
وأنك لم تـرجع بعــوص قـتـيــل

ستأتي إلى فهم غنـيمة خـسـلة 000
وفي الأزد نـوح ويــلة بـعـويــل

فقال حاجز بن أبي الأزدي يجيبه:

سألت فلم تكلمني الرسوم 000
وهي في أشعار الأزد.

فأجابه تأبط شراً:


لقـد قال الخـلي وقال خلـســـاً 000
بظهر الليل شد به العكـوم

لطيف من سعاد عناك منهـا 000
مراعاة النجوم ومـن يهـيم

وتلك لئن عنيت بـهـا رداح 000
من النسوان منطقها رخـيم

نياق القرط غراء الـثـنـايا 000000
وريداء الشباب ونعـم خـيم

ولكن فات صاحب بطن وهو 000000
وصاحبه فأنت بـه زعـيم

أؤاخـذ خطة فـيـهـا ســـواء 000000
أبيــت وليــل واترهـا نـؤوم

ثأرت به وما اقترفـت يداه 000000
فظل لها بنـا يوم غـشـوم

تحز رقابهم حتى نـزعـنـا 000000
وأنف الموت منخره رمـيم

وإن تقع النسور علي يومـاً 000
فلحم المعتــفي لحـم كـريـم

وذي رحم أحال الدهر عنـه 000
فليس له لذي رحـم حـريم

أصاب الدهر آمن مروتـيه 00000
فألقاه المصاحب والحمـيم

مددت له يميناً من جناحـي 00000
لها وفر وكـافـية رحـوم

أواســيـه عـلـى الأيـام إنـي 000
إذا قعــدت به اللؤمـا ألـوم

عمرو بن براق يثأر من تأبط شرا

ولد حزام بن حذام: بني حرة بن جتنم، وبني نهية، وبني حبس الفتكي.
فمن شعرائهم عمرو بن براق يقال البراق وكان مع شعره بطلاً عداء. وكان تأبط شراً غزا قومه
فقتل منهم فحلف عمرو وقال: والله لا غزون وان ظفرنا بتأبط شراً لنقتلّنه. فخرج حتى ورد ارض فهم بن عدوان
فأذا تأبط شراً واخوته قد خرجوا بواد لهم في جبالهم فرنا عمر ومشاهقه، فلما امسى نزل وطاف بالجبال
وتأبط شرا داخل في الخبا، وهم يشربون فقال تأبط شرا:
لقد انكرت من امر هذه الليلة واخاف إن يكون بقربي طالب ثأر عمرو فأراد بعض اخوته ليخرج من الخبا
فقام تأبط شرا وقال:
اقعد فقعد، وتوحش ثانية فقام حليف له مسرعا وقال: لأعرفن حقيقة الخبر فخرج من مخرج في الخبا
فضربه عمرو فقتله، وسمع تأبط شرا الصوت فخرج ولا سلاح معه فضربه عمرو مامونة فصاح تأبط شرا بأخوته
دونكم الرجل، فعدا عمرو وعدا خلفه ثفاتهم فرجعوا إلى تأبط شرا فكروا جرحه وعصبوه
فلم يزل كذلك حتى برئ.
ثم إن تأبط شرا لقي عمرو بن براق بعد ذلك فقال له: يا عمرو انت الذي ضربتني وقتلت حليفي.
قال: نعم، ولا معذرة اليه. وكان مع تأبط شرا جماعة، وكان عمرو لوحده. فقال له تأبط شرا: فما ترى ?
قال: ارى الذي تراه. واحب الامور الي المناصفة، ولا نصفة عندك. فقال له:
وما المناصفة التي هي احب اليك ؟
قال: إن تبرز لي وحدك، فأبرز لك، ويموت اعجزنا. قال: ذلك لك فأبرز.
قال عمرو: فأني لا بأصحابي ولا أنت صحابك.
قال: فكيف تحب ؟ فقال إن تعدو فأعدو إلى اصحابي، وتعدو بأصحابك معك
واحد لك الحلايد ثم ابعدوا اصحابك بعدنا عنهم نازلتك الا ان لحقتني قبل فذاك،
قال: قد انصفت فاعد فاعدو واتبعه تابط شرا وادام عمرو العدو وجعل يزداد نشاطا على طول الامد
وجعل اصحاب تأبط شرا خلفه. فعند ذلك صاح به عمرو، يا ثابت أ فيك مسكنة لنزال، فأنازلك،
ام تحب الراحة فأمهلك فقال له ثابت: لا راحة بعد دون المجتلد، فعطف عليه عمرو فضربه بسيفه ضربة منكرة
فنبا عنه السيف، واذا به علا يحف لحمه على عظمه حتى يصير اشد من الحديد ولا تحيك فيه السيوف
ولا تكلمه الصخور.

وبذلك كان يقول على الجد والسير في البر و البحر و الحزن والوعرة فلما رأى عمرو سلاحه لا يحيك فيه
ترك الاشتغال بسيفه وانكشف عنه فرجع تأبط شرا ناقضا.ففي ذلك يقول عمرو بن مروان الاصمعي
فمن غريب قصائده التي قل مثلها:

عرفت الديار توهما فاعتادها 000 من بعد ما شمل البلاد ابلادها

موت أخيه عمرو:

ذكروا أنه لما انصرف الناس عن المستغل؛ وهي سوق كانت العرب تجتمع بها
قال عمرو بن جابر بن سفيان أخو تأبط شراً لمن حضر من قومه:
لا واللات والعزى لا أرجع حتى أغير على بني عتير من هذيل، ومعه رجلان من قومه هو ثالثهما
فأطردوا إبلاً لنبي عتير فأتبعهم أرباب الإبل، فقال عمرو:
أنا كار على القوم ومنهنهم عنكما، فامضيا بالإبل.
فكر عليهم فنهنهم طويلاً فجرح في القوم رئيساً ورماه رجل من بني عتير بسهم فقتله فقالت بنو عتير:
هذا عمرو بن جابر، ما تصنعون أن تلحقوا بأصحابه?
أبعدها الله من إبل فإنا نخشى أن نلحقهم فيقتل القوم منا فيكونوا قد أخذوا الثأر فرجعوا ولم يجاوزوه.
وكانوا يظنون أن معه أناساً كثيراً
فقال تأبط لما بلغه قتل أخيه:

وحرمت النساء وإن أحلت 00000
بشور أو بمزج أو لصاب

حياتي أو أزور بني عتير 00000
وكاهلها بجمع ذي ضباب

إذا وقعت لكعب أو خثـيم 000
وســيار يســوغ لها شرابي

أظني ميـتاً كمـداً ولـمـا 0000
أطالع طلعــة أهـل الكــراب

ودمت مسيراً أهدي رعيلا 0000
أؤم سواد طود ذي نقاب

فأجابه أنس بن حذيفة الهذلي:

لعـلك أن تجــيء بك المـنـايا 000
تســاق لفتيـة منـا غـضـاب

فتنزل في مكرهم صـريعـاً 00000
وتنزل طرقة الضبع السغاب

تأبط ســوأة وحمـلـت شــراً 000
لعلك أن تكــون من المصاب

أخوه السمع يثأر لأخيه عمرو:

ثم أن السمع بن جابر أخا تأبط شراً خرج في صعاليك من قومه يريد الغارة على بني عتير
ليثأر بأخيه عمرو بن جابر، حتى إذا كان ببلاد هذيل لقي راعياً لهم فسأله عنهم فأخبره
بأهل بيت من عتير كثير مالهم فبيتهم فلم يفلت منهم مخبر واستاقوا أموالهم

فقال في ذلك السمع بن جابر
:

بأعلى ذي جماجم أهل دار 000
إذا ظعنت عشيرتهم أقاموا

طرقـتـهم بـفـتـيـان كـرام 000
مســاعيــر إذا حـمي المـقـام

متى ما أدع من فهم تجبني 000
وعدوان الحماة لهم نظـام


الشميلاني 25-01-2010 12:23 PM

رد: من هو الصعلوك
 


إصابته في غارة على الأزد:
ذكروا أن تأبط شراً خرج ومعه مرة بن خليف يريدان الغارة على الأزد0
وقد جعلا الهداية بينهما، فلما كانت هداية مرة نعس
فجار عن الطريق ومضيا حتى وقعا بين جبال ليس فيها جبل متقارب، وإذا فيها مياه يصيح الطير عليها
وإذا البيض والفراخ بظهور الأكم، فقال تأبط شراً:
هلكنا واللات يا مرة، ما وطئ هذا المكان إنس قبلنا، ولو وطئته إنس ما باضت الطير بالأرض
فاختر أية هاتيت القنتين شئت، وهما أطول شيء يريان من الجبال فأصعد إحداهما وتصعد أنت الأخرى
فإن رأيت الحياة فألح بالثوب، وإن رأيت والموت فألح بالسيف، فإني فاعل مثل ذلك فأقاما يومين.
ثم إن تأبط شراً ألاح بالثوب، وانحدرا حتى التقيا في سفح الجبل فقال مرة: ما رأيت يا ثابت?
قال: دخاناً أو جراداً. قال مرة: إنك إن جزعت منه هلكنا
فقال تأبط شراً: أما أنا فإني سأخرم بك من حيث تهتدي الريح فمكثا بذلك يومين وليلتين ثم تبعا الصوت
فقال تأبط شراً: النعم والناس. أما والله لئن عرفنا لنقتلن ولئن أغرنا لندركن
فأت الحي من طرف وأنا من الآخر، ثم كن ضيفاً ثلاثا، فإن لم يرجع إليك قلبك فلا رجع
ثم أغر على ما قبلك إذا تدلت الشمس فكانت قدر قامة وموعدك الطريق.
ففعلا، حتى إذا كان اليوم الثالث أغار كل واحد منهما على ما يليه، فاستاقا النعم والغنم
وطردا يوماً وليلة طرداً عنيفاً حتى أمسيا الليلة الثانية دخلا شعباً فنحرا قلوصاً
فبينا هما يشويان إذا سمعا حساً على باب الشعب،
فقال تأبط: الطلب يا مرة، إن ثبت فلم يدخل فهم مجيزون وإن دخل فهو الطلب
فلم يلبث أن سمع الحس يدخل فقال مرة: هلكنا، ووضع تأبط شراً يده على عضد مرة فإذا هي ترعد
فقال: ما أرعدت عضدك إلا من قبل أمك الوابشية من هذيل، خذ بظهري فإن نجوت نجوت وإن قتلت وقيتك.
فلما دنا القوم أخذ مرة بظهر تأبط، وحمل تأبط فقتل رجلاً، ورموه بسهم فأعلقوه فيه
وأفلتا جميعاً بأنفسهما، فلما أمنا وكان من آخر الليل، قال مرة: ما رأيت كاليوم غنيمة
أخذت على حين أشرفنا على أهلنا، وعض مرة عضده، وكان الحي الذين أغاروا عليهم بجيلة
وأتى تأبط امرأته، فلما رأيت جراحته ولولت،
فقال تأبط في ذلك:
وبالشعب إذ سدت بجـيلة فـجـه 000000 ومن خلفه هضب صغار وجامـل
شــددت لنفس المـرء مرة حـزمـه 000000 وقد نصب دون النجاء الحـبـائل
وقلت له: كن خلف ظهري فإننـي 00000 سأفديك وانظر بعد ما أنت فاعـل
فعاذ بحد السيف صاحب أمـرهـم 0000 وخلوا عن الشيء الذي لم يحاولوا
وأخطأهم قتلي ورفعت صاحـبـي 0000 علىالليل لم تؤخذ عليه المخاتـل
واخطأ غــنـم الحي مــرة بـعـدمـا 0000000 حوتــه إلـيــه كــفـه والأنـامـل
بعض على أطرافه كـيف زولـه 00000 ودون الملا سهل من الأرض مائل
فقلت له: هذي بتـلـك وقـد يرى 000000 لها ثمناً من نـفـسـه مـا يزاول
تولول سعدى أن أتيت مـجـرحـاً 000000 إليها وقد منت علي الـمـقـاتـل
وكائـن أتــاها هارباً قبـل هـــذه 000000 ومن غـانم فأيــن منك الولاول

يثبث مع قلة من أصحابه فيظفرون:

فلما انقضت الأشهر الحرم خرج تأبط والمسيت بن كلاب في ستة نفر يريدون الغارة على بجيلة
والأخذ بثأر صاحبيهم عمرو بن كلاب وسعد بن الأشرس. فخرج تأبط والمسيب بن كلاب وعامر بن الأخنس
وعمرو بن براق ومرة بن خليف والشنفري بن مالك ((والسمع وكعب حدا رابنا جابر أخوا تأبط))
فمضوا حتى أغاروا على العوص فقتلوا منهم ثلاثة نفر: فارسين وراجلاً وأطردوا لهم إبلاً
وأخذوا منهم امرأتين فمضوا بما غنموا حتى إذا كانوا على يوم وليلة من قومهم عرضت لهم خثعم
في نحو من أربعين رجلاً، فيهم أبي بن جابر الخثعمي وهو رئيس القوم
فقال تأبط: يا قوم، لا تسلموا لهم ما في أيديكم حتى تبلوا عذراً
وقال عامر بن الأخنس: عليكم بصدق الضراب وقد أدركتم بثأركم
وقال المسيب: اصدقوا القوم الحملة وإياكم والفشل
وقال عمرو بن براق: ابذلوا مهجكم ساعة فإن النصر عند الصبر
وقال الشنفري:
نحن الصعاليك الحماة البزل000إذا لقينا لا نرى نـهـلـل
وقال مرة بن خليف:
يـا ثـابت الخيـر ويـا بـن الأخـنـس 000000 ويا بن براق الكـريم الأشـوس
والشنفري عند حـيود الأنـفـس 000 أنا ابن حامي السرب في المغمس
0000000000نحن مساعير الحروب الضرس 000000000000
وقال كعب حدار أخو تأبط: يا قوم أما إذ لقيتم فاصبروا ولا تخيموا جزعاً فتدبروا
وقال السمع أخو تأبط:
يا قوم كونوا عندها أحرارا 000 لا تسلموا العون ولا البكارا
ولا القناعيس ولا العشـارا 00000 لخثعم وقد دعـوا غـرارا
ساقوهم الموت معاً أحرارا 000 وافتخروا الدهر بها افتخاراً
فلما سمع تأبط مقالتهم قال: بأبي أنتم وأمي، نعم الحماة إذا جد الجد
أما إذا أجمع رأييكم على قتال القوم فاحملوا ولا تتفرقوا فإن القوم أكثر منكم فحملوا عليهم
فقتلوا منهم ثم كروا الثانية فقتلوا ثم كروا الثالثة فقتلوا فانهزمت خثعم
وتفرقت في رؤوس الجبال، ومضى تأبط وأصحابه بما غنموا وأسلاب من قتلوا
فقال تأبط من ذلك:
جزى الله فتياناً على العوص أشرقت 000 سيوفهم تحت العـجـاجة بـالـدم
الأبيات...
وقال الشنفري في ذلك:
دعيني وقولي بعد ما شئت إنني 000 سيفدي بنفسي مرة فـأغـيب
الأبيات...
وقال الشنفري أيضاً:
ألا هـل أتى عـنا سـعاد ودونهـا 0000 مهامه بيد تعتلي بالصعالـيك
بأنا صبحنا القوم في حر دارهم 000 حمام المنايا بالسيوف البواتـك
قتلنا بعمرو منهم خير فـارس 00000 يزيد وسعدا وابن عوف بمالك
ظللنا نفري بالسيوف رؤوسهم 000 ونرشقهم بالنبل بين الدكـادك
وقال غيره:
لا بل قال هذه القصيدة في عامر بن الأخنس الفهمي، وكان من حديث عامر بن الأخنس
أنه غزا في نفر، بضعة وعشرين رجلاً، فيهم عامر بن الأخنس، وكان سيداً فيهم، وكان إذا خرج في غزو رأسهم
وكان يقال له سيد الصعاليك، فخرج بهم حتى باتوا على بني نفاثة بن عدي بن الديل ممسين
ينتظرون أن ينام الحي، حتى إذا كان في سواد الليل مر بهم راع من الحي قد أغدر فمعه غديرته يسوقها
فبصر بهم وبمكانهم، فخلى الغديرة وتبع الضراء ضراء الوادي، حتى جاء الحي فأخبرهم بمكان القوم
وحيث رآهم، فقاموا فاختاروا: فتيان الحي فسلحوهم، وأقبلوا نحوهم، حتى إذا دنوا منهم
قال رجل من النفاثيين: والله ما قوسي بموترة. فقالوا: فأوتر قوسك، فوضع قوسه فأوترها،
فقال تأبط لأصحابه: اسكتوا، واستمع فقال: أتيتم والله، قالوا: وما ذلك؟
قال: أنا والله أسمع حطيط وتر قوس. قالوا: والله ما نسمع شيئاً،
قال: بلى والله إني لأسمعه، يا قوم النجاء، قالوا: لا والله ما سمعت شيئاً،
فوثب فانطلق وتركهم، ووثب معه نفر، وبيتهم بنو نفاثة فلم يفلت منهم إنسان،
وخرج هو وأصحابه الذين انطلقوا معه، وقتل تلك الليلة عامر بن الأخنس.
قال ابن عمير: وسألت أهل الحجاز عن عامر بن الأخنس، فزعموا أنه مات على فراشه.
فلما رجع تأبط قالت له امرأته: تركت أصحابك،
فقال حينئذ:
ألا عجب الفتيان من أم مـالـك 000 تقول: لقد أصبحت أشعث أغبرا
ينهزم من النساء
قال أبو عمر الشيباني: لا بل كان من شأن تأبط وهو ثابت بن جابر بن سفيان، وكان جريئاً شاعراً فاتكاً
أنه خرج من أهله بغارة من قومه، يريدون بني صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعيد بن هذيل،
وذلك في عقب شهر حرام مما كان يحرم أهل الجاهلية، حتى هبط صدر أدم، وخفض عن جماعة بني صاهلة،
فاستقبل التلاعة، فوجد بها داراً من بني نفاثة بن عدي، ليس فيها إلا النساء، غير رجل واحد،
فبصر الرجل بتأبط وخشية، وذلك في الضحى، فقام الرجل إىل النساء، فأمرهن فجعلن رؤوسهن جمماً
وجعلن دروعهن أردية، وأخذن من بيوتهن عمداً كهيئة السيوف فجعلن لها حمائل، ثم تأبطنها
ثم نهض ونهضن معه يغريهن كما يغري القوم، وأرمهن أن لا يبرزن خداً، وجعل هو يبرز للقوم ليروه،
وطفق يغري ويصيح على القوم، حتى أفزع تأبط شراً واصحابه وهو على ذلك يغري. في بقية ليلة أو ليلتين
من الشهر الحرام، فنهضوا في شعب يقال له شعب وشل، وتأبط ينهض في الشعب مع أصحابه، ثم يقف في آخرهم
ثم يقول: يا قوم لكأنما يطردكم النساء، فيصيح عليه أصحابه فيقولون: انج أدركك القوم، وتأبى نفسه
فلم يزل به أصحابه حتى مضى معهم
فقال تأبط في ذلك:
أبعـد النفاثيين أزجـر طائرا 00000000 وآسى على شيء إذا هو أدبرا
أنـهنه رجلي عنهم وإخــالهم 000000 من الذل يعـراً بالتلاعة أعـفرا
ولو نالت الكفان أصحاب نوفـل 000 بمهمهة مـن بـين ظئرء وعـرعـرا
وقال هذه القصيده كذلك
أَقسَمْتُ لاَ أنْسَى وَإنْ طَالَ عَيْشُنَا
صَنِيعَ لُكَيْزٍ وَالأحَلِّ بـنِ قُنْصُـلِ
نَزَلْنَا بِهِ يَوْمـاً فسَـاءَ صَبَاحُنَـا
فَإنَّكَ عَمْرِي قَدَ تَـرَى أَيَّ مَنْـزِلِ
بَكَـى إِذْ رَآنَـا نَازِلِيـنَ بِبَـابِـهِ
وَكَيْفَ بُكَاءُ ذِي الْقَلِيـلِ المُسَبَّـلِ
فَـلا وَأبِيـهِ مَـا نَزِلْنَـا بِعَامِـرٍ
وَلاَ عَامِرٌ حَتَّى الرَّئِيسِ بنِ قَوْقَـلِ
وَلاَ بالشَّلِيلِ رَبُّ مَـرْوَانَ قَاعِـداً
بأحْسَنَ عَيْـشٍ وَالنُّفَاثِـيّ نَوْفَـلِ
وَلاَ ابنِ وَهِيبٍ كَاسِبِ الحَمْدِ وَالعُلاَ
وَلاَ ابنِ ضَبَيْعٍ وَسْطَ آلِ المُخَبَّـلِ
وَلاَ ابنِ حُلَيْسٍ قَاعِداً فِي لِقَاحِـهِ
وَلاَ ابنِ جُرَيٍّ وَسْـطَ آلِ المُغَفَّـلِ
وَلاَ ابـنِ رِيَـاحٍ بالزُّلَيْفَـاتِ دَارُهُ
رِيَاحِ بنِ سَعْدٍ لاَ رِيَاحِ بنِ مَعْقَـلِ
أُولَئِـكَ أعْطَـى لِلوَلاَئِـدِ خِلْفَـةً
وَأدْعَى إلى شَحْمِ السَّدِيفِ المُرَعْبَلِ
مصرعه على يد غلام دون المحتلم:
فلما رجع تأبط وبلغه ما لقي أصحابه
قال: والله ما يمس رأسي غسل ولا دهن حتى أثأر بهم.
فخرج في نفر من قومه، حتى عرض لهم بيتع من هذيل بين صوى جبل، فقال: اغنموا هذا البيت أولاً،
قالوا: لا والله، ما لنا فيه أرب، ولئن كانت فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها.
فقال: إني أتفاءل أن أنزل، ووقف، وأتت به ضبع من يساره، فكرهها،
وعاف على غير الذي رأى، فقال: أبشري أشبعك من القوم غداً. فقال له أصحابه:
ويحك، انطلق، فوالله ما نرى أن نقيم عليها. قال: لا والله لا أريم حتى أصبح.
وأتت به ضبع عن يساره فقال: أشبعك من القوم غداً. فقال أحد القوم: والله إني أرى هاتين غداً بك،
فقال: لا والله لا أريم حتى أصبح. فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح،
وقد رأى أهل البيت وعدهم على النار، وأبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم،
وغدوا على القوم، فقتلوا شيخاً وعجوزاً، وحازوا جاريتين وإبلاً. ثم قال تأبط:
إني قد رأيت معهم غلاماً؛ فأين الغلام الذي كان معهم? فأبصر أثره فاتبعه،
فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئاً، فاتبعه،
واستتر الغلام بقتادة إلى جنب صخرة، وأقبل تأبط يقصه وفوق الغلام سهماً حين رأى أنه لا ينجيه شيء،
وأمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب على الصخرة، وأرسل السهم، فلم يسمع تأبط إلا الحبضة
فرفع رأسه، فانتظم السهم قلبه، وأقبل نحوه وهو يقول: لا بأس 0
فقال الغلام: لا بأس، والله لقد وضعته حيث تكره، وغشية تأبط بالسيف وجعل الغلام يلوذ بالقتادة،
ويضربها تأبط بحشاشته، فيأخذ ما أصابت الضربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى أصحابه
يجر رجله، فلما رأوه وثبوا، ولم يدروا ما أصابه،
فقالوا: مالك?
فلم ينطق، ومات في أيديهم،
فانطلقوا وتركوه، فجعل لا يأكل منه سبع ولا طائر إلا مات، فاحتملته هذيل،
فألقته في غار يقال له غار رخمان،

فقالت ريطة أخته وهي يومئذ متزوجة في بني الديل:

نعم الفتى غادرتم برخمان 000 ثابت بن جابر بن سفيان
وقال مرة بن خليف يرثيه:
إن العزيمة والـعـزاء قـد ثـويا 000000أكفان ميت غداً في غار رخمـان
إلا يكن كرسف كـفـنـت جـيده 000000 ولا يكن كفن من ثـوب كـتـان
فإن حراً من الأنسـاب ألـبـسـه 000 ريش الندى، والندى من خير أكفان
وليلة رأس أفعاها إلـى حـجـر 00000000 ويوم أور من الـجـوزاء رنـان
أمضيت أول رهط عـنـد آخـره 0000000 في إثر عـادية أو إثـر فـتـيان
قال:
ثم طلعوا الصدر حين أصبحوا فوجدوا أهل بيت شاذ من بني قريم ذنب نمار فظل يراقبهم حتى أمسوا
وذلك البيت لساعدة بن سفيان أحد بني حارثة بن قريم، فحصرهم تأبط وأصحابه حتى أمسوا.
قال: وقد كانت قالت وليدة لساعدة: إني قد رأيت اليوم القوم أو النفر بهذا الجبل، فبات الشيخ حذراً
قائماً بسيفه بساحة أهله. وانتظر تأبط وأصحابُه أن يغفل الشيخ، وذلك آخر ليلة من الشهر الحرام
فلما خشوا أن يفضحهم الصبح، ولم يقدروا على غرة مشوا إليه وغروه ببقية الشهر الحرام
وأعطوه من مواثيقهم ما أقنعه وشكوا إليه الجوع فلما اطمأن إليهم وثبوا عليه فقتلوه
وابناً له صغيراً حين مشى. قال: ومضى تأبط شراً إلى ابن له ذي ذؤابة، كان أبوه قد أمره
فارتبأ من وراء ماله، يقال له: سفيان بن ساعدة. فأقبل إليه تأبط شراً مستتراً بمجنة،
فلما خشي الغلام أن يناله تأبط بسيفه وليس مع الغلام سيف، وهو مفوق سهماً، رمى مجن تأبط بحجر،
فظن تأبط أنه قد أرسل سهمه، فرمى مجنه عن يده، ومشى إليه فأرسل الغلام سهمه فلم يخط لبته
حتى خرج منه السهم، ووقع في البطحاء حذو القوم، وأبوه ممسك، فقال أبو الغلام حين وقع السهم:
أخاطئه سفيان؟ فحرد القوم0 فذلك حين قتلوا الشيخ وابنه الصغير0 ومات تأبط.
فقالت أمه - وكانت امرأة من بني القين بن جسر بن قضاعة - ترثيه:
قتيل ما قتيل بنـي قـريم 000 إذا ضنت جمادى بالقطار
فتى فهم جميعاً غـادروه 000 مقيماً بالحريضة من نمار
وقالت أمه ترثيه أيضاً:
ويل أم طرف غادروا برخمان 000 بثابت بن جابر بن سـفـيان
يجدل القرن ويروي الندمـان 000 ذو مأقط يحمي وراء الإخوان
وقالت ترثيه أيضاً:
وابناه وابن الليل، ليس بزميل، شروب للقيل، رقود بالليل، وواد ذي هول
أجزت بالليل، تضرب بالذيل، برجل كالثول0
قال: وكان تأبط شراً يقول قبل ذلك:
ولقد علمت لـتـعـدون 000 م علي شتم كالحساكـل
يأكلـن أوصـالاً ولـحما 00000 كالشكاعي غير جاذل
يا طيــر كلـن فـإنـنـي 00000 ســم لكـن وذو دغـاول
وقال قبل موته:
لعـلي ميـت كمــداً ولما 000 أطالع أهـل ضـيم فـالكراب
وإن لم آت جمع بني خثيم000 وكاهلها برجل كالضباب
إذا وقعت بكعب أو قريم000 وسـيار فـيا سـوغ الـشـراب
فأجابه شاعر من بني قريم:
تأبط سوأة وحمـلـت شـــراً 00000 لعلك أن تكون من المصـاب
لعلك أن تجيء بك المـــنايا 00000 تسـاق لفتـيـة منـا غـضـــاب
فتصبح في مكرهم صـريعـاً 00000 وتصبح طرفة الضبع السغاب
فزلتـم تهـربـون لو كرهـتـم 0000000 تسـوقون الحرائم بالـنـقاب
وزال بأرضـكم مـنـا غـلام 00000000 طليعة فتية غلب الـرقـاب

المراجع:
0كتاب دهاة العرب للقراغوللي
0صعاليك الشعر لسلمان داوود ،
0كتاب شعر تأبط شرا لجبار جاسم
0كتاب اخبار تأبط شرا للجلودي



الشميلاني 25-01-2010 01:05 PM

رد: من هو الصعلوك
 


بسم الله الرحمن الرحيم.


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين.

وبعد:

فهذه الترجمه الثالثه من سلسلة تراجم سنتناولهاا للشعراء الصعاليك ،
نُلقي الضوء في هذه الصفحه على حياة واحد من الشعراء
الصعاليك الذين يعتبرهم مؤرخو الشعر العربي ظاهرة فريدة في تاريخ الشعر العربي ، فهم شعراء
ولصوص ... قطاع طرق يقرضون الشعر ... يسرقون القوافل ويكتبون القوافي ...يغزون القبائل
ويمجدون غزواتهم بشعر بليغ......!شااعرنااا هو



>< الشنفري><أأو الشنفره...

اختلف العلماء في اسم الشنفري ولقبه ونسبه فقال بعضهم :

ان الشنفري لقب له
واسمه عمرو بن براق
او ثابت بن اوس
او ثابت بن جابر
على ثلاثة اقوال
وقال بعضهم ان الشنفري هو اسمه الحقيقي لا لقبه
وهو يعني الغليظ الشفتين
وان الشاعر لقب بذلك لعظم شفتيه
وهو من الاوس بن الحجر بن الهنء بن الازد بن الغوث


إذ اقتصر كل من شرح تلك الكلمة على هذا المعنى فقط غليظ الشفتين رغم ورود معانٍٍ أُخَــرْ لهذه
الكلمة ففي لسان العرب وكتاب العين وردت المعاني التالية:

1 - سئ الخلق : شنفر شنفر رجل شنذيرة وشنظيرة و شنفيرة إذا كان سيء الخلق
وأنشد : شنفيرة ذي خلق زبعبق .
2 - حـِـدّة الســير ، والخفة والنشاط والشهرة .




ولا نجد في مصادر ترجمته تاريخا محددا او تقريبا لتاريخ ولادته ولا لمكانها ولا تعيينا
دقيقا لوالدة اولوالدته

ونشاته فقد اختلف الرواة فيها

الى ثلاث اقوال

اذ قال بعضهم انه نشا في قوم الازد ثم اغاظوه فهجرهم
وقال اخرون ان بني سلامان اسروه صغيرا فنشا فيهم يطلب النجاة
حتى هرب ثم انتقك منهم
وقالت فئة ثالثه انه ولد في بني سلامان فنشا بينهم وهو لايعلم انه
من غيرهم
حتى قال يوما لابنة مولاه اغسلي راسي ياخية فغاضها ان يدعو
باخته فلطمته
فسال عن سبب ذلك فاخبر بالحقيقه فأضمر الشر لبني سلامان وحلف ان يقتل منهم مئة رجل وفعل
ولئن كانت المصادر العربية تتفق في جعل الشنفري من الشعراء
الصعاليك بل اهمهم فنها تختلف في سبب تصعلكه
وفي الاغاني له ثلاث روايات

احداها عن ابي هاشم محمد بن هاشم النمري وفيها ان الشنفري
اسرته بنو شبابه بن فهم فلم يزل فيهم حتى اسرت بنو سلامان بن مفرج من الازد رجلا من بني شبابه
ففدته بنو شبابه بالشنفري فنشا الشنفري في بني سلامان
اما الرواية الثانية فعن مجهول وتقول ان الازد قتلت الحارث بن
السائب الفهمي فأبوا ان يبوؤوا بقتله فباء بقتله رجل منهم فلما ترعرع الشنفري جعل يغير على الازد
مع فهم
اما الرواية الثالثة جاء فيها ان بني سلامان سبت الشنفري وهو
غلام فجعله الذي سباه في بهمه يرعاها مع ابنه له فلما خلا بها ذهبت ليقبلها فصكت وجهه ثم اخبرت
اباها فخرج اليه ليقتله فوجده ينشد ابياتا ياسف فيها على ان هذه الفتاه لاتعرف نسبه
فساله الرجل عن نسبه
فقال الشنفري انا اخو بني الحارث بن ربيعه
فقال له لولا اني اخاف ان يقتلني بنو سلامان لانكحتك بنتى
فقال علي ان قتلوك ان اقتل بك مئة رجل منهم فانكحه ابنته وخلى سبيله
فشدت بنو سلامان خلافه على الرجل فقتلوه
ثم اخذ يوفي بوعده فيغزو بني سلامان ويقتلهم
ومهما تكن الروايات المختلفه فانه من الثابت
ان الشنفري انشأ مع بعض رفاقه العدائين ومنهم
تأبط شرا و السيلك بن السلكه و وعمرو بن البراق و واسيد بن جابر وهم عصبة عرفت في الادب
بالشعراء الصعاليك



الشميلاني 25-01-2010 01:13 PM

رد: من هو الصعلوك
 

قال الطرماح يصف ناقتة :
ذات شنفارة إذا همت =الذف بماء عصائم جسده
أراد أنها ذات حدة في السير وقيل ذات شنفارة أي ذات نشاط و الشنفار الخفيف مثل به سيبويه وفسره السيرافي وناقة ذات شنفارة أي حدة ، و الشنفرى اسم رجل ،
الشهرة والوضوح ، وهذا المعنى هو أقرب المعاني إنطباقاً مبني ومعني على الشنفرى .
لنسترسل قليلاً مع إبن خيار وهو يبحث عن الشنفرى من وادٍ إلى واد ومن جبلٍ إلى جبل وهو يصف ما واجه بقوله :
بحثت عنه كثيراً في سوق حباشة ظللت أتفرس في وجوه الناس ابحث عن ذي الشفتين الغليظتين ..!!
وفي بطحــان بحثت عن ذي النقـزتان التي عجز عن تحطيم رقمها القياسي حتى الآن كل أبطال القفزة الثلاثية من شرق الأرض إلى غربها مررت بسوق ذي مجاز فوجدته يباباً خلي الفؤاد والمهاد قرعت سني ندماً وأسفا فكم كنت أمني نفسي بساعة من نهار مع شاعر الأزد
[ الشـــنفرى ] عدت أدراجي وأنا أندم من الكسعي سلكت طريقي آيــبـــاً نحــو الجنوب إلى دياره ، ديار الأزد وأنا لا أ حمل إلا الحسرات والندم والإحبــاط وحينما تخطيت ديار بجيلة ظل بصري معلق بكل قنة جبل ، يحدوني بصيص أمل، وأنا أردد بيته المشهور:
لعمرك ما في الأرض ضيق على أمريء = سرى راغباً أو راهبــاً وهو يعقــل
وحين توغلت في ذرا دوس تذكرت وادي حظــوة فسلكت طريقها وقبل أن أخوت بشعابها سمعت الشنفرى فوق علياء يغني:
فضج وضجت بالبراح كأنها = وإياه نوح فوق علياء ثكــل
فغنيت بأعلى صوتي :
ألالاتعُــدني إن تشـــكـّيت خُلـّتي=شفاني بأعلى ذي البـُريقـَين عَـدوتي
وإنّـي لحــلو إن أريدت حَـلاوتي *= ومـُرّ إذا نفـس العـزُوف استمرتِ
أبـيّ لمــا أبــى ســريع مباء تـــي = إلى كل نفـس تنتـحي في مسرتي

كانت هذه الأبيــات هي المفـتاح الذي استطعت أن انفذ بها إلى قلب الشنفرى فاسترعي انتباهه ، دعاني إلى الجلوس فجلست إلى جواره فوق صخرة عالية تمعنت في وجهه وأطلت النظــر فوجدت رجــلاً حسن الصورة [ عــادي الشــفتـيـن ] ليس وسيماً ولا قبيحا وجه قمحي كلون حنطة فرعة دوس وهامته شامخة كشموخ قممها يغطيه شعر أبيض متروك على سجيته فســألني من أنت ..؟؟
فقلت له أنا ابن خيار ...!!
لم يتركني أكمل ، التقط الكلمات من فمي وأكمل :
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها
أتـمـم البيت وهو يبتسم.
فاسرعت بســـؤاله:
أما زالت مطيـُّـك راحلة ياثابت؟؟
قال وقد اخرج من صــدره زفرة ســاخنة :
أما الأن فــــــلا وأردف قــائلا :
وإني كفــاني فقـد مـن ليس جــازيـــاً = بحُسنى ولا في قربه متعــلل
ســألته انت الأن في دوس فأين ولدت ؟ وأين عشت ؟
عشت بداية حياتي في ثلاث قبائل فقبيلتي هي الحِـجـْر ثم انتقلت إلى بني شـبـّابة بن فهم ثم انتقلت إلى بني سلامان وعشت في كنف رجل طيب حتى ظننت أنني ابنٌ له وكنت أعيش معه ومع ابنةً له يقال لها قعسوس وكأني واحد من بني سـلامان بن مفرح أما بقية حياتي فكانت برفقة خالي تأبط شرا والبراق وعدد أخر أمثالي ممن احتوتهم تنائف جبال السراة وشعابها.
ولكنهم يقولون انك عشت مابين يثرب ومكة وفي أعماق الصحراء المترامية الأطراف ..!!
يضحك الشنفرى ساخراً ويقول : ألم تتغنى بأشعاري كما كان يفعل أهل زماني ..؟؟
قلت له : بلى لقد قرأت وحفظت بعضهــا
وعــلامَ دلتــــك ..؟؟
دلتني على أن مرابعك كانت تمتد من سوق حباشة في تهامة حتى بطحــان ومنحل والعصداء وبجيلة وعصنصر والعوص في سراة الحجــاز وسوق ذي المجاز ومنى وأرض هذيل وأخبرني بعض الرواة المنصفين أن أخوالك هم قبيلة بني عدوان الذين كانوا يستوطنون مايسمى اليوم [ قرى معشوقه ] أســافل وادي بطحــان الذي كنت تفضل جنا أليفه والذي قيل أنك أسرت به وفيه ختمت حياتك .
مادام شعري ينطق بهذا فلم تســألني أين عشت ..؟؟
أسألك ليطمئن قلبي وقد كثر المجتهدون والمؤلفون عنك وكلهم يدعي صدق روايته وكلهم يدعي العلم والمعرفة عن سيرتك وحياتك ومع ذلك يؤكدون خـــطــأً انك عشت بعيدا عن هذه المنطقة.
حياتي وأصلي ودياري يتحدث عنها شعري اسمع ماقلت :
بريحانة من بطن حلية نورت = لها أرج ماحولها غير مسنت
----------------------------------------------------------
ثلاثا على الاقدام حتى سمابنا = على العوص شعشاع من القوم محرب
-------------------------------------------
وإني لأهوى أن ألف عجاجتي = على ذي كساء من سلامان أو برد
وأصبح بالعصداء أبغي سراتهم = وأسلك خلا بين أرباع والسرد


---------------------------------------

قتيلي فجار أنتما إن قتلتما = بجوف دحيس أو تبالة يا اسمعا
-----------------------------------
فإلا تزرني حتفتي أو تلاقني = أمش بدهر أو عذاف فنورا
أمشي بأطراف الحماط وتارة = تنفض رجلي بسبطا فعصنصرا
وأبغي بني صعب بن مر بلادهم = وسوف ألاقيهم إن الله يسرا
ويوما بذات الرأس أو بطن منحل = هنالك تلقى القاصي المتغورا

-------------------------------
وما شــأنك مع قعسوس ..؟؟
قعسوس هذه إبنة السلاماني - الطيب الشهم الكريم – الذي عشت طفولتي وشئ من شبابي في أكنافه ، قلت لها يوماً ( اغسلي رأسي يا أخيه ) فصكت وجهي ثم سعت إلى أبيها فأخبرته فخرج إلي ليقتلني فوجدني أنشد :
ألا ليت شعري والتلهف ضـــــلة = بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي = ووالـــدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا = وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها

فقال لي : لولا أني أخاف يا شنفرى أن يقتلني بني سلامان لأنكحتك ابنتي فقلت : علي إن قتلوك أن أقتل منهم مائة رجل فزوجني ابنته وأخلى سبيلي ثم أخبرتني أمي فيما بعد أنني كنت مستعبداً عندهم بالإضافة إلى أن والدي مات قتلاً من قبل كما قتل والد زوجتي فيما بعد وكان لهذه الأحداث أثر كبير في نشوء الغضب في نفسي فاتخذت من الصعلكة أسلوباً للحياة أعيش في نتائــف جبال دوس بصفة خاصة وسراة زهران بل كل السراة بصفه عامة وكنت معروفاً بسرعة العدو حتى ضرب العرب بي المثل فقالوا : ( أعدى من الشنفرى ) والقرى التي تعرفونها الآن بيضان والعصداء ومنحل والسرد وغيرها وقبيلة بجيله ( بني مالك ) وتبالة كانت مسرحاً لعملياتي ، فوق قممها الشماء وفي بطون أوديتها الخصبة ومرابعها الجميلة وحول مياهها العذبة أنشدت أحلى أشعاري ومنها قصيدتي التي أسميتموها فيما بعد ( لامية العرب ) والتي أقول في مطلعها :
أقيموا بني أمي ، صــدورَ مَطِيكم = فإني ، إلى قومٍ سِـــــــواكم لأميلُ !
فقد حـمت الحـاجـاتُ ، والليلُ مقمرٌ = وشُـــــدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـيقٌ على أمرئٍ= سَـــرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

وكان الشنفرى يريد أن يستمر في إنشادي قصيدته ذات ال68 بيتاً لكني استمهلته بقولي له :
مهلاً فحديثي معك سيطول ويتشعب ولدي الكثير مما أود التعرف عليه منك شخصياً والوقت قد لايسعفنا مع أن اعتزازي بك وبأدبياتك التي أوردتها في قصيدتك دفعني للبحث عنــك للقائك والتحاور معـــك وكم يسعدني مرافقتك ولو لهنيهات قصيرة .
تبسم وقال :
هـــات ماعندك .
كيف قبل الســلامي أن يزوجك ابنته وأنت أســود ..!![هجـيـــن ] ..!! ومن [ أغــربة العــرب ] كما يقولون..؟؟
ســــود الله وجــه من ســــود وجــهي ..!!
لقد استدلوا على ذلك من كــلامك وأشــعارك
كيــــف ..؟؟
حين أطلقت بيتك المشـهور:
ألا ليت شعري والتلهف ضـــــلة = بما ضربت كف الفتاة هجينها
أولاً : انتم تقرؤون البيت الأول وتهملون ما بعده من أبيات ثم أنكم تناسيتم المعاني الأخرى لكلمة هجين لأنه قد شاع عندكم فقط معنى واحد لكلمة هجين دون بقية المعاني الأخرى ففي قواميس اللغة أن [ الهجان من الإبل البيض الكرام ] وأن [ الهجان الخيار وامرأة هجان كريمة من نسوة هجائن وهي الكريمة الحسب لتي لم تعرق فيها الإماء تعريقا ]
و [ ورجل هجان كريم الحسب نقي وبعير هجان كريم ]
قال ابن حمزة : الهجين مأخوذ من الهجنة وهي الغلظ و الهجان الكريم مأخوذ من الهجان وهو الأبيض و الهجان البيض وهو أحسن البياض وأعتقه في الإبل والرجال والنساء
ويقال خيار كل شيء هجانه قال وإنما أخذ ذلك من الإبل وأصل الهجان البيض وكل هجان أبيض و الهجان من كل شيء الخالص.
وأنشد :
وإذا قيل من هجان قريش = كنت أنت الفتى وأنت الهجان
والعرب تعد البياض من الألوان هجانا وكرما
وأنشد :
ابنوا على ذي صهركم وأحسنوا = ألم تروا صغرى اللقاح تهجن
أهلهم أهجنوهم أي زوجوهم صغارا يزوج الغلام الصغير الجارية الصغيرة
ويقال للقوم الكرام إنهم لمن سراة الهجان
وقال الشماخ:
ومثل سراة قومك لم يجاروا = إلى الربع الهجان ولا الثمين
الهجان الخيار من كل شيء و الهجان من الإبل الناقة الأدماء وهي الخالصة اللون والعتق من نوق هجان و هجن و الهجانة البياض ومنه قيل إبل هجان أي بيض وهي أكرم الإبل
وقال لبيد :
كأن هجانها متأبضات وفـــ = ـــي الأقران أصورة الرغام
و من الا بل البيض والبيضاء والرجل الحسيب ويقال للقوم الكرام إنهم لمن سراة الهجان ونخلص مما سبق إلى المعاني المؤكدة التالية:
البيض الكرام ، الهجان الخيار ،المرأة الكريمة الحسب ، ورجل هجان كريم الحسب ، و الهجان البيض وهو أحسن البياض وأعتقه في الإبل والرجال والنساء ،و خيار كل شيء هجانه ، و الهجان من كل شيء الخالص.
والعرب تعد البياض من الألوان هجانا وكرما
وثانيــاً :
تذكر أنني قلت شعري هذا وأنا مازلت صغيراً لم أتزوج قعسوس بعد
أ
لا ليت شعري والتلهف ضـــــلة === بما ضربت كف الفتاة هجينها
ولو علمت قعسوس أنساب والدي === ووالـــدها ظلت تقاصر دونها
أنا ابن خيار الحجــر بيتا ومنصبا === وأمي ابنة الأحرار لو تعرفينها

وثالثــــا :
فقد ورد في كتبكم نصوصاً كثيرة ًمؤداها:
( فكان الشنفرى في بني سلامان لاتحسبه إلا أحدهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره وكان السلامي أتخذه ولداً له )
فلو كنت أســوداً من فصيلة [ العبيــد ] فهل ســأكون بينهم ولا تحسبوني إلا أحــدهم وأين سيذهب الإعتقــاد من اللون الأسود وكيف سيتخذني السلامي ولداً له لو كنت أسود اللون .
وممتى كان العرب يجعلون عبيدهم أبنــاءً لهم ألم يتنكر كثير من العرب لأبناءهم من أصلابهم لأنهم سود البشرة ..؟؟
ألم يفعلوا ذلك مخــافة العــار ..؟؟
فما بالك بمثلي ممن لم يكن من صلب السلامي ولا من جاريته ولو لم أكن من أحرار العرب فهل كان السلامي العربي الأصيل سيتبناني أو يزوجني إبنته قعســوس لولم يعلم أنني من سراة الحـــجر أم أن العبيد عندكم اليــوم هم الســادة ..؟؟
سادت في فترة من الفترات مقولة تنسب قصيدتك [ اللاميــة ] إلى غيرك وبالذات إلى خلف الأحمر الأعجمي الذي عاش في القرن الثاني الهجري وكان ذلك صورة من صورالصراع الذي ساد بين العرب والعجم في العصر العباسي وتبعه في العصر الحديث بعض المستشرقين الذين يشكون في نسبة هذه القصيدة إليك حتى أن اشهر من جمع القصائد العربية في سفر يعد الأشمل وقد وسمه بإسم [[ الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ]] لم يضم كتابه قصيدتك اللامية ومن إسمه أستطيع أن أصنفه ضمن من ذكرت لك .
انفعل الشنفرى وبدت على ملامحه عوامل الغضب الشديد وسألني من أي قبيلة أنت ..؟؟
فأخبرته بأني أزدي من قبيلة غامد التي ترتبط بجوار ودم مع قبيلته زهران وظننت أنني حين ذكرت له ما ذكرت سيخفف من إنفعاله وغضبه لكن ثورته ازدادت
وقال ألم تسمع بقبيلة دوس ..؟؟ ألم يتضمن شعري أسماء الأماكن التي كنت أغدو وأعدو فيها ..؟؟ الم تؤرخوا لحياتي ثم كيف تصدقون تلك الأكاذيب ..؟؟ بالرغم من أن تلك القرى ما زالت حتى اليوم تحمل نفس الأسماء وماتزال قائمة بذات الأماكن ومنها وادي دحيس والتي تقع فيه قريتا الشطبة والاشتاء وقرية السرد التي أقول عنها في إحدى قصائدي
كأن قد فلا يغررك منـي تمكثـي===سلكت طريقاً بين يربـع فالسـرد
وإني زعيم أن تلـف عجاجتـي===على ذي كساء من سلامان أو برد


الشميلاني 25-01-2010 01:19 PM

رد: من هو الصعلوك
 

وكان لي في وادي حظــوة -هذّا الذي نشرف عليه ونجلس في علياءه - صولات وجولات مع بني سلامان وهي قرية سميت باسم ذلك الوادي المشهور الذي يعود لبني فهم من دوس وتبعد عن المندق حوالي 8 أميال ووادي أبيده وهو الوادي المشهور بفاكهة الرمان التي ما زلتم تتذوقونها وتجنونه ثمراتها حتى اليوم ثم قرية منحل القريبة من وادي أبيده والتي أخذت اسمها من انشغال أهلها بتربية النحل وإنتاج العسل منذ عصري وحتى عصركم هذا
حيث اقول عنها في شعري :
ويوما بذات الرأس أو بطن منحل
هنالك تلقى القاصـي المتغـورا
وأقول في بيت آخر :
أمشي بأطراف الحماط وتارة
تنفض رجلي بسبطا فعصنصرا
وهـو جبل في ديار بني سلامان ، و لقد أوردت في شعري كما ذكرت سابقا أماكن وأودية وقرى وعليكم الرجوع إلى كتـَابـَي صفة جزيرة العرب للهمداني ومعجم البلدان لياقوت الحموي إن كنتم قد فقدتم ذاكرتكم وتاريخكم وصدقتم ادعاءات الأدعياء والمشككين الذين لا يريدون إلا مسخ هويتكم العربية والتي أمثل أحد رموزها وإني لأستنكر هذا وأسألكم كيف يمكن لرجل أعجمي عاش في بلاد فارس أن يذكر بالوصف الدقيق تلك القرى وتلك الأماكن وهو لم يعش فيها ولم يتفاعل معها ، وحين أنشدت قصائدي ونضمت قوافيها التي تفاعلت معها ، واختلطت بها حتى أصحبت جزء منها وهي جزء مني وتسكن في سويداء القلب فوصفت حتى صخورها ألم أقول في قصيدتي التي أسميتموها لامية العرب :
إذا الأمعز الصوان لاقى مناسبي
تطـا يرمنـه قـادح ومفـلـل
فكيف يمكن أن يأتي فتى أعجمي بمثل هذا المعنى الجميل الذي مزجت الطبيعة فيه بنفسي حتى غدوت وإياها كائنا واحدا.
وأغدو على القوت الزهيد كما غدا
أزل تهـاداه التنائـف اطـحـل
غدا طاويا يعارض الريـح هافيـاً
يخوت بأذناب الشعـاب ويعسـل
ولقد تفاعلت هنا مع الطبيعة ( طبيعة جبال دوس ) ونقلت لكم تجربة إنسانية لا يمكن (ولا فخر ) أن يأتي بها إلا من عايشها مثلي فجبال دوس الشاهقه ذات النتائف المليئة بالذئاب والريح الباردة والجوع وهبتني تجربه إنسانية فريدة أخرجتها في قالب شعري جميل ولقد وصفت مكونات الطبيعة بكافة أشكالها وألوانها بالإضافة إلى ماسبق فقد نقلت صور اخرى للمكونات الطبيعة الثرية المتنوعة في تلك المنطقة فوصفت الذئاب الجائعة التي تنوح فوق أعالي الجبال حيث تتألف من شدة الجوع على شكل جماعات وكأنها مرامل تعزي بعضها بعضا وصورت ملك النحل وهو يحثحث دبره والقطا والضباء والافاعي والحيّـات ولبائد الشعر التي لم يمسسها الدهن ووصفت صبري وايلافي الهموم والجوع وكلها معاني ترتبط بتلك المنطقة وجغرافيتها وحياتها الفطرية بارتباط وثيق تختلف اختلاف كبير عن الحياة في وادي الرافدين
ثم الا تراني قــد وضعت ميسمي على كل حرف مما أسميتموه باللامية ومنها توقيعي الشخصي حيث أقول :
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ كِعَابٌ
دحاهـا لاعـبٌ ، فـهـي مُـثَّـلُ
فإن تبتئـس بالشنفـرى أم قسطـلِ
لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ!
طَرِيـدُ جِنايـاتٍ تياسـرنَ لَحْـمَـهُ
عَقِيرَتُـهُ فــي أيِّـهـا حُــمَّ أولُ
تنامُ إذا مـا نـام ، يقظـى عُيُونُهـا
حِثاثـاً إلـى مكروهـهِ تَتَغَلْـغَـلُ
لقد استرسلت حتى تثبت لنا أنك المالك الوحيد لقصيدتك التي أسميناها لامية العرب وهنا قاطعني قائلا :
سأسألك سؤال فيه دليل أخر، لما تسمون قصيدتي بلامية العرب ..؟؟
أليس في ذلك تمييز لها عن لامية العجم التي أنشأها الحسين بن علي الطغرائي في القرن السادس الهجري وأسماها بلامية العجم ..؟؟
والتي مطلعها :
أصالة الـرأي صانتنـي عـن الخطـل
وحلية الفضـل زانتنـي لـدى العَطَـلِ
مجـدي أخيراًومـجـدي أولاً شَــرَع
والشمسُ رأد الضحى كالشمس في الطفلِ
فأصبح لديكم لاميتان مُيـّزَت إحداهما بأنها لامية العجم فلابد أن تميز الأخرى بأنها لامية العرب
ثم أخذت بطرف الحديث وسألته عن التناقض بين شهرة قصيدته وحياته المجهولة فأجاب قائلا :
أنا أســتنكف أن أجيب على هذا السؤال لأني في حياتي كنت مشهوراً ومعروفاً وتتردد مغامراتي على كل لسان وتشدو بقصائدي الركبان ولم أكن مجهولا فأنا كما ذكرت سابقا في قصيدتي :
أنا ابن خيارالناس
لكن عقوقكم لي وإغفالكم لتاريخكم جعل تاريخ حياتي أشبه بالمجهول عندكم رغم شهرة قصيدتي وما أوردته فيها من المعاني الكريمة حتى قال عنها عمر بن الخطاب رضي الله عنه [ علمو أولادكم لامية العرب فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق ] .
ومذا عن النساء وأشعارك فيهن ..؟؟
أنشــد وأصابع يمناه تعبث بلحيته البيضــاء :
أرى أم عمرو أجمعت فاستقلت
وما ودعت جيرانها إذ تولـت
فقد سبقتنا أم عمـرو بأمرهـا
وقد كان أعناق المطي أظلت
فواندما علـى أميمـة بعدمـا
طمعت فهبها نعمة العيش ولت
تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقهـا
لجارتهـا إذا الهديـة قـلـت
أميمة لا يخزي نثاها حليلهـا
إذا ذكر النسوان عفت وجلـت
يحل بمنجاة من اللـوم بيتهـا
إذا ما بيوت بالملامـة حلـت
لقد أعجبتني لا سقوط قناعهـا
إذا ما مشت ولا بـذات تلفـت
كأن لها في الأرض نسيا تقصه
إذا ما مشت وإن تحدثك تبلت
يقول بعض النقاد عن قصيدتك اللامية بأنها [نشيد الصحراء ] فهل أبحرت في رمالها وهل قطعت فيافيها وهل لك تجربة شعرية استوحيتها من تلك الفيافي والقفار ؟
كما تعرفون فقد كانت سراة زهران وما تحتويه من جبال وشعاب مسرح لحياتي ولم تكن الصحراء بعيد عني حيث كانت تحيط بالسراة من شرقها وغربها وكانت تربض على أطراف تلك الجبال ولأنني كنت من أكثر الناس عدوا فقد أمر بتلك الأطراف من الصحراء إلا أنني لم اكن أتتوغل فيها كثيراً بحكم حياتي الجبلية وتألفي مع قممها وشعابها وقد كنت أجد في تلك القمم ضالتي فأنشأت صداقاتي مع حيواناتها الضارية من الذئاب والسباع والثعالب والضباع والنحل والمياه العذبة حتى أنني قلت فيها حين أستعداني قومي :
ولي ، دونكم ، أهلونَ سِيْدٌ عَمَلَّسٌ
وأرقطُ زُهلـول وَعَرفـاءُ جيـألُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ
لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
هناك في حياتك تناقضات يتمثل التناقض الاول فيما احتواه شعرك من قيم ومثل جميله والثاني في صعلكتك التي تعتمد على السلب والنهب والتي اتخذتها أسلوب لحياتك فماذا يعني هذا لك ؟
التناقض الذي ذكرته لي لست أنا سببه بل أنتم وحدكم لأن الصعلكه كانت في عصرنا تمثل جانب مهم من جوانب الحياة فماذا يفعل الفرد منا إذا لفظه مجتمعه ظلماً وعدوانا..؟؟ أليس من حقه أن يحيا حياة كريمة ..؟؟ ويعيش في مجتمع يتفاعل معه وان يدفع الظلم عن نفسه إذا لحق به فلقد قتل الفهميون أبي واستعبدني بنو سلامان برغم أنني من أسرة تعتبر من خيار الأسر وقتلوا والد زوجتي ولقد أظهرت أهدافي النبيلة ومبادئي القيمة التي كنت احملها وأومن بها في ثنايا شعري فجاء ت معبرة أصدق تعبير عن خلجات نفسي وكنت أتوق إلى حياة كريمة هادئة مطمئنة كبقية البشر لكنهم طاردوني في كل مكان رغم أنهم كانوا يتغنون بقصائدي ويتعاطفون مع مشاعري لكنهم لم يبادلوني تلك المشاعر فكان من حقي أن أعيش ولكن بأسلوبي ألست القائل :
وفي الارض منأى الكريم عن الاذى
و فيها لمن خـاف القلـى متعـزل
أديم مطال الجـوع حتـي أميتـه
و أضرب عنه الذكر صفحا فأذهـل
واستف ترب الارض كيلا يرى لـه
علىَّ من الطـول امـرؤ متطـول
ولولا اجتناب الذام لم يبق مشـرب
يعـاش بـه إلا لـدىّ و مـأكـل
و لكن نفسـاً حـرة لا تقيـم بـي
علـى الضيـم إلا ريثمـا أتحـول
وأخيراهل سمعت برثاء خالك لك ..؟؟
وكيف يسمع الميت بمن يرثيه وقد ضمته اللحود ..؟؟
هل تود سماعها ؟؟
أجاب وهو يهز رأسه بالإيجــاب نعم
أسمعته مرثية خاله فرأيت دمعة كبرياء تعلقت بأهداب عينه ولمــّا تسقط وكأنها غيمة شــاردة:
على الشنفرى ساري الغمام ورائـح
غزير الكلى وصيـب المـاء باكـر
عليك جـزاء مثـل يومـك بالجبـا
وقد أرعفت منك السيـوف البواتـر
ويومـك يـوم العيكتيـن وعطفـة
عطفت وقد مس القلـوب الحناجـر
تجول ببـز المـوت فيهـم كأنهـم
بشوكتـك الحـدى ضئيـن نوافـر
فإنـك لـو لاقيتنـي بعدمـا تـرى
وهل يلقيـن مـن غيبتـه المقابـر
لألفيتنـي فـي غـارة أنتمـي بهـا
إليـك وإمـا راجعـا أنـا ثـائـر
وإن تك مأسـورا وظلـت مخيمـا
وأبليـت حتـى مـا يكيـدك واتـر
وحتى رماك الشيب في الرأس عانسا
وخيـرك مبسـوط وزادك حاضـر
وأجمل موت المـرء إذ كـان ميتـا
ولا بد يومـا موتـه وهـو صابـر
فـلا يبعـدن الشنفـري وسـلاحـه
الحديـد وشـد خطـوه متـواتـر
إذا راع روع الـــمـــوت راع
وإن حمى معه حر كريـم مصابـر
ودعته وتركته لشــأنه وأنا أردد أبيات قالها ذات يوم وكأنه ينتظر مصيره ويطلب من من يقف على جثته أن لا يدفنه ولا يحفر له قبراً:
فـلا تقبرونـي إن قبـري مـحـرم
عليكـم ولكـن أبشـري أم عامـرِ
إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري
وغودر عند الملتقـى ثـم سائـري
هنالـك لا أرجـو حيـاة تسـرنـي
سميـر الليالـي مبسـلا بالجرائـرِ
تركت سمير الليالي ومازالت صورته لا تبرح خيالي تركته وأنا أســبح في بحر مـن الخيــال مع تلك القمم والشــعاب وكل مايرتبط بالســمر وتســاءلت هل يذكر ذوو الأسماء المرتبطة بهذا الفـعل [ ســمر ] مابينهم وبين ثابت من علاقة ..؟؟ وهل يتذكر الســمار في ليالي أسمارهم بيتا واحدا [ لسمير الليالي الشنفرى ] ألا ليت شــعري .
ولمن لم يسترسل مع ابن خيار هذا التفصيل السلس لشخصية الشنفرى :
هو ثابت بن أوس الأزدي المتوفى عام 510 ميلادي ، أي قبل هجرة النبي- صلى الله عليه و آله وسلم - بسبعين سنة تقريبا ...
أختلف المؤرخون في تدوين شخصية الشنفرى .. ولهم في هذا أقوال ، منها :
(1) قيل أنه نشأ في قومه في الأزد ثم غاظوه فهجرهم ثم هجاهم ...
(2) ومنهم من قال إن بني سلامان أسروه صغيرا ثم هرب منهم وهجاهم ...
(3) وقالت فئة ثالثه
إنه ولد في سلامان وعاش رهينة عندهم مع أخيه وأمه....
وقال يوما لإبنة مولاه: (( اغسلي رأسي يا أخية )) فغاظها أن يدعوها بأخته فلطمته .. فهرب ثم هجاهم ..
(4) القول الرابع والصحيح
أنه عاش عبدا رقيقا عند بني الأحمر .. ولما كبر واشتد ساعده تقدم لسيده وطلب منه أن يـُــزوجه ابنته ... فتعجب سيده من جرأته .. وزوجه إياها إكراما له على شجاعته وجرأته ..
فلما علم بنو الأحمر بخبره .. وأنه تزوج منهم - وهم من أشراف القبائل - .. وهو عبدا رقيقا ، وأن القبائل الأخرىستنال منهم بسببه، قرروا قتل والد الزوجة - سيد الشنفرى - عقابا له .
وفعلا قتلوه ، فلما عاد الشنفرى وزوجته - من شهر العسل - وعلم بالقصة ؛ أقسم أن يقتل مائة رجل من بني الأحمر .
وفعلا بدأ بإيفاء نذره .. فقتل الأول والثاني والثالث والرابع .. ولا يكاد يمر يوم إلا ويقتل منهم رجل أو أكثر ، فلما رأوا ما فعله بهم تآمروا على وضع كمين له، وفعلا استطاعوا وضع هذا الكمين بعد أن قتل تسعة وتسعين رجلا منهم .. وكان في طريقه لقتل الرجل المائة ، لكنهم أمسكوه قبل أن يقتل الرجل المائة ، وصلبوه حيا ، جردوه من ثيابه وجعلوا الصبيان ترجمه ، والسباع تنهش من جسده ، والغربان تنخر في رأسه ، حتى مات ، ثم تركوه شهورا مصلوبا، حتى لم يبق من جسده إلا النزر اليسير، فأسقطوه وجعلوه ملقى ً على التراب ، فجاء أحد رجال بني الأحمر .. ورأى الجثة ملقاة .. والجمجمة بجوارها .. فركل الجمجمة بقدمه .. فدخلت عظمة من جمجمة الشنفرى في قدم الرجل .... فأثرت عليه حتى مات بسببها ..وقيست قفزاته في تلك الليلة فبلغت القفزة الواحدة عشرين قدماً.
فقال الناس : وفـّــى الشنفرى بنذره وقتل من بني الأحمر مائة رجل .
وماجاء من صفاته أنه أسمر البشرة ، نحيل الجسد، يتلذذ بالعيش في البراري والجبال والقفار ، وكان أيضا خفيف الظل . وكان مشهورا بالسرعة حتى ضرب في سرعته الأمثال فقيل ( أعدى من الشنفرى ) .
و مغامراته في البادية تفوق حد الخيال ويختلط فيها التاريخ بالأسطورة ؛ و الشنفري من الشعراء الصعاليك الذين يمثلون الجانب الإنساني والشيطاني معا، لقي من اضطهاد الناس وعنت الحياة ما لم يلقه غيره .. وكان عنيدا ومع هذا كله ، فقد كان وفيا لسيده حتى مات في سبيل هذا الوفاء .
كما أنه كان شاعرا عظيما في الجاهلية، له قصائد كثيرة ، في الهجاء ، وفي المدح والثناء ، وفي الغزل ، وفي الحـِــكم .

الشميلاني 25-01-2010 01:24 PM

رد: من هو الصعلوك
 

الترجمه الرابعه من سلسلة تراجم سنتناولهاا للشعراء الصعاليك ،
نُلقي الضوء في هذه الصفحه على حياة واحد من الشعراء
الصعاليك الذين يعتبرهم مؤرخو الشعر العربي ظاهرة فريدة في تاريخ الشعر العربي ، فهم شعراء
ولصوص ... قطاع طرق يقرضون الشعر ... يسرقون القوافل ويكتبون القوافي ...يغزون القبائل
ويمجدون غزواتهم بشعر بليغ......!شااعرنااا هو
السليك بن السلكة
وليلة جابـان كـررت عليهـم
على ساحة فيها الاياب حبيـب
عشية كـدت بالحرامـي ناقـة
بحيهـلا يدعـو بهـا فتجيـب
فضاربت اولى الخيل حتى كانما
اميل عليهـا ايـدع وصبيـب
الأبيات السابقة .. يصف فيها سليك أحد هجماته وغاراته ..التي أعتمدت
على أسلوب الكر المفضل لديه عندما يغير على القوافل ويسلبها.


الشميلاني 25-01-2010 01:27 PM

رد: من هو الصعلوك
 

http://pr.sv.net/aw/2006/December200...mages/0137.gif
بادي ذي بدء لابد ان نعرف ان ((السلكة)) الأنثى من أولاد الحجل ..
وهو طائر بحجم الدجاجة او اصغر قليلا يمتاز بالسرعة وخفة الحركة ... والذكر منه يسمى سلك ..
لهذا سمي سليك بن السلكة بهذا الأسم.
سليك هو شاعر من الفتاك اللصوص ... من صعاليك العرب العدائين الذين كانوا لا يلحقون ولا تعلق
بهم الخيل إذا ما عدو ..
ويقال ان عمـرو بن معد يكرب الزبيـدي ...رضي الله عنه ... وهو فارس اليمن .. ومن فرسان
الجاهليةالمعدودين وبطل من أبطال الإسلام المعروفين قال : ((اني أتي بالضعينة من الشام الى اليمن
لااخشى عليها مالم يقابلني حراها او عبدها
وقصد بالعبدين (( عنترة بن شداد وسليك بن السلكة )) لأن السليك كان أسود اللون ايضا .. وسواء
صدقت هذه المقولة ام لا ... فهي تدل على ما لسليك من شجاعة وبطش شديدين.
نسبه :
هو السليك بن عمرو بن يثربي .... وقيل أيضا ان ابوه هو بن عمير بن يثربي ... وليس عمرو ... أحد
بني ((مقاعس)) وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
والسلكة ... أمة وهي أمة سوداء ... وكان يغير على القبائل .. لاسيما
القبائل اليمانية وقبائل ربيعة ... وكان من العارفين باقتفاء الأثر والقصاصين. ومن العالمين بمسالك
الطرق وطبيعة الأرض .
وفيما يلي سوف نستعرض للأقوال التي ذكرها وقالها عنه بعض الأدباء
والمؤرخين ...

يقول الأخفش عن السكري عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي
قال: وفرئ لي خبره وشعره على محمد بن الحسن الأحوال عن الأثرم عن أبي عبيدة قال
أخبرني ببعضه اليزيدي عن عمه عن ابن حبيب عن ابن الأعرابي عن المفضل
وقد جمعت رواياتهم فإذا اختلفت نسبت كل مروي إلى روايه.
يستودع بيض النعام ماء في الشتاء ليشربه في الصيف:
كان السليك بن عمير السعدي إذا كان الشتاء استودع ببيض النعام ماء السماء ثم دفنه .. فإذا كان
الصيف وانقطعت إغارة الخيل وأغار. واحتاج إلى الماء ...جاء إلى مواضع البيض ... فاستخرج
البيض منها وشرب ما فيه من ماء ... وكان أدل من قطاة - يأتي حتى يقف على البيضة .. اي انه
يعرف اين دفن هذه البيضة رغم تغير الظروف المناخية ومرور الزمن عليها ... كان لا يغير على مضر
وإنما يغير على اليمن فإذا لم يمكنه ذلك أغار على ربيعة.
صفاته:
قال المفضل عنه ..
كان السليك من أشد رجال العرب وأنكرهم وأشعرهم ... وكانت العرب تدعوه سليك
المقانب ... وكان أدل الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها وأشدهم عدواً على رجليه لا تعلق به الخيل.
وكان يقول: ((اللهم إنك تهيئ ما شئت لما شئت إذا شئت. اللهم إني لو كنت
ضعيفاً كنت عبداً ولو كنت امرأة كنت أمة. اللهم إني أعوذ بك من الخيبة فأما الهيبة فلا
هيبة.)) وهذا دليل واضح على أنه لا يعرف معنىً للخوف .. أذ انه حتى بدعائه لم يطلب من الله أزالة
عامل الخوف والهيبة من نفسه وقال (( أما الهيبة ... فلا هيبة ... ))
أنباء عن قدرته على الاحتمال:
قال أبو عبيدة:
بلغني أن السليك بن السلكة ... رأته طلائع جيش لبكر بن وائل ... وكانوا جازوا منحدرين سرا ...
ليغيروا على بني تميم ... ولا يعلم بهم أحد فقالوا : إن علم السليك بنا أنذر قومه وأفسد علينا ...
فبعثوا إليه فارسين على جوادين ... لكي يشاغلونه أو يقبضون عليه ...فلما هايجاه وأقتربا من
مكانه ... خرج يمحص كأنه ظبي ... وطارداه سحابة يومه .. وأختفى عن الانظار .. ولم يبقي سوا تتبع
أثره علي الأرض.
ثم قالا: إذا جاء الليل تعب وأعيا ... ثم سقط أو قصر وتثاقل عن العدو فنأخذه ... فلما أصبحا وجدا أثره
قد عثر بغصن شجرة إخترقت رجله ((فنزعها )) وتقوست فانحطمت فوجدا قطعة منها قد ارتزت بالأرض والأخرى برجله
فقالا : .. ما له أخزاه الله ... ما أشده ! وهما بالرجوع ... ثم قالا :.. لعل هذا كان من أول الليل
ثم فتر فتبعاه فإذا أثره دامٍ قد بلل فرغا في الأرض وخدها فقالا :.. ما له قاتله
الله ما أشد متنه ! والله لا نتبعه أبداً فانصرفا... ونمى سليكا بهذه الأخبار إلى قومه ... وأنذرهم بها
فكذبوه لبعد الغاية ... فأنشد يقول:
لعمرك ما سعيت من سعى عاجز
ولا أنـا بالوانـي ففيـم أكـذبُ
ثكلتكما إن لم أكـن قـد رأيتهـا
كراديس يهديها إلى الحي موكبُ
كراديس فيها الحوف زان وقومه
فوارس همام متى يدع يركبـوا
تفاقدتـم هـل أنكـرن مغيـرة
مع الصبح يهديهن أشقر مغـرب

يعني الحوفزان بن شريك الشيباني
تفاقدتم: يدعو عليهم بالتفاقد. قال وجاء الجيش واحتطمهم.
لماذا لقب بـ(( سليك المقانب))... ؟
المقانب هي الذئاب الضارية المتوحشة.. وقد أردف هذا اللقب بأسم السليك .. نظرا لسلوكه المعتمد
علي القسوة والضراوة .
قال في ذلك ضرار الأسدي - وكان قد وجد قوماً يتحدثون إلى امرأته من بني عمها ... فعقرها بالسيف
فطلبه بنو عمها فهرب ولم يقدروا عليه - فقال في ذلك:
لـزوار ليلـى منـكـم آل بـرثـن
على الهول أمضي من سليك المقانب
يزورونـهـا ولا أزور نساءهـمـا
لهفـى لأولاد الإمـاء الحـواطـب

وقال ايضا :
جزى الله عنا مرة اليوم ما جـزى
شرارالموالي حين يجزي المواليا
إذا ما رأى من عن يمينـي أكلبـاً
عوين عوى مستحلباً عن شماليـا
ويسألني أن كيـف حالـي بعـده
على كل شيء ساءه الدهر حاليـا
وحالي إني سوف أهدي له الخسا
وأمشي له المشي الذي قد مشى ليا

(( فكيهة))امراة تجير سليك:
وهي واحدة من ثلاث نسوة يسمون بالوافيات ..
الوافيات في الجاهلية ثلاث خماعة بنت عوف الشيباني ... وفكيهة من بني قيس بن ثعلبه
وأم جميل من دوس ... وهم رهط أبي هريرة من أهل السراة.
وكان الذي ذكر من وفاء خماعة ... أن مروان بن زنباع بن جذيمة العبسي أغار على إبل لعمرو بن
هند فطلب حتى انتهى إلى ماء لبنى شيبان ... فنظر إلى أعظمها قبة فولجها ... وهي قبة خماعة
فاستجارها ... فنادت في أهل بيتها فجاءوا وجاء الملك عمرو بن هند
فقال: ادفعوا إلي ..
فقالوا : إن خماعة قد أجارته ...
فقال : قد أجارته ..؟!!
قال: فأني قد آليت أن لا أقلع عنه حتى يضع يده في يدي
فقال أبوها عوف بن محلم : يضع يده في يدي وأضع يدي في يدك تبر يمينك ...؟
قال: نعم
ففعل ... فزعمت بكر بن وائل أن الملك قال يومئذ: لا حر بوادى عوف ... وتأويل ذلك .. هو (( أن العزيز به والذليل سواء ))
وكان الذي شهر ذكر وفاء أم جميل أن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي قتل أبا أزيهر الزهراني
من أزد شنوءة وكان صهر أبي سفيان بن حرب فلما بلغ ذلك قومه بالسراة وثبوا على ((ضرار بن
الخطاب ابن مرداس الفهري)) ليقتلوه ... فسعى حتى دخل بيت أم جميل وعاذ بها فضربه رجل منهم ...
فوقع ذباب السيف على الباب ... وقامت في وجوههم فذبتهم عنه ونادت قومها فمنعوه لها
ولما قام عمر بن الخطاب ... ظنت أنه أخوه فأتته بالمدينة ... فلما انتسبت عرف القصة فقال: إني لست
بأخيه إلا في الإسلام ... وقد عرفنا منتك عليه فأعطاها على أنها إبنة سبيل.
نرجع مرة اخري لأكمال حديثنا عن الشاعر سليك ...
وكان الذي ذكر من وفاء فكيهة ... أن السليك ابن السلكة غزا بكر ابن وائل فلم يجد غفلة ... فكان
ينتظر بها فرأوا أثر قدم لم يعرفوها فقالوا : .. والله إن هذا لأثر رجل يرد الماء ... ما نعرفه فاقعدوا له
وأمهلوه حتى يروى ... فإذا روى فشدوا ...
ففعلوا فورد عندما قام قائم الظهيرة ... حتى امتلأ وجعل يصب الماء على رأسه
ووجهه ... ففاعوا به فأثقله بطنه فعدى حتى ولج قبة فكيهة فاستجارها فأدخلته تحت درعها
وجاءوا يطـلبونه فذبت عنه حتى انتزعوا خمارها ... ونادت إخوتها وولدها فجاءوا عشرة
فمنعوه ... قال: وسمعت سنبلاً يقول: إن سليكاً كان يقول: ((كأنى أجد سبد شعرها على ظهري ))
حين أدخلتني تحت درعها ... وقال سليك:
لعمر أبيك والأنباء تنمـى
لنعم الجار أخت بني عوارا
من الخفرات لم تفضح أباها
ولم ترفع لأسرتها شنـارا

كما ان السليك كان له قصيدة ... ذكر فيها أنه التقى بالغول وصار جاراً للغيلان ... وقد وصف حاله
معها ... حيث قال:
وأدهم قد جبت جلبابه كما
احتابت الكاعب الخيعـلا
إلى أنسحدا الصبح اثنـاءه
ومـزق جلبابـه الأليـلا
على شيـم نـار تنورتهـا
فبت لهـا مدبـراً مقبـلا
فأصبحت والغول لي جارة
فيا جارتا أنت مـا أهـولا
وطالبتُها بعضها فالتـوت
بوجـه تهـول فاستهـولا

وهي قصيدة ذكرها (( ابن قتيبة)) .
وفاته:
ان قاتل السليك بن السلكة يسمى (( أسد بن مدرك الخثعمي))
وقيل ((يزيد بن رويم الذهلي الشيباني)) توفي قبل قرابة الخمسة عشر عاما ... من بدأ الرسالة
المحمدية .. سنة 605 م


الشميلاني 25-01-2010 01:29 PM

رد: من هو الصعلوك
 

قصاااائد السليك بن السلكة



بَكَى صُردٌ

بَكَى صُردٌ لَمَّا رَأَى الحَيَّ أَعرَضَـت

مَهامِـهُ رَمـلٍ دونَهُـم وَسُهـوبُ

وُخَوَّفَـهُ رَيـبِ الزَّمَـانِ وَفَقـرُهُ

بِـلادَ عَـدُوٍّ حَاضِـرٍ وَجَـدوبُ

وَنَـأيٌ بَعيـدٌ عَن بِـلادِ مُقاعِـسٍ

وَإِنَّ مَخَـاريـقَ الأُمـورِ تُريـبُ

فَقُلـتُ لَهُ لاَ تُبـكِ عَينَـكَ إِنَّهَـا

قَضيَّـةٌ مَا يُقضَـى لَهَـا فَتَنـوبُ

سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحـمُ مَغَـرَّضٌ

وَماءُ قُـدورٍ فِي الجِفـانِ مَشـوبُ

أَلَمْ تَـرَ أَنَّ الدَّهـرَ لَونـانِ لَونُـهُ

وَطَـورانِ بِشـرٌ مَـرَّةً وَكَـذوبُ

فَمَا خَيرُ مَنْ لاَ يَرتَجِي خَيـرَ أَوبَـةٍ

وَيَخشَـى عَلَيـهِ مِريَـةٌ وَحُـروبُ

رَدَدتُ عَلَيـهِ نَفـسَـهُ فَكَـأَنَّمَـا

تَـلاقَـى عَلَيـهِ مِنسَـرٌ وَسُـروبُ

فَما ذَرَّ قَرنُ الشَّمـسِ حَتَّـى رَأَيتُـهُ

مُضَـادَ المَنـايَـا وَالغُبـارُ يَثـوبُ

وَضَارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّـى كَأَنَّمَـا

يُصَعِّـدُ فِـي آثَارِهِـم وَيَصـوبُ

وَقُلـتُ لَهُ خُـذ هَجمَـةً جَبريَّـةً

وَأَهلاً وَلاَ يَبعُـد عَلَيـكَ شَـروبُ

وَلَيلَـةَ جَابـانٍ كَـرَرتُ عَلَيهِـمُ

عَلَى سَاحَةٍ فِيـهَا الإِيَـابُ حَبيـبُ

عَشيَّـة كَـدَّت بِالحَرامـيِّ نَاقَـةٌ

بِحَيِّهَـلا يَـدعـو بِهَـا فَتُجيـبُ

فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتَّـى كَأَنَّمَـا

أُمـيـلَ عَلَيـهَا أَيـدَعٌ وَصَبيـبُ



وَعاشيَةٍ رَاحَـت

وَعاشيَةٍ رَاحَـت بِطانـاً ذَعَرتُهَـا

بِسَـوطِ قَتِيـلٍ وَسطُـهَا يَتَسَيَّـفُ

كَـأَنَّ عَلَيـهِ لَـونَ بُـردٍ مُحَبَّـرٍ

إِذَا مَـا أَتـاهُ صـارِمٌ يَتَلَـهَّـفُ

فَبـاتَ لَهُ أَهـلٌ خَـلاءٌ فِناؤُهُـم

وَمَرَّت بِهِـم طَيـرٌ فَلَـم يَتَعَيَّفـوا

وَبَاتوا يَظُنُّونَ الظُنـونَ وَصُحبَتِـي

إِذَا مَا عَلَوا نَشزاً أَهَلّـوا وَأَوجَفـوا

وَمَا نِلتُها حَتَّى تَصَعلَكـتُ حِقبَـةً

وَكِدتُ لأَِسبـابِ المَنيَّـةِ أُعـرَفُ

وَحَتَّى رَأَيتُ الجُوعَ بِالصَيفِ ضَرَّنِي

إِذَا قُمتُ تَغشَانِي ظِـلالٌ فَأُسـدِفُ




أَلاَ عَتَـبَـت عَلَـيَّ

أَلاَ عَتَـبَـت عَلَـيَّ فَصَـارَمَتنِـي

وَأَعجَبَـهَا ذَوو اللِّمَـمِ الـطِـوالِ

فَإِنِّـي يَـا ابنَـةَ الأَقـوامِ أُرَبِّـي

عَلَى فِعلِ الوَضـيِّ مِـنَ الرِجـالِ

فَـلا تَصِلـي بِصُعلـوكٍ نَــؤومٍ

إِذَا أَمسَـى يُعَـدُّ مِـنَ العـيَـالِ

وَلَكِـن كُـلُّ صُعلـوكٍ ضَـروبٍ

بِنَصلِ السَّيـفِ هَامَـاتِ الرِّجَـالِ

أَشَابَ الـرَّأسَ أَنِّـي كُـلَّ يَـومٍ

أَرَى لِـي خَالَـةً وَسـطَ الرِّجَـالِ

يَـشُـقُّ عَلَـيَّ أَنْ يَلقَيـنَ ضَيـماً

وَيَعجِـزُ عَـنْ تَخَلُّصِهِـنَّ مَالِـي




يُكَذِّبُنِي العَمرانِ

يُكَذِّبُنِي العَمرانِ عَمرُو بنُ جَنـدَبٍ

وَعَمرُو بنِ سَعدٍ وَالمُكَذِّبُ أَكـذَبُ

ثَكِلتُكُما إِن لَم أَكُـن قَـدْ رَأَيتُـها

كَراديسَ يُهدِيهَا إلى الحَيِّ كَوكَـبُ

سَعَيتُ لَعَمري سَعيَ غَيـرِ مُعَجَّـزٍ

وَلا نَـأنَـأٍ لَـو أَنَّنِـي لاَ أُكَـذِّبُ

كَراديسُ فِيـهَا الحَوفَـزانُ وَحَولَـهُ

فَوارِسُ هَمَّـامٍ مَتَى يَـدعُ يَركَبـوا

تَفاقَـدتُـم هَـل أَنكِـرَنَّ مُغيـرَةً

مَعَ الصُبحِ يَهديهِنَّ أَشقَـرُ مُغـرِبُ


سحرالغرام 25-01-2010 01:47 PM

رد: من هو الصعلوك
 
اخي المبدع

..الشميلاني..


لقد ابدعتَ بنظم عقداَ من اللولو الحر

وتهاوت حباته على صفحات هذا القسم

لنستنير بها ,,,

ودائماً ما نتطلع بشغف لمواضيعك الفذهـ

فطلائع الابداااع ترسمها اناملك

حيث وجدت هنا جهود عظيمه ومتابعه دقيقه

وسرد متواصل ,,,,

فالشكر كل الشكر على

ما يخطه قلمك

لك ودي واحترامي ,,,

ضحكتكـ تكفيني 05-02-2010 05:19 PM

رد: من هو الصعلوك
 
ابداااااااااع رااااائع ومستمر ومتميز داااائماً
بجميييييييع ماتقدمه لنآ هنا
موضوع جميييييل جداً
ومجهووووود اكثر من رائع
يسلمك رررربي على النقل
تقبل مرووووري وردي على متصفحك..

الشميلاني 17-02-2010 01:40 PM

رد: من هو الصعلوك
 
سحرام الغرام
اسعدني بهاء الحضور وتميز الرد
دمتي بعافيه

الشميلاني 17-02-2010 01:41 PM

رد: من هو الصعلوك
 

اسعدني تميز الرد والمرور الأكمل
ضحكتك تكفيني
دمتي بعافيه


الساعة الآن 06:05 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009